أذون الخزانة الألمانية تفقد بريقها في ظل ضعف العائد

أذون الخزانة الألمانية تفقد بريقها في ظل ضعف العائد
TT

أذون الخزانة الألمانية تفقد بريقها في ظل ضعف العائد

أذون الخزانة الألمانية تفقد بريقها في ظل ضعف العائد

لم يعد يلاحظ الخبراء المصرفيون تهافتاً، كما في السابق، على شراء أذون الخزينة الألمانية، المعروفة باسم «بوند»، من قبل المستثمرين الألمان الذين اختاروا شراء أذون خزينة دول أوروبية أخرى، كما إيطاليا والبرتغال واليونان.
ورغم تضاعف حجم الدين العام الإيطالي قياساً بالعام الفائت، إلا أن إقبال المستثمرين الألمان على شراء أذونات الخزينة الإيطالية المعروفة باسم «بي تي بي» يتواصل بوتيرة جيدة هذا العام. فمردودها يبقى فوق الصفر على عكس مردود أذون الخزينة الألمانية.
تقول الخبيرة المصرفية الألمانية ساشا ريشتر، إن أذون الخزينة الإيطالية واليونانية والبرتغالية هي الوحيدة القادرة هذا العام على استقطاب أموال المستثمرين الأوروبيين الأفراد في منطقة اليورو. أما أذون الخزينة التابعة لدول أوروبية أخرى فهي تتعرض للقمع، الذي يتمثل بتخفيض مردودها بطريقة قسرية، وذلك عن طريق سياسات لا تأبه بحركة الإدخار الأوروبية التي تبحث عن برّ أمان لها يعطيها الحد الأدنى من الفوائد الثابتة كل عام.
لذا تعتبر ألمانيا بين الدول الأكثر انتقاداً للمصرف الأوروبي المركزي، الذي يرأسه الإيطالي ماريو دراغي. وفي الوقت ذاته تشهد ألمانيا هروباً لأموال مستثمريها إلى الخارج التي وصلت حتى إلى منطقة الشرق الأوسط بحثاً عن الأرباح. علماً بأن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة لهم حصة الأسد في حركة نزوح الأموال هذه. وتختم الخبيرة القول: «إلى جانب إيطاليا والبرتغال واليونان، تستوطن الفرص الأكثر جاذبية لكل من يريد الاستثمار في السندات في الدول النامية. ففي الأعوام العشرة الأخيرة برز على السطح تباين كبير في مردود هذه السندات بين الدول النامية وتلك المتقدمة. فلدى الدول النامية يرسو معدل هذا المردود على 2.5 في المائة، في حين يقترب هذا المردود من الصفر لدى الدول الصناعية المتقدمة».
في سياق متصل، يقول ريتشارد لورانس مدير صندوق الفوائد الثابتة في شركة «براندي واين غلوبال»، المتخصصة في الاستثمار بالسندات، والتابعة لمجموعة «ليغ ماسون» الأميركية، إن عدم الاستقرار السياسي الذي يهيمن على عدد من الدول الأوروبية يلعب دوراً في زيادة أو قطع شهية هؤلاء المستثمرين لشراء أذون الخزينة.
على سبيل المثال، كانت أوضاع أذون الخزينة الإسبانية جيدة في مطلع العام، وكان مردودها يُرضي توقعات المستثمرين المؤسساتيين والأفراد. لكنه ما لبث أن وقعت في دوامة التذبذبات السياسية التي تركت آثارها السلبية المباشرة على مردودها، ما جعل المستثمرين الدوليين ينفرون منها.
ويختم: «تتفادى صناديق الاستثمار في الفوائد الثابتة اليوم دولاً أوروبية، على رأسها ألمانيا وهولندا وفرنسا والنمسا. في المقابل تركّز هذه الصناديق أنشطتها في الدول النامية، لا سيما المكسيك والبرازيل وبولندا وجنوب أفريقيا. علاوة على ذلك تستثمر 48 في المائة من هذه الصناديق أموالها في أذون الخزينة الأميركية القادرة للآن على التصدي للتضخم، وعرض مردود مقبول على المستثمرين. وعلى عكس المصارف المركزية الأخرى، تمكّن المصرف الاحتياطي الفيدرالي من تطبيع سياساته قبل أن يتحصّن مجدداً لمواجهة أي تباطؤ اقتصادي. على صعيد ألمانيا، لم يحرك المصرف المركزي (بوندس بنك) ساكناً بعد لمواجهة التباطؤ الاقتصادي هناك. ما يطرح جملة من الأسئلة بين المستثمرين بشأن مستقبل السياسات المصرفية المركزية الأوروبية».


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.