«اليوم أم غداً؟»... جدل حول موعد العيد في مصر والسودان وليبيا

الأجهزة الفلسطينية تمنع أنصار «حزب التحرير» من صلاة العيد

عدد من المسلمين في ليبيا يؤدون صلاة العيد (أ.ف.ب)
عدد من المسلمين في ليبيا يؤدون صلاة العيد (أ.ف.ب)
TT

«اليوم أم غداً؟»... جدل حول موعد العيد في مصر والسودان وليبيا

عدد من المسلمين في ليبيا يؤدون صلاة العيد (أ.ف.ب)
عدد من المسلمين في ليبيا يؤدون صلاة العيد (أ.ف.ب)

أعلنت ليبيا أن اليوم (الثلاثاء) هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بعد ساعات من إعلانها أنه الأربعاء.
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج ودار الإفتاء التابعة لها قد نشرتا في بيانين رسميين أمس (الاثنين)، أنه قد تعذّرت رؤية هلال شهر شوال، وعليه فإن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وأن أول أيام العيد سيكون يوم الأربعاء.

وبعدها بساعات تراجعت حكومة السراج عن الإعلان الأول، وأعلنا أن اليوم (الثلاثاء) هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

وفسّرت الأمر عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، بالقول إن «وزارة العدل بالتواصل مع المجلس الأعلى للقضاء أكدت جدية محاضر عدد من شهود العيان بثبوت رؤيتهم لهلال شهر شوال في عدد من المدن والمناطق الليبية»، وتابعت دار الإفتاء التابعة لها: «بناءً على اتصال رئيس المحكمة العليا بالمجلس الأعلى للقضاء في الساعات الأخيرة من الليل مع فضيلة المفتي، وإخباره إياه بأنه ثبتت لديهم شهادة برؤية الهلال وصلتهم من بعض المحاكم التابعة لهم عند منتصف الليل، فإن دار الإفتاء تعلن أن يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر».

واحتفل غالبية الدول العربية والإسلامية اليوم بأول أيام عيد الفطر، فيما أعلن عدد من الدول، منها مصر والأردن وفلسطين، أن غداً هو أول أيام العيد.
وفي مصر، تضاربت الأنباء عن رؤية هلال العيد، قبل أن تعلن دار الإفتاء المصرية أمس عقب صلاة المغرب بنصف الساعة أن اليوم (الثلاثاء) هو المتمم لشهر رمضان وأن غداً (الأربعاء) هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

وحدث التضارب بعد أن أصدر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بياناً قبل الإعلان الرسمي من دار الإفتاء بأن هلال شهر شوال قد وُلد مباشرةً بعد حدوث الاقتران في تمام الثانية عشرة ودقيقتين ظهراً بتوقيت القاهرة المحلي، أمس (الاثنين)، ما يعني أن الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر.
وعقب ذلك، ردت دار الإفتاء المصرية على تلك الأقاويل بأن الدار هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إعلان الرؤية الشرعية للهلال وتحديد موعد بداية كل الشهور العربية.

ولجأ بعض المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التندر من هذا التضارب حول موعد هلال شوال، فيما تحير البعض الآخر بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية، كما نقلت وسائل إعلام مصرية غير رسمية أنباء عن «إعادة رؤية الهلال عقب صلاة العشاء»، مما دفع دار الإفتاء المصرية لإصدار بيان تؤكد فيه أنه لا صحة لهذه الأقاويل، وأن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك.
وعن التباين بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية، ردت دار الإفتاء المصرية اليوم (الثلاثاء) عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» بأن الحسابات الفلكية «يجوز الاستئناس بها، لكنّ بداية الشهر لا تتحقق شرعاً إلا بالرؤية الشرعية» للهلال.

وجنوباً، حدث تضارب في السودان أيضاً حول موعد عيد الفطر، إذ دعا «تجمع المهنيين السودانيين» وهو أكبر جماعة احتجاجية في السودان، إلى الاحتفال بأول أيام عيد الفطر، اليوم (الثلاثاء)، مستنداً إلى الحسابات الفلكية، وذلك بالتعارض مع ما أعلنه مجمع الفقه الإسلامي في السودان، الذي أعلن أن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وأن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر.
وفي فلسطين، تدخلت الأجهزة الأمنية اليوم (الثلاثاء) لمنع عناصر من {حزب التحرير} المتشدد من الاحتفال بعيد الفطر بالمخالفة لقرار دائرة الإفتاء التي أعلنت أن غداً هو أول أيام العيد.
وقال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، لوكالة «رويترز» للأنباء: «ما قام به {حزب التحرير} هو محاولة لفرض رأي حزبي بأن العيد اليوم مع وجود قرار من دائرة الإفتاء أن اليوم هو المتمم لرمضان، وهذا أمر مرفوض ولن نسمح بحدوثه. هذه فتنة»، وأضاف: «حاول حزب التحرير استغلال المساجد لفرض ذلك فكان لا بد من اتخاذ إجراءات بحقهم».
وقال الضميري: «نحن عملنا على تطبيق القانون. الإفطار الجهري في رمضان ممنوع بالقانون. نحن لا نلاحق الناس في بيوتهم».
من جانبه، قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار المقدسة: «دار الإفتاء هي الجهة الرسمية المخولة بالإعلان عن بدء رمضان وانتهائه وقد أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان وعلى جميع البلد الالتزام بذلك»، وأضاف: «رؤية الهلال لم تتحقق في ثلاثة أماكن لرصد الهلال في القدس والخليل والجليل لذلك أعلنّا أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان بناء على القواعد الشرعية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».