في أول اجتماع لحكومته بعد الانتخابات... نتنياهو لإقامة «معرض عسكري»

هنأ ترمب على رفض المحكمة الدولية التحقيق مع الجنود الأميركيين

TT

في أول اجتماع لحكومته بعد الانتخابات... نتنياهو لإقامة «معرض عسكري»

في أول اجتماع لحكومته يعقد بعد الانتخابات الإسرائيلية، اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتحدث عن المعرض العسكري الكبير الذي سيقام في شوارع القدس في يوم «الاستقلال» الذي يصادف التاسع من مايو (أيار) المقبل.
وبعد أن هنأ وزراءه على «الجهود العظيمة التي بذلوها، وبفضلها تم انتخاب اليمين مرة أخرى»، انتقل للاستعراض العسكري، قائلاً: «عندما بلغت من العمر 10 سنوات، كنت موجوداً في مكان ليس بعيداً، على مسافة بضع مئات الأمتار عن هذا المكان. وكنت أشاهد معرضاً هنا أقيم بمناسبة يوم الاستقلال، حسب ما أتذكر، وكانت تُنصب فيه خيمة كبيرة، وتحت الخيمة وُضع مدفع. وقد نظرت إلى المدفع، ثم شاهدت ناقلة جنود مدرعة وجنوداً ودبابة. وأتذكر كيف تركت تلك الحادثة الأثر الكبير علي، إذ أدركت فجأة أننا نملك جيشاً، ولم أدرك هذا إلا بعد مشاهدة ذلك بصورة مباشرة. إذن، سنقرر اليوم إقامة معرض (جيش الدفاع الخاص بنا) في أورشليم، بحيث سيجسد ذلك المعرض أمام الجماهير مساهمة جيش الدفاع العظيمة في دولة إسرائيل وأمنها.
إننا نعبّر عن بالغ تقديرنا لجيش الدفاع، وليس هناك مكان أفضل للقيام بذلك من عاصمتنا أورشليم. وسأدعو مواطني إسرائيل للمشاركة في هذا المعرض، والأطفال الإسرائيليين ليأخذوا الانطباع نفسه الذي أخذته أنا قبل عدة سنوات».
وتجاهل نتنياهو المصاعب التي سيواجهها في تشكيل حكومته الجديدة، والمصاعب الأكبر المتعلقة بلائحة الاتهام التي أعدتها النيابة ضده، بسبب تورطه في قضايا الفساد.
وتكلم عن بيان شركة الفضاء التي نظمت الرحلة الإسرائيلية الأولى للقمر التي باءت بالفشل، قائلاً إن «إسرائيل ستشارك في مساعي إطلاق مهمة ثانية، بأموال من مانحين أفراد ومن الجمهور»، وأضاف: «نحن نستعد لإطلاق (بيريشيت 2)، وكونوا متأكدين من أن دولة إسرائيل التي شاركت في إطلاق المركبة الفضائية الأولى، ستشارك في إطلاق المركبة الفضائية الثانية أيضاً، ولديّ أمل بأن تتكلل المهمة بالنجاح هذه المرة».
وتابع نتنياهو في شأن آخر: «خلال نهاية الأسبوع، وقع تطور في غاية الأهمية بالنسبة لدولة إسرائيل، وبالنسبة للمجتمع الدولي، حسب رأيي، إذ رفضت محكمة لاهاي طلب مدعية المحكمة الدولية فتح تحقيق بحق الجنود الأميركيين، فهذا الأمر قلب رأساً على عقب الغاية الأصلية التي تم تأسيس المحكمة الدولية لأجلها. فقد تم تأسيسها في المقام الأول بسبب مظالم ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، بمعنى المشكلات الأخرى التي نشأت خلال السنوات، بغية الاستجابة للدول والمناطق التي لا تتوفر فيها أنظمة قضائية حقيقية. أما الذي يتم القيام به الآن، فهو التطفل على الولايات المتحدة وإسرائيل الديمقراطيتين وملاحقتهما، وهما بالمناسبة ليستا عضوين في المحكمة الدولية، ولكنهما من دون شك تملكان أفضل الأنظمة القضائية عالمياً، التي تشكل حالة غير مألوفة إطلاقاً نظراً لقلة عددها. إن محاكمة الجنود الأميركيين أو الجنود الإسرائيليين، أو دولة إسرائيل أو الولايات المتحدة، أمر سخيف، يشكل عكس الغاية الأصلية المقصودة من إقامة المحكمة الدولية. لذا، فالذي نجده هنا هو تصحيح لظلم، وأعتبر ذلك تطوراً ستكون له انعكاسات جوهرية على تعامل المنظومة الدولية مع دولة إسرائيل. إنني أهنئ الولايات المتحدة، وأهنئ الرئيس ترمب وإدارته على وقوفهم الثابت إلى جانب مواطني إسرائيل، وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي. فعلى غرار المرات السابقة، أثبت أن إسرائيل لا تملك صديقاً أفضل من الولايات المتحدة، ونحن نثمن عالياً الدعم في هذا المجال بالذات».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.