استقالة ماي: «تخوف» فرنسي.. و«دعم» ألماني.. و«ترحيب» روسي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ب)
TT

استقالة ماي: «تخوف» فرنسي.. و«دعم» ألماني.. و«ترحيب» روسي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ب)

أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم (الجمعة) أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «لا تغير شيئا» في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن الاتفاق المبرم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وقالت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية مينا أندريفا: «سنحترم رئيس الوزراء الجديد لكن ذلك لا يغير شيئا في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول اتفاق خروج» بريطانيا من الاتحاد.
بدوره، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«العمل الشجاع» الذي قامت به تيريزا ماي، لكنه دعا إلى «توضيح سريع» لملف بريكست إثر إعلان رئيسة الوزراء البريطانية استقالتها، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
واعتبر ماكرون أن هذا القرار «ينبغي أيضا أن يذكر، في لحظة خيار مهمة، بأن التصويت بالرفض من دون مشروع بديل يؤدي إلى مأزق»، في إشارة إلى الانتخابات الأوروبية وإلى ملف بريكست.
وأضاف أن ماي «قامت بعمل شجاع لتنفيذ بريكست لما فيه مصلحة بلادها واحترام شركائها الأوروبيين»، موجها إليها «رسالة دعم وشكر شخصية».
وقالت الرئاسة الفرنسية: «يعود إلى المملكة المتحدة، وفق آلياتها، أن تسمي رئيسا جديدا للوزراء. إن فرنسا مستعدة للعمل مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد حول كل الموضوعات الأوروبية والثنائية. إن علاقتنا مع المملكة المتحدة أساسية في كل المجالات».
وتابع ماكرون: «من المبكر جدا التكهن بنتائج هذا القرار. سيستمر تنفيذ مبادئ الاتحاد الأوروبي وخصوصا أولوية الحفاظ على حسن سير عمل الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يتطلب توضيحا سريعا».
من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن احترامها لقرار رئيسة الوزراء البريطانية بالاستقالة.
وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتس اليوم في برلين إن ميركل تعاونت مع ماي دائما على نحو مفعم بالثقة وستواصل ذلك طوال فترة بقاء ماي في السلطة.
ولم تدل المتحدثة بتقييم عن آثار هذا القرار على الخروج المخطط لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية ترعى تعاونا وثيقا مع بريطانيا، وقالت: «وسيستمر الأمر على هذا النحو».
أما في روسيا، فأعلن الكرملين أن رئاسة تيريزا ماي للحكومة البريطانية «كانت فترة صعبة جدا» في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين إن «رئاسة ماي للحكومة جاءت خلال فترة صعبة جدا في علاقاتنا الثنائية». وأضاف: «للأسف لا يمكنني أن أتذكر أي شيء ساهم في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وبريطانيا».
ورفض التعليق على الاستقالة بحد ذاتها قائلا بأن روسيا «تتابع بانتباه شديد كل العمليات المرتبطة ببريكست والتي لا تؤثر فقط على بريطانيا وإنما أيضا على الوضع في الاتحاد الأوروبي».
وقال بيسكوف: «لدينا مصلحة في أن يكون لدينا شريك مستقر»، مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لروسيا.
والتوتر بين روسيا وبريطانيا تصاعد منذ وفاة ألكسندر ليتفيننكو العميل الروسي السابق مسموما بالبولونيوم في العام 2006 في بريطانيا. وحمل قاض بريطاني روسيا المسؤولية في هذه القضية.
والى جانب نقاط الخلاف الكثيرة بين موسكو والغربيين وخصوصا ملفي سوريا وأوكرانيا، تدهورت العلاقات أكثر مع قضية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال السنة الماضية في جنوب إنجلترا.
واتهمت لندن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي في هذه القضية، لكن موسكو نفت بشدة أي ضلوع لها ما تسبب بأزمة دبلوماسية كبرى بين البلدين.
وأعلنت ماي اليوم أنها ستستقيل من منصبها كرئيسة لحزب المحافظين، وتاليا من رئاسة الوزراء، في السابع من يونيو (حزيران)، معربة عن «أسفها الشديد لعدم تمكنها من تنفيذ بريكست».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.