تفجير انتحاري وإطلاق نار قرب وزارة الاتصالات في كابل

على بعد أمتار من فندق {سيرينا} الشديد التحصين

إجراءات أمنية للتصدي للمسلحين بعد التفجير الانتحاري قرب وزارة الاتصالات وسط العاصمة كابل أمس (أ.ب)
إجراءات أمنية للتصدي للمسلحين بعد التفجير الانتحاري قرب وزارة الاتصالات وسط العاصمة كابل أمس (أ.ب)
TT

تفجير انتحاري وإطلاق نار قرب وزارة الاتصالات في كابل

إجراءات أمنية للتصدي للمسلحين بعد التفجير الانتحاري قرب وزارة الاتصالات وسط العاصمة كابل أمس (أ.ب)
إجراءات أمنية للتصدي للمسلحين بعد التفجير الانتحاري قرب وزارة الاتصالات وسط العاصمة كابل أمس (أ.ب)

هاجم مسلحون وزارة الاتصالات الأفغانية في وسط كابل أمس السبت، ما ينهي شهورا من الهدوء النسبي في العاصمة ويلقي الضوء على التهديدات الأمنية المستمرة رغم جهود بدء محادثات سلام مع حركة طالبان.
وبدأ الهجوم قبيل ظهر أمس السبت بانفجار عند مدخل المبنى متعدد الطوابق الذي يضم وزارة الاتصالات في منطقة تجارية مزدحمة بالمدينة وأعقبه إطلاق نار تسنى سماع صوته من على بعد ميل.
وقال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الشرطة طوقت المنطقة المحيطة بالمبنى بينما اشتبك ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين مع قوات الأمن، وأضاف أنه بحلول الظهر قُتل ما لا يقل عن اثنين من المهاجمين وتوقف صوت إطلاق النار. لكن لا يوجد تأكيد على أن الهجوم انتهى.
كان الانفجار أيضا على بعد أمتار من فندق سيرينا شديد التحصين وهو أحد الفنادق القليلة التي لا يزال الزوار الأجانب يستخدمونها في إحدى المناطق التجارية الرئيسية في المدينة. وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار نتج على ما يبدو عن مفجر انتحاري.
ولم ترد أنباء حتى الآن عن سقوط المزيد من الضحايا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يشير إلى عودة نوعية الهجمات المركبة في المدن، والتي كانت من السمات المألوفة للصراع الأفغاني في الأعوام القليلة الماضية.
ويأتي الهجوم بعد أيام من إلغاء اجتماع بين مسؤولين من طالبان وساسة أفغان وممثلين للمجتمع المدني كان مقررا في قطر. ويلقي الهجوم الضوء على العقبات التي تعرقل جهود التوصل لتسوية سلمية. وقال مسؤولون إنهم يأملون في عقد اجتماع قريبا لكن لم يتحدد أي موعد لذلك بعد. وصدرت معلومات متضاربة عن الهجوم، إذ تحدث مسؤولون من مختلف الأجهزة عن مشاركة ثلاثة أو أربعة مهاجمين. ولم يعرف عدد الانتحاريين أو المسلحين منهم. وقال المسؤول الأمني في كابل، أمان الدين شريعتي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المعلومات لدينا هي أن أربعة مهاجمين تموضعوا قرب وزارة الاتصالات ويخوضون اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية». وعلى موقع «تويتر» كتبت وزارة الإعلام أن ثلاثة انتحاريين هاجموا مركزا للبريد في وزارة الاتصالات. من جهته، تحدث الجنرال سيد محمد روشان ديل قائد شرطة كابل عن أربعة مهاجمين يرتدون بزات الشرطة استهدفوا ضريحا بالقرب من الوزارة. وقال تلفزيون «تولو» إن أحدهم قتل.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون المحلي سحابة صغيرة من الدخان تتصاعد قرب الوزارة، فيما كان بعض الأشخاص يخرجون من نوافذ في طبقات منخفضة. وكتب رجل يدعى سيد جيلاني جلان على موقع «فيسبوك» أنه عالق داخل الوزارة. وقال: «صلوا من أجلنا لأن العدو أصبح قريبا جدا منا. هجوم انتحاري على وزارة الاتصالات». ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة الرسالة على الفور. سُمع إطلاق نار متقطع بعد أكثر من ساعة على الانفجار، وفرضت قوات الأمن طوقا على الموقع.
وتقع وزارة الاتصالات في وسط العاصمة كابل على بعد كيلومترين من المنطقة الخضراء مجمع الأجانب الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وهذه المنطقة هي الحي التجاري الرئيسي في المدينة وتضم الكثير من الفنادق الكبيرة. ويتألف مبنى وزارة الاتصالات من 18 طابقا، ويعتقد بأنه الأعلى في كابل. ولم يُعرف عدد المهاجمين ولا عدد الضحايا المحتملين. ولم يُعرف بعد الطريقة التي تم بها تنفيذ الانفجار الأول ولا السبب الذي جعل المسلحين يستهدفون الوزارة ومكتب البريد داخلها ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار بعد. ويأتي الهجوم بعد أسبوع على إعلان حركة طالبان إطلاق هجوم فصل الربيع ووسط استمرار المعارك في أنحاء أفغانستان.
من جانبها نقلت قناة «1 تي في» الأفغانية عن وزارة الصحة أن عددا من المهاجمين، بينهم 3 انتحاريين، شنوا هجوما على المبنى الوزاري صباح أمس السبت، مشيرة إلى أن رجال الأمن أطلقوا النار على المهاجمين وتمكنوا من القضاء على اثنين منهم. كما أفادت بإجلاء موظفي مبنى الوزارة، مضيفة أن الهجوم أسفر عن إصابة 6 مدنيين بجروح، مؤكدة أن عملية القضاء على المهاجمين لا تزال مستمرة.
وكان فرع تنظيم داعش في أفغانستان نفذ الكثير من الهجمات الدامية في كابل.
وشهدت العاصمة في الأسابيع القليلة الماضية فترة من الهدوء النسبي بعد عام مروع سجلت خلاله سلسلة من الهجمات ومنها قنبلة ضخمة أخفيت في سيارة إسعاف وأودت بحياة أكثر من 100 شخص. وفي الدوحة منيت جهود إحلال السلام في أفغانستان بنكسة كبرى الجمعة مع الإعلان عن إرجاء لقاء مهم بين حركة طالبان ومسؤولين من الحكومة الأفغانية إلى أجل غير مسمى بسبب خلاف حول العدد الكبير من الموفدين الذين تريد كابل إرسالهم. ويأتي انهيار المحادثات في وقت حساس وسط استمرار أعمال العنف بينما تسيطر حركة طالبان على نحو نصف أراضي أفغانستان حيث قتل 3804 مدنيين السنة الماضية بحسب حصيلة الأمم المتحدة. وتجري الولايات المتحدة مفاوضات سلام ثنائية منفصلة مع طالبان في الدوحة كجزء من الجهد الذي تبذله منذ شهور للتوصل إلى اتفاق سلام. وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.