نائب يهودي يميني ينشر شريطاً يوحي بقتل نائب عربي

 جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست
جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست
TT

نائب يهودي يميني ينشر شريطاً يوحي بقتل نائب عربي

 جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست
جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست

تقدم رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، النائب د. جمال زحالقة، بشكوى إلى الشرطة الإسرائيلية ضد نائب يميني في الكنيست (البرلمان)، أورن حزّان، الذي نشر شريط فيديو يقوم خلاله بإطلاق النار على زحالقة، من خلال مونتاج للفيلم الأميركي الشهير «الطيب، الشرير والقبيح».
وقال زحالقة إن «هذا الشريط خطير، حتى لو جاء من نائب مهووس مثل أورن حزان لأنّه يمثل تحريضاً فعلياً على القتل».
وحزان هو نائب عن حزب الليكود الحاكم، اشتهر بسبب هوجه خلال أبحاث الكنيست وقيامه بألاعيب بهلوانية. وقد حظي بشعبية كبيرة في اليمين، لكن عند الكشف عن تاريخه كصاحب كازينوهات في أوروبا الشرقية وتشغيل «بنات هوى»، انخفض التأييد له ولم يحظ بمكان مضمون في قائمة الليكود للكنيست. لذلك أعلن الانسحاب من الحزب وتشكيل قائمة جديدة. ومع بدء المعركة الانتخابية تبين أنه لا يحظى بشعبية ومن شبه المستحيل أن يعبر نسبة الحسم. لذلك يفتش عن طريقة يشتهر بها. فلجأ إلى نشر هذا الشريط.
ويمثل حزان في الشريط دور «القبيح»، وهو يظهر في حوض استحمام، فيقوم بإطلاق النار عدة مرّات على شخص وضعت على وجهه صورة الدكتور جمال زحالقة. وقال زحالقة إن «حزان يتقن دور القبيح، الذي لا أخلاق له ويستبيح كل شيء، ولكن الموضوع ليس فيلما، بل تحريض خطير على القتل».
وتساءل «ماذا سيكون الموقف لو خرج نائب عربي بفيديو يطلق فيه النار على نائب يهودي؟». وأكد زحالقة أنه لا يقبل الاستخفاف بمثل ها التصرف باعتبار أن حزان مهووس ومجنون وحالة فردية، وقال: «إنه يمثل حالة هوس وجنون عنصري خطير في المجتمع الإسرائيلي». وتوجه زحالقة إلى لجنة الانتخابات المركزية لمنع هذا الشريط الدعائي من النشر في الدعاية الانتخابية، كما توجه إلى شركة «فيسبوك» وطالب بوقف نشر هذا الشريط على صفحات الشبكة، باعتباره شريطاً عنصرياً يحرض على العنف والقتل.
الجدير ذكره أن الشبكات الاجتماعية تلعب دورا أساسيا في الدعاية الانتخابية في إسرائيل، وهذه المرة أكثر من أي وقت مضى. ويتفنن اليمين المتطرف في استخدامها وبشكل خاص ضد العرب. وقد بدأ ذلك برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي لا يتردد في التحريض على العرب، المواطنين في إسرائيل (فلسطينيي 48) وقيادتهم السياسية وغيرهم، في معركته الانتخابية. وحسب التقديرات المهنية، فاز نتنياهو بالحكم في المرة السابقة بفضل هذا التحريض.
ففي ظهيرة يوم الانتخابات، قبل أربع سنوات، نشر نتنياهو شريط فيديو في الشبكات الاجتماعية يعلن فيه بشكل درامي أن «الناخبين العرب يتحركون نحو صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة، في حافلات تمولها جهات أجنبية».
وكانت الاستطلاعات في تلك اللحظة تشير إلى أن حزبي الليكود والعمل متساويان 24 مقعدا لكل منهما، وبعد نشر هذا الشريط حاز نتنياهو على 6 مقاعد إضافية فأصبح بكتلة من 30 مقعدا وتم تكليفه بتشكيل الحكومة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.