وزير الدفاع يرفض الحديث عن «الجيش قوة وحيدة... مادام هناك أطماع إسرائيلية»

كلام بو صعب اعتُبر دفاعاً عن سلاح «حزب الله»

الوزير إلياس بو صعب خلال جولته في الجنوب مع قائد الجيش وقائد قوات الـ«يونيفيل» (الوكالة الوطنية)
الوزير إلياس بو صعب خلال جولته في الجنوب مع قائد الجيش وقائد قوات الـ«يونيفيل» (الوكالة الوطنية)
TT

وزير الدفاع يرفض الحديث عن «الجيش قوة وحيدة... مادام هناك أطماع إسرائيلية»

الوزير إلياس بو صعب خلال جولته في الجنوب مع قائد الجيش وقائد قوات الـ«يونيفيل» (الوكالة الوطنية)
الوزير إلياس بو صعب خلال جولته في الجنوب مع قائد الجيش وقائد قوات الـ«يونيفيل» (الوكالة الوطنية)

فتح تصريح وزير الدفاع إلياس بو صعب حول عدم حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني في ظل التهديدات الإسرائيلية، سجالاً سياسياً، إذ اعتبر إشارة إلى حق «حزب الله» في الاحتفاظ بسلاحه. وقال بو صعب: «طالما هناك أطماع إسرائيلية بأرضنا ومياهنا، لا يمكن الحديث عن استراتيجية دفاعية، وعن الجيش قوة وحيدة مسلحة»، مشدداً على أنه «لن نتنازل عن أي شبر من أرضنا، وسنتمسك بحقوقنا بكل السبل، من خلال التنسيق مع اليونيفيل والمجتمع الدولي».
وسرعان ما جاء الردّ على بوصعب من نائب في حزب «القوات اللبنانية»؛ حيث اعتبر النائب فادي سعد «أن الجهة الوحيدة القادرة على مواجهة أي عدوان إسرائيلي هي الجيش اللبناني، وكل ما عدا ذلك هو انزلاقات في صراعات إقليمية لا مصلحة للبنان فيها، لا، بل على العكس، يمكن أن تجلب (الدب على كرم) لبنان». وأضاف: «أما ربط البحث باستراتيجية دفاعية، بزوال الخطر الإسرائيلي عن لبنان، فهو اعتراف بعدم وجود نية لذلك». وسأل سعد: «أين أنتم فيما تقولون من البيان الوزاري الذي التزم النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية؟».
وجال وزير الدفاع، يرافقه قائد الجيش جوزيف عون، في الجنوب؛ حيث تفقدا المناطق الحدودية، واستهلا جولتهما من صور؛ حيث زارا ثكنة الجيش، ثم انطلقا على متن 3 طوافات عسكرية أقلعت من محيط استراحة صور فوق البحر، إلى المقر العام لـ«اليونيفيل» في الناقورة؛ حيث كان في استقبالهما قائد «اليونيفيل» اللواء ستيفانو ديل كول، وعقدا معه اجتماعاً في مكتبه.
وقال بوصعب: «أردت أن نبدأ زيارة رسمية من هذه النقطة، لننطلق من حدود لبنان مع فلسطين المحتلة من الناقورة إلى مزارع شبعا». ولفت إلى أن «الجيش لديه 5000 عنصر في هذه المنطقة، ولكن الحاجة هي لـ10 آلاف عنصر، والتعويل على الجيش هو الأساس». وشدد على أنه «لا يوجد أي مؤشر بأن هناك حرباً إسرائيلية على لبنان، والأمن مستقر والجيش منتشر». وشكر قوات «اليونيفيل» على الجهود التي تبذلها، إضافة إلى تعاونها مع الجيش اللبناني.
وأعلن بو صعب أن «حجم العمليات الموجودة وضخامة العمليات على عاتق الجيش و(اليونيفيل) بعد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، تؤكد وجود حاجة أكبر لتعزيز دور الجيش، ليستلم فيما بعد كلياً هذه المنطقة، ويكون مشرفاً على أي اعتداء من إسرائيل».
وقال بو صعب: «لعدم الاستخفاف بحجم العمليات التي تنفذ من قبل الجيش، ونتمنى أن يعلم الجميع حجم المسؤولية التي يحملها الجيش في هذه المنطقة، ونحن بحاجة لتقويته وتجهيزه، والأمم المتحدة وضعت خطة لتوسيع أعمال الجيش وتخفيف جهود (اليونيفيل) في المنطقة، وحريصون لطلب مساعدات تساعد الجيش لبلوغ هذه المرحلة».
واعتبر أنه «طالما هناك أطماع إسرائيلية بأرضنا ومياهنا، لا يمكن الحديث عن استراتيجية دفاعية وعن الجيش قوة وحيدة مسلحة. لن نتنازل عن أي شبر من أرضنا وسنتمسك بحقوقنا بكل السبل من خلال التنسيق مع (اليونيفيل) والمجتمع الدولي. ونتوجه للمعنيين في الداخل والخارج للتعويل على الجيش»، مشيراً إلى أن «العمليات في هذه المنطقة تنفذ بتنسيق عالٍ جداً بين الجيش والقوات الدولية، وليس من السهل على اللبنانيين أن يروا عسكرياً غير لبناني يدخل بين القرى، والأمور تعالج من خلال التنسيق بين الجيش وقوات (اليونيفيل)». وقال: «طلبت زيارة نقطة الـB1، لكن لم أتمكن، لأن الجيش الإسرائيلي وضع أسلاكه الشائكة في الداخل اللبناني».
ورداً على سؤال عن سلاح «حزب الله»، قال بوصعب: «لا أحد يطمح للقيام بمهمة نيابة عن الجيش، وهو ما أقر به الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وهذا يحتاج استراتيجية دفاعية تبحث حين تذهب الأخطار الإسرائيلية».
وفي وقت لاحق أوضح الوزير إلياس بوصعب تصريحه بالقول إن لدى الجيش مسؤولية كبيرة تتطلب أن يتجهز ويتسلح كي يكون منتشراً في كل القطاع من البحر وصولاً إلى تلال كفرشوبا. وقال إن الجيش بحاجة إلى أن يلتف الجميع حوله، مؤكداً أنه الوحيد الذي يجب أن يحمل سلاحاً بوجه إسرائيل وفق استراتيجية دفاعية واضحة يوافق عليها الجميع.
ورداً على سؤال أوضح بوصعب أن نواب القوات «يكتب لهم الرد من دون أن يعرفوا مضمونه»، معتبراً أن نواب القوات «ردوا على كلامي من دون أن يسمعوه، وكان هدفهم جرّي إلى مكان أقول فيه إني لست متمسكاً بالمقاومة ضد العدو الإسرائيلي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.