مساعد «غوغل» الصوتي يدعم اللغة العربية باللهجتين السعودية والمصرية

«الشرق الأوسط» اختبرت تفاعله الصوتي مع المستخدم لتسهيل القيام بالمهام وتقديم أفضل الإجابات

يدعم مساعد «غوغل» التفاعل مع المستخدمين باللهجتين السعودية والمصرية
يدعم مساعد «غوغل» التفاعل مع المستخدمين باللهجتين السعودية والمصرية
TT

مساعد «غوغل» الصوتي يدعم اللغة العربية باللهجتين السعودية والمصرية

يدعم مساعد «غوغل» التفاعل مع المستخدمين باللهجتين السعودية والمصرية
يدعم مساعد «غوغل» التفاعل مع المستخدمين باللهجتين السعودية والمصرية

أصبح مساعد «غوغل» الصوتي يدعم اللغة العربية باللهجتين السعودية والمصرية في إصدار تجريبي للخدمة، وذلك بهدف تسهيل القيام بالكثير من المهام للمستخدمين دون الحاجة لبذل الجهد أو الإمساك بالأجهزة الذكية لتنفيذ الأوامر، وخصوصا لمن لديهم احتياجات جسدية خاصة أو ضعاف البصر أو كبار السن الذين ليس لديهم دراية تقنية كافية لتصفح الإنترنت وأداء بعض الوظائف على الهاتف الجوال. واختبرت «الشرق الأوسط» الإصدار التجريبي من الخدمة، ونلخص متطلباتها وأبرز مزاياها وما الذي يمكن القيام به من خلالها.
- متطلبات الاستخدام
في البداية، يجب التنويه إلى أن هذا الإصدار من المساعد الذكي لا يزال في مرحلة الاختبار Beta ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة، ولا يزال في مرحلة مبكرة لتعلم ونطق اللغة العربية، ولكنه سيصبح أكثر كفاءة مع مرور الوقت ويتوقع أن يصل إلى باقي اللهجات العربية. وكانت الشركة قد أطلقت هذا المساعد في الولايات المتحدة في العام 2016 بدعم للغة الإنجليزية ومن ثم أتبعته بدعم لغات مختلفة أسهمت بإيصاله لأكثر من مليار جهاز مختلف، حيث وصل عدد اللغات التي يدعمها إلى 14 لغة في العام 2017. و30 لغة في العام 2018.
دعم اللغة العربية متوافر على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس» من خلال تحميل تطبيق «غوغل أسيستانت» Google Assistant أو تطبيق «غوغل» Google من متجر التطبيقات وتجهيز الإعدادات التي سنشرحها في هذا الموضوع. ويجب وجود اتصال بالإنترنت لتستطيع الخدمة تحليل أوامر المستخدم وتقديم الإجابات اللازمة له أو أداء الوظيفة المطلوبة، وبسرعة كبيرة.
- تفعيل اللغة العربية
ولاستخدام الخدمة باللغة العربية، يجب أن يكون نظام التشغيل في جهازك هو «آندرويد 6.0» (مارشميلو) أو أحدث، أو «آي أو إس 10.0» أو أحدث، وتحديث تطبيق «غوغل» إلى أحدث إصدار متوفر في المتجر. وبعد ذلك، يمكن إضافة اللغة العربية واللهجة المرغوبة بسهولة بالضغط مطولا على زر الدائرة الذي يظهر في أسفل الشاشة إلى جانب زري السهم والخطوط الثلاثة، ليظهر شريط المساعد بعد ذلك. ويجب الآن سحب هذا الشريط إلى الأعلى ليشغل الشاشة بأكملها، ومن ثم يجب الضغط على أيقونة ملف المستخدم في الزاوية العليا للشاشة واختيار «الإعدادات» Settings، ومن ثم الضغط على تبويب «المساعد» Assistant ومن ثم اختيار «اللغات» Languages، واختيار إضافة اللغة العربية باللهجة المرغوبة (السعودية أو المصرية).
ويُنصح بعد ذلك بالذهاب إلى خيار «المحادثات المرتبطة» Continued Conversations أسفل خيار «اللغات» أعلاه وتفعيل هذه الميزة، وهي ميزة تربط الضمائر في المحادثات السابقة مع التالية لعدم تكرار اسم العنصر الذي يتحدث المستخدم عنه، الأمر الذي ينجم عنه محادثات سلسة وطبيعية. هذا، ويجب تعريف صوتك في المساعد، الأمر الذي يتم آليا بمجرد تشغيله لأول مرة ونطق Ok Google عدة مرات.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال تجربة إعداد المساعد، تم مواجهة مشكلة تقنية في البداية تمثلت بعدم القدرة على إضافة اللغة العربية، حيث كان التطبيق يتوقف عن العمل فور الضغط على خيار «اللغات» أو يعود إلى الشاشة نفسها. وتم التعرف على سبب المشكلة بعد البحث في الإنترنت، والذي كان في تطبيق «غوغل هوم» Google Home الذي هو عبارة عن مساعد «غوغل» على شكل سماعة ذكية، حيث كان يجب إزالة معلومات هذا المساعد من تطبيقه وتعريف اللغة العربية في مساعد «غوغل» ومن ثم معاودة تعريف السماعة في تطبيقها مرة أخرى. ويمكن الذهاب إلى منتديات «غوغل» للدعم الفني في حال وجود مشكلة تمنعك من البدء باستخدام المساعد باللغة العربية، وذلك باتباع الرابط التالي bit.ly-2GVwUx6 وبعد إضافة اللغة العربية، يمكنك التحدث مع المساعد الذكي إما بقول Ok Google أو الضغط المطول على زر الدائرة ليظهر شريط المساعد (يجب تفعيل ميزة التعرف على الكلام في إعدادات الهاتف ليعمل المساعد). ويمكن سحب هذا الشريط إلى الأعلى ليملأ الشاشة ويعرض جدول مواعيدك ومجموعة من المقترحات التي يمكن القيام بها والاطلاع على آخر الأخبار وضبط المنبه وتشغيل الموسيقى وإرسال الرسائل، وغيرها. ويمكنك استخدام اللغة العربية للتفاعل مع المساعد دون تغيير لغة واجهة الهاتف إلى العربية، إن أردت.
- تجربة «الشرق الأوسط»
تم تصميم المساعد لإنجاز المهام اليومية من خلال الهاتف الجوال أثناء الانشغال في مهمة أخرى، حيث يمكن التحدث معه للاتصال أو البحث عن معلومة في الإنترنت أو لضبط المنبه، وغيرها من المهام الأخرى. ويتميز المساعد بوجود روح الدعابة لديه، حيث يقدم نوعا من الفكاهة بعد طرح بعض الأسئلة عليه، مثل «هل تحبني؟» و«غنِّ لي أغنية» و«قل لي نكتة» ليدندن لحنا أو يردد نكتة مضحكة، وغيرها من الأمور المسلية الأخرى.
ويمكن سؤال المساعد عن الكثير من الأمور باللهجة السعودية أو لدى التكلم بالعربية الفصحى، ليجيب المساعد على الأسئلة بالعربية الفصحى (إلى الآن). وتعتمد «غوغل» في هذا الأمر على مبدأ التفاعل مع الذكاء الصناعي من خلال واجهة التفاعل الطبيعة للبشر، وهي الكلام.
وللتحدث مع المساعد في أي وقت، يجب قول Ok Google، ليظهر شريط يؤكد أن المساعد ينتظر أوامر المستخدم. ويمكن بعدها سؤاله عن أي معلومة أو طلب تنفيذ أمر ما، مثل «ما المسافة بين جدة والرياض؟»، ليعرض المسافة والخريطة ويردد مقدار المسافة. كما يمكن سؤال المساعد عن مواقيت الصلاة في رمضان أو أي يوم مع إمكانية تحديد الصلاة المرغوبة، مثل «متى موعد صلاة المغرب؟» أو عن حالة جوية، مثل «ما هي حالة الطقس في جدة؟»، أو عن مواعيد مباريات كرة القدم، مثل «متى موعد مباراة نادي الأهلي؟»، وغيرها. وفي المثال السابق، سيربط المساعد بين الموقع الجغرافي للمستخدم وسؤاله، ليفهم أن المستخدم موجود في السعودية، وأن نادي الأهلي في السؤال هو النادي السعودي وليس المصري، ويعرض الإجابة وفقا لذلك. أما إن سأل المستخدم السؤال نفسه في مصر، فسيفهم المساعد بأن نادي الأهلي هو النادي المصري. كما يستطيع المساعد ربط الأسئلة المتتالية ببعضها البعض من خلال الضمائر، مثل طرح سؤال «ما ارتفاع برج خليفة؟» والاستماع إلى الإجابة، ومن ثم سؤال المساعد «ما عدد أدواره؟»، ليفهم المساعد أن الضمير في «أدوار» يعود إلى برج خليفة، وينطق عدد أدوار البرج. كما يمكن طلب إجراء المحادثات مع أشخاص محددين أو إرسال الرسائل النصية لهم، مثل «اتصل بأخي» أو «ابعث رسالة لأبي». ويمكن تعريف أسماء مستعارة للأشخاص الموجودين في دفتر عناوين المستخدم من خلال طلب الاتصال بشخص ما، ليعرض المساعد رسالة تفيد بأنه لا يعرف من هو ذلك الشخص، ويقدم القدرة على اختياره من دفتر العناوين، لتستطيع بعد ذلك الاتصال بالشخص أو إرسال الرسائل له بكل سهولة.
- مهمات متعددة
ويتكامل المساعد مع منصة «آندرويد أوتو» Android Auto للسيارات الذكية، ويسمح بالتفاعل مع الساعات الذكية التي تدعم مساعد «غوغل» وسماعات «بكسل بادز» Pixel Buds وشاشات العرض الذكية وأنظمة الإضاءة الذكية المتصلة بالإنترنت، بحيث يمكن طلب تفعيل بعض مزاياها من خلال الدردشة مع المساعد الشخصي، وبكل سهولة. ويمكن استخدام المساعد للتحكم بأجهزة المنزل الذكي، مثل أجهزة التدفئة والتبريد والإنذار، وغيرها.
ويمكن كذلك الاطلاع على مواعيدك المقبلة وتعديلها وإضافة مواعيد جديدة، وكتابة رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، وحتى التقاط صورة ذاتية بمجرد قول: «خذ لي سيلفي» ليقوم المساعد بتشغيل تطبيق التصوير وتحويل الكاميرا إلى الأمامية وتفعيل عداد مدته بضعة ثوان والتقاط صورة ذاتية للمستخدم بشكل آلي. كما يمكن الحصول على ملخص يوم المستخدم في الصبح بمجرد قول: «كيف يبدو يومي؟». ويمكن أيضا قول: «ترجم لي الإيطالية» ليقوم بتشغيل تطبيق «ترجمة غوغل» ومن ثم تحديد اللغتين المراد الترجمة بينهما في الأسفل ومن ثم الضغط على زر الميكروفون لإملاء النص بلغتك وترجمته إلى اللغة الأخرى، أو بالعكس في حال رغب شخص ما التحدث معك بلغته ومن ثم ترجمة ما قاله إلى العربية.
ويقدم المساعد ميزة مفيدة اسمها «العدسة» Lens، والتي تظهر إلى جانب زر الميكروفون في المساعد فور سحب شريطه إلى الأعلى، حيث سيقوم المساعد بتشغيل تطبيق الكاميرا بعد الضغط على أيقونة العدسة ومساعدة المستخدم على معرفة المزيد حول العناصر من حوله بمجرد توجيه الكاميرا نحو تلك العناصر، مثل توجيه الكاميرا نحو حيوان أليف أو نبات ما، لتظهر معلومات حول نوعه وسلالة ذلك الحيوان أو النبات، وغيرها. كما يمكن مسح منتج ما ليعرض المساعد مواقع يمكن شراء ذلك المنتج منها ومقارنة الأسعار أو البحث عن منتجات مشابهة، أو توجيه الكاميرا نحو بطاقة عمل ليحفظ المساعد المعلومات الموجودة فيها، أو البحث عن معنى كلمة ما بمجرد توجيه الكاميرا نحوها، وغيرها.
وبالنسبة لقدرات المساعد خارج المنطقة العربية، فإنه يستطيع فحص المكالمات الواردة وتجنب المكالمات الاحتيالية المحتملة، حيث يستطيع المستخدم اختيار رد المساعد على المكالمات الواردة التي لا يرغب في الرد عليها شخصيا، وذلك من خلال الضغط على زر Screen Call على الشاشة لدى ورود المكالمة. ولدى ورود رسالة صوتية من شخص ما، يمكن للمستخدم عدم الاستماع إليها وطلب تلخيص الرسالة من المساعد، مثل سؤاله عن سبب اتصال الطرف الآخر. كما يستطيع المساعد الاتصال بالمطاعم والمتاجر المختلفة وإجراء الحجوزات الصوتية والتفاعل مع الطرف الآخر دون معرفة ذلك الطرف بأنه يتحدث مع مساعد «غوغل». هذه الميزة اسمها «دوبلكس» Duplex، ونأمل وصولها إلى المنطقة العربية قريبا، إضافة إلى ميزة الرد الآلي على المكالمات الواردة.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا» جنسن هوانغ يتحدث قبل انطلاق مؤتمر تقنية وحدات معالجة الرسوميات في واشنطن - 28 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

يُشعل النقص العالمي الحاد في رقاقات الذاكرة سباقاً محموماً بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية لتأمين إمدادات آخذة في التراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن )
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» (رويترز)

شركة «أوبن إيه آي» تعلن حالة طوارئ في «تشات جي بي تي» بسبب المنافسة الشديدة

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان عن حالة طوارئ شاملة في الشركة، في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها تقنيات برنامجها «تشات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار «أمازون ويب سيرفيسز» في معرض بنيودلهي بالهند (رويترز)

«أمازون» و«غوغل» تطلقان خدمة متعددة السحابة من أجل اتصال أسرع

ذكرت شركتا «أمازون» و«غوغل» أنهما أطلقتا خدمة شبكية متعددة السحابة تم تطويرها بشكل مشترك لتلبية الطلب المتزايد على الاتصال الموثوق به.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».