على الرغم من الانتقادات الواسعة له في الشارع الإسرائيلي، واتهامه بالترويج لسياسة عنصرية، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سياسة التحريض على الناخبين العرب، واتهامهم بتزوير الانتخابات بهدف إسقاطه، واتهم منافسه بيني غانتس بالتهادن معهم، وأرسل كاميرات وأجهزة تنصت للنشيطين من صفوف «الليكود» (حزبه)، لكي يراقب عمليات التصويت لديهم، واستخدام ذلك في التهديد السياسي والشخصي لمن يصوت بشكل حر للقوائم العربية.
وكان يوم الانتخابات الإسرائيلية قد شهد في بدايته قنوطاً وبروداً، وظلت نسبة التصويت منخفضة حتى الساعة السابعة مساء، فلم تتجاوز 40 في المائة (وفي صفوف العرب 20 في المائة فقط)، مع أنها بلغت 52 في المائة (33 في المائة بين العرب) في انتخابات عام 2015. وقد أزعج هذا الوضع جميع الأحزاب، فراحت تلجأ إلى وسائل مستهجنة لجلب الناخبين عبر الشبكات الاجتماعية. وخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بنداء عاجل يتحدث فيه عن ظروف طارئة، وخطر سقوط اليمين، «نتيجة للتحالف الخفي بين حزب (كحول لفان) (أزرق أبيض) برئاسة بيني غانتس والعرب».
وقام الناطق بلسان نتنياهو بتعميم بيان كاذب على الجمهور، ادعى فيه أنه حصل عليه من مصادر موثوقة، تبين أن غانتس يسعى لتجنيد الفلسطينيين أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، الموجودين في إسرائيل بلا تصاريح، «حتى يقنعوا أقاربهم من فلسطينيي 48 ليصوتوا له ويسقطوا نتنياهو». وأضاف أن غانتس يجند ألوف الفلسطينيين الذين «يحاولون إقامة خلايا إرهاب نائمة». وادعى أن غانتس وزع منشوراً باللغة العربية يقترح فيه صفقة معهم تقول «سنعطيكم تصاريح وهوية إسرائيلية إذا منحتم لي أصواتكم».
واتضح أن البيان كاذب، ولا وجود له في أي مكان، إنما هو مجرد أسلوب تشويه وتضليل يستخدمه «الليكود». وقد رفع غانتس شكوى إلى الشرطة ولجنة الانتخابات بهذا الشأن.
وكان «الليكود» قد أوصل إلى صناديق الاقتراع في القرى والبلدات العربية (فلسطينيي 48)، مندوبين يحملون الكاميرات الدقيقة المتطورة، لتوثيق العمليات الانتخابية. والكاميرات عبارة عن زر صغير يعلق على القميص. وعندما اكتشفها مندوبو الأحزاب العربية قاموا بطردهم، وحدث صدام كاد يتطور إلى شجار دام. لكن الشرطة تدخلت وفضت بين الأطراف، فيما قررت لجنة الانتخابات منع تفعيل الكاميرات.
وأظهر شريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قيام أحد المراقبين العرب بمدينة الناصرة بإحضار الشرطة لممثلي حزب «الليكود» في لجان المراقبة، مطالباً إياهم بإخراج ما قال إنها كاميرا خفية على شكل قلم وضعت على قبة القميص.
وعلى خلفية هذا التصرف، دعا نشطاء الأحزاب العربية إلى توخي الحذر، والإبلاغ عن تكرار مثل هذه الحادثة، حفاظاً على سير العملية الانتخابية، وعدم إحداث بلبلة في مراكز الاقتراع. واعتبر تحالف «الحركة الإسلامية والتجمع»، في بيان له، أن «قيام نشطاء الأحزاب اليمينية بالدخول إلى صناديق الاقتراع في المجتمع العربي هدفه بث الرعب وتشويش العملية الانتخابية». وأشار إلى أن «خوف نتنياهو من السقوط، وخوف الأحزاب اليمينية الفاشية من عدم عبور نسبة الحسم نتيجة نسبة تصويت مرتفعة في الشارع العربي، تقودهم لاستخدام أدوات فاشية وعنيفة لمنع الناخبين العرب ونزع الشرعية عن صوتهم».
وادعى نتنياهو أن هذه العملية قانونية للغاية، وجاءت لكي يمنع تزوير الانتخابات. وتعتبر «الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير» برئاسة أيمن عودة المتحالف مع الدكتور أحمد الطيبي، أكبر القوى العربية في إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن «تحالف الجبهة والعربية للتغيير»، أن «هذه محاولات بائسة لقطعان اليمين المنفلت لاستفزاز المواطنين العرب داخل البلدات العربية، في اليوم الذي ندعو فيه للتصويت ضد اليمين، وضد من يرهب المواطنين العرب، ويستمر في الاستيطان والاحتلال». وأكد أن «هذه الاستفزازات لن تردع جماهيرنا عن ممارسة حقها في التصويت». وقال الناطق الإعلامي باسم حملة الجبهة رجا زعاترة، لوكالة الصحافة الفرنسية، «قدمنا شكوى عاجلة للجنة الانتخابات المركزية لإخراج وبشكل عاجل كل الكاميرات المخفية، لأنها مخالفة للقانون».
وأكد المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، «أن هناك عدداً من المخالفات» في مراكز اقتراع في المنطقة الشمالية.
وقال أحمد الطيبي «إن (الليكود) يحاول في يوم الانتخابات التأثير باستخدام كاميرات خفية في المواقع العربية، لأن نتنياهو يريد ألا يصل العرب لصناديق الاقتراع، ويريد خفض نسبة التصويت عند العرب». وقال نتنياهو لصحافيين في مركز اقتراع بالقدس «يجب أن تكون هناك كاميرات مخفية في كل مكان».
المعروف أنه في الوسط العربي في إسرائيل يوجد 1660 صندوق اقتراع. ولديه 1.5 مليون ناخب، ما يعادل 15 في المائة من مجموع الناخبين. وتتنافس على أصواتهم قائمتان عربيتان وقوائم اليسار. وهناك انخفاض كبير في نسبة التصويت لديهم عادة، وترتفع نسبة المقاطعة هذه المرة بسبب غضب الشارع على فض وتفكيك القائمة المشتركة.
1660 كاميرا لتخويف العرب في عملية الاقتراع الإسرائيلية
1660 كاميرا لتخويف العرب في عملية الاقتراع الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة