عباس يبحث مع السيسي تطورات القضية الفلسطينية

عباس في رام الله الأسبوع الماضي (رويترز)
عباس في رام الله الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

عباس يبحث مع السيسي تطورات القضية الفلسطينية

عباس في رام الله الأسبوع الماضي (رويترز)
عباس في رام الله الأسبوع الماضي (رويترز)

أعلن مجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدبلوماسية، أن عباس سيركز خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة المصرية القاهرة، على التحديات وآخر التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية، ومحاولات تصفيتها من خلال الخطة الأميركية (صفقة القرن)، والانتهاكات الإسرائيلية. وأضاف الخالدي في حديثه للإذاعة الرسمية، أن لقاء عباس مع السيسي يناقش كذلك دور مصر ووزنها الإقليمي بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقي، المأمول في أن يلعب دوراً فاعلاً، إلى جانب الدول العربية، في إنهاء الأزمات التي تعيشها القضية الفلسطينية.
ووصل عباس أمس إلى القاهرة في زيارة رسمية يشارك خلالها في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. وقال سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، بأن عباس سيشارك في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم الأحد، والذي يعقد بناءً على طلب دولة فلسطين.
وأوضح الخالدي أن عباس سيلقي كلمة يكشف فيها عن الخيارات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية رداً على الخطوات الأميركية والإسرائيلية، والمتمثلة في تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني لمواجهة المخاطر والتحديات المقبلة.
وأضاف «سيتم التشاور مع وزراء الخارجية العرب من أجل العمل على مواجهة التحديات، وتفعيل شبكة الأمان المالية العربية لدعم الموازنة الفلسطينية، خاصة في ظل احتجاز إسرائيل أموال المقاصة منذ نحو شهرين». وأشار الخالدي إلى أن الدول العربية «وقفت دائما إلى جانب شعبنا الفلسطيني، ودعمت صموده، فيما حصلت فلسطين على جميع القرارات التي أرادتها، لكن المطلوب الآن هو تنفيذ هذه القرارات من أجل إسناد الموقف والقضية الفلسطينية في هذه الأوقات الصعبة».
وأضاف «أن جدول أعمال زيارة الرئيس للقاهرة، أساسها الدعوة الفلسطينية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية للاستماع إلى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، حيث سيقوم الرئيس بالحديث وإلقاء كلمة بشكل مباشر لوزراء الخارجية والتشاور معهم والاستماع إلى آرائهم». وتابع «أن القيادة الفلسطينية عازمة على التحرك نحو الدول العربية وعدد كبير من دول العالم لمواجهة الأخطار التي تواجه القضية الفلسطينية، حيث يجري نقاش مستمر لوضع برنامج للتحرك خلال الفترة المقبلة ابتداءً من اجتماع وزراء الخارجية العرب، فيما سيتم إرسال وفود من قبل الرئيس إلى دول مختلفة من أجل حمل رسائل يوضح فيها المخاطر المحدقة بالقضية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.