«الشرق الأوسط» تختبر هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية قبل إطلاقه بأشهر

أول هاتف قابل للطي في العالم يدعم شبكات الجيل الخامس في تصميم أنيق وقدرات تقنية متقدمة

ملحق تقنية المعلومات كما يظهر على شاشة هواوي مايت إكس ( الشرق الأوسط)  -  هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية
ملحق تقنية المعلومات كما يظهر على شاشة هواوي مايت إكس ( الشرق الأوسط) - هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية
TT

«الشرق الأوسط» تختبر هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية قبل إطلاقه بأشهر

ملحق تقنية المعلومات كما يظهر على شاشة هواوي مايت إكس ( الشرق الأوسط)  -  هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية
ملحق تقنية المعلومات كما يظهر على شاشة هواوي مايت إكس ( الشرق الأوسط) - هاتف «هواوي مايت إكس» بشاشته المنحنية

كشفت «هواوي» في المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة Mobile World Congress MWC نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي عن هاتفها «مايت إكس» Mate X القابل للطي، والذي يقدم آلية جديدة للتفاعل مع المستخدمين ويحدد التوجهات التقنية المقبلة في هذا القطاع.
ورغم أن الهاتف سيطلق عالمياً في النصف الثاني من العام الحالي، فإن «الشرق الأوسط» استطاعت تجربة العينة الأولية وغير النهائية Prototype من الهاتف في السعودية، ونذكر ملخص التجربة.
- تصميم مبتكر
فور الإمساك بالهاتف، ستشعر بأنه فاخر وليس هاتفاً تجريبياً من الشركة تحاول من خلاله اختبار الأسواق، بل إنه جهاز عملت عليه لعدة أعوام للوصول إلى هذه النتيجة، هيكل الجهاز صلب ومتين، مع وجود منطقة جانبية سماكتها أعلى من بقية الهاتف، وضعت الشركة فيها معظم الدارات الإلكترونية الكبيرة، والتي تشمل منفذ «يو إس بي تايب - سي» للشحن ونقل المعلومات، ونظام الكاميرات الثلاثي من «لايكا»، ومستشعر البصمة المدمج في زر تشغيل الهاتف، بالإضافة إلى زر قفل وتشغيل الشاشة، وأزرار تغيير درجة ارتفاع الصوت، ومنفذ شريحة الذاكرة الخارجية «نانومتر كارد» وشريحة الاتصال، وأخيراً زر تحرير الشاشة المثنية إلى الشاشة المفتوحة.
وسيختبر المستخدم شعوراً جديداً في عالم الهواتف الجوالة لدى لمس الشاشة، حيث إنها مغطاة بطبقة بلاستيكية شبه مرنة عوضاً عن استخدام الزجاج، ذلك أن الزجاج لا ينحني عند طي الشاشة، على خلاف الغلاف البلاستيكي. وسيشعر المستخدم بوجود تضاريس لدى تمرير إصبعه فوق الشاشة والضغط قليلاً عليها. ولم تتغير ألوان الشاشة لدى الضغط عليها ببعض القوة الإضافية.
- طي الشاشة
وننتقل إلى الميزة الرئيسية في الهاتف، وهي طي الشاشة ليتحول إلى نمط الجهاز اللوحي. وتمت هذه العملية بسلاسة، حيث كانت الشاشة مقفلة في البداية، ومن ثم تم الضغط زر تحرير الشاشة لتفتح قليلاً، ليقوم المستخدم بشدها على محور في منتصف الجهاز لتفتح بالكامل وتندمج مع الشاشة الأخرى ويتحول الهاتف الذكي إلى جهاز لوحي بشاشة كبيرة. وسيقفل مفصل الهاتف (تطلق الشركة اسم «مفصل جناح الصقر» عليه، وهو يتكون من أكثر من 100 قطعة متحركة عالية الجودة) على الشاشتين ويبقيهما في هذه الوضعية إلى حين رغبة المستخدم بطي الشاشة وإعادة الجهاز إلى نمط الهاتف الجوال، وذلك بالضغط قليلاً على طرفي الشاشة الكبيرة إلى الخلف. وتم اختبار قابلية طي الشاشتين بالاعتماد على وزن واحدة منها وتحريك الهاتف من جهة واحدة، لتبقى الشاشتان مكانهما بصلابة تستحق التقدير. الجدير ذكره أن المنطقة في منتصف الشاشة الكبيرة التي ينثني الهاتف عندها غير واضحة للعيان لدى الاستخدام الطبيعي، إلا في حال النظر إلى الشاشة من زاوية حادة ووجود إضاءة قوية جانبية وخلفية مظلمة على الشاشة، وهي ليست عائقاً أمام الاستخدام على الإطلاق. ويبلغ مقاس الشاشة الرئيسية 6.6 بوصة، لتتصل بالشاشة الخلفية ليصبح قطر الشاشة الكبيرة 8 بوصات.
وعلى صعيد البرمجيات، استطاعت واجهة الاستخدام التعرف على ما إذا كان المستخدم يحمل الهاتف (بعد طيه بالكامل) ويستخدم الجهة الخلفية منه إلى جوار الكاميرات لعرض الصورة على تلك الشاشة، وخصوصاً إن كان المستخدم يرغب في التقاط الصور الذاتية «سيلفي». وإن نظر المستخدم إلى الجهة الأمامية منه، فستنقل البرمجيات الصورة إلى تلك الشاشة وتوقف عمل الشاشة الخلفية آلياً دون الحاجة إلى الضغط على أي زر. وسينقل النظام الصورة إلى الشاشة الكبيرة بسرعة فور فتح الشاشتين على بعضهما البعض. وتم تجربة «تدوير» الهاتف في جميع الوضعيات، ليقوم النظام بتدوير الصورة على الشاشة الصحيحة وفقاً لذلك.
وتم اختبار تشغيل عروض فيديو من «يوتيوب» على جميع وضعيات الشاشتين، لتعمل بشكل سلس وطبيعي. ويحدث الأمر نفسه بالنسبة لخرائط «غوغل» ومتصفح الإنترنت.
وبالنسبة للألعاب الإلكترونية، تم اختبار مجموعة منها، حيث استطاع بعضها العمل بشكل سلس لدى تغيير الشاشة (مثل لعبة سباق السيارات «أسفالت 9» Asphalt 9)، بينما اختلطت الأمور على بعض الألعاب الأخرى، حيث أعادت تشغيل نفسها لدى فتح وطي الشاشتين، الأمر الذي يبرر حاجة الشركة إلى المزيد من الوقت لتطوير البرمجيات داخلياً وبالتعاون مع المبرمجين للحصول على أفضل النتائج وأكثرها سلاسة.
أما جودة الصوت فعالية جداً، ويستطيع تشغيل الصوتيات من السماعتين الجانبيتين اللتين تدعمان تقنية «دولبي أتموس» Dolby Atmos لتجسيم الصوتيات.
- مواصفات تقنية
وعلى الصعيد التقني، يعتبر هذا الجهاز أول هاتف قابل للطي في العالم يدعم شبكات الجيل الخامس بفضل شريحة «بالونغ 5000» Balong 5000 التي تم تصنيعها بدقة 7 نانومتر، والتي تنقل البيانات بسرعات تصل إلى 4.6 غيغابت في الثانية (نحو 588 ميغابايت في الثانية، ذلك أن الغيغابايت الواحد يعادل 8 غيغابت، والغيغابايت الواحد يعادل 1024 ميغابايت)، وهي تدعم الاتصال عبر شبكات الجيلين الخامس والرابع.
ويستخدم الهاتف بطاريتين مدمجتين أسفل كل شاشة بشحنة تبلغ 4500 ملي أمبير - ساعة يمكن شحن 85 في المائة منها في 30 دقيقة فقط من خلال تقنية الشحن فائق السرعة بقدرة 55 واط. وتبلغ سماكة الهاتف 5.4 مليمتر فقط، وتعمل شاشته بتقنية «أوليد» OLED لعرض الصورة بألوان مبهرة واستهلاك منخفض للبطارية.
يذكر أن الهاتف حصل على جائزة «أفضل جهاز جوال في المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة 2019» بفضل الابتكار الكبير الذي يقدمه.
وستطلق الشركة الهاتف في النصف الثاني من العام الجاري بسعر 2299 يورو (نحو 2600 دولار أميركي).
- بطاقة ذاكرة محمولة جديدة
> طورت «هواوي» نوعاً جديداً من بطاقات الذاكرة المحمولة أطلقت عليه اسم «نانومتر كارد» NM Card يمتاز بتقديم سعة تخزينية عالية بنحو 45 في المائة من حجم شرائح الذاكرة السابقة «مايكرو إس دي» التي تم إطلاقها في عام 2005. ويمكن استخدام هذه الشرائح في منفذ شريحة الاتصال الثانية («نانو سيم» Nano SIM) في الهواتف الحديثة للشركة (مثل «مايت 20» و«مايت 20 برو» و«مايت 20 إكس» و«مايت إكس» الذي ينثني). وترى الشركة أن مستقبل بطاقات الذاكرة يكمن في خفض حجمها بهدف توفير المزيد من المساحة داخل الهاتف لإضافة المزيد من الدارات الكهربائية وخفض السماكة في الوقت نفسه.
واختبرت «الشرق الأوسط» شريحة ذاكرة بسعة 128 غيغابايت، ونذكر ملخص التجربة.
بداية تستخدم هذه البطاقات الجديدة تقنية eMMC 4.5 لتخزين البيانات وقراءتها بسرعات تصل إلى 90 ميغابايت في الثانية وكتابتها بسرعات تصل إلى 80 ميغابايت في الثانية. وتم تجربة نقل عرض فيديو بحجم 7 غيغابايت من الذاكرة المدمجة في الهاتف إلى بطاقة الذاكرة الجديدة، وتمت العملية في دقيقة و36 ثانية فقط. واستطاع الهاتف قراءة الصور المخزنة في البطاقة وعرض صور مصغرة Thumbnails في تطبيق ألبوم الصور بسرعة عالية جدا (شبه فورية) رغم أن البطاقة تحتوي على أكثر من 1400 صورة، الأمر الذي يدل على سرعة استجابتها لنقل المعلومات والوصول إلى أعداد مهولة من البيانات في أجزاء من الثانية.
وبينما تقدم بطاقات «مايكرو إس دي» منافذ نقل المعلومات في جهة واحدة، تقدم بطاقات «نانومتر كارد» المنافذ على معظم سطحها، وذلك بهدف رفع سرعة نقل البيانات، ولكن هذا الأمر يعني أنها لا تدعم الهواتف السابقة التي تستطيع قراءة بطاقات «مايكرو إس دي» فقط.
وتبلغ أبعاد هذه البطاقة 12.3x8x0. 67 مليمتر مقارنة بـ15x11x1 مليمتر لبطاقات «مايكرو إس دي». ورغم أن حجمها قد انخفض، فإن هذا الأمر يعني بأنه أصبح بالإمكان وضع بطاقة الذاكرة أسفل شريحة «نانو سيم»، وبالتالي خفض المساحة الداخلية المستخدم بوضع قارئ لبطاقات «نانو سيم» في الأعلى وآخر في الأسفل، وبالتالي توفير المزيد من المساحة لإضافة تقنيات أخرى أو خفض سماكة الهاتف.
ومن الواضح أن الشركة تهدف إلى إيجاد منصة متكاملة لمنتجاتها، بدءاً من الهواتف الذكية والسعة التخزينية الخاصة بها، والمعالجات التي تصنعها بنفسها، ووحدات الاتصال بشبكات الاتصالات التي تصنعها بنفسها أيضاً (سلسلة «بالونغ»)، والكومبيوترات المحمولة التي تتصل بالهواتف الجوالة الخاصة بالشركة بمجرد نقر الهاتف على الكومبيوتر الشخصي وتنقل الصور وعروض الفيديو آلياً إلى الكومبيوتر الشخصي وتشارك المحتوى الذي تم نسخه من جهاز إلى الجهاز الآخر، وغيرها من التقنيات الحصرية بها.
ويبقى التحدي الوحيد أمام هذه الفئة الجديدة من البطاقات هو تبني الشركات الأخرى لهذه التقنية في الأجهزة المقبلة، وخصوصاً مع الانتشار الواسع لبطاقات «مايكرو إس دي» في معظم الأجهزة الحديثة. وتباع هذه البطاقات حالياً في المملكة العربية السعودية بسعر 299 ريالاً سعودياً (نحو 80 دولاراً أميركياً) بسعة 128 غيغابايت.


مقالات ذات صلة

بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

تكنولوجيا بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

إليكم بعض البدائل، ومنها مجانية، التي يمكن إحلالها محل تطبيقات الدردشة التوليدية الذكية الرئيسية المعروضة الأسبوع الماضي، في الجوالات.

جيرمي كابلان (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا فصل أجهزة الشحن يوفر في استهلاك الطاقة (بيكسلز)

هل يجب فصل الشواحن عند الانتهاء من استخدامها؟

يزداد عدد الشواحن الموصولة بالكهرباء في المنازل اليوم سواءً للجوالات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات المراقبة وغيرها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
TT

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

يكشف تقرير جديد لـ«مايكروسوفت» أن مُساعدها الذكي «كوبايلوت»، المُدمج في منظومتها الرقمية، بات يُستخدم بطرق تتجاوز بكثيرٍ المهام التقليدية في بيئات العمل. يستند التقرير إلى تحليل 37.5 مليون تفاعل مجهول الهوية، ويُظهر أن دور «كوبايلوت» يتوسع ليشبه أحياناً زميلاً في العمل، وأحياناً أخرى مستشاراً شخصياً يعتمد عليه المستخدمون في حياتهم اليومية.

استخدامات تتخطى المتوقع

عندما أطلقت «مايكروسوفت» المُساعد «كوبايلوت»، كان الهدف منه تعزيز الإنتاجية داخل تطبيقات مثل «وورد» و«إكسل» و«آوتلوك» و«تيمز». ومع ذلك، يكشف التقرير أن استخداماته أصبحت مختلفة جداً بحسب الجهاز والسياق. على أجهزة الكمبيوتر المكتبية وخلال ساعات العمل، يعتمد المستخدمون عليه لإنجاز مهامّ تتعلق بالبحث وتلخيص الوثائق وإدارة المحتوى. أما على الهواتف المحمولة، فيتحول «كوبايلوت» إلى شريك شخصي يُسأل عن الصحة والعلاقات، وحتى اتخاذ القرارات اليومية. هذا الانقسام في طبيعة الاستخدام يعكس قدرة الأداة نفسها على خدمة احتياجات متنوعة، وفقاً للحظة التي يُستخدم فيها التطبيق، وطبيعة الشخص الذي يتفاعل معه.

الوجه الإنساني للمحادثات

تحليل البيانات يُظهر أن الأسئلة المتعلقة بالصحة تأتي في المرتبة الأولى على الهواتف الذكية طوال العام، ما يشير إلى أن المستخدمين يلجأون إلى «كوبايلوت»، ليس فقط للمهام الذهنية، بل أيضاً للبحث عن دعم في أمورهم الخاصة. كما أظهر التقرير اختلافاً واضحاً في الموضوعات التي يطرحها الناس خلال اليوم، كأسئلة العمل والسفر التي ترتفع في ساعات النهار، بينما تزداد الأسئلة الفلسفية والدينية في الليل. هذه الأنماط تشبه السلوك البشري الطبيعي، ما يعكس اندماج الذكاء الاصطناعي في إيقاع الحياة اليومية.

يتجه مستقبل الذكاء الاصطناعي نحو شراكة فكرية مع الإنسان بما يستدعي تطوير أنظمة موثوقة تمنع الاعتماد المفرط أو إساءة الاستخدام (شاترستوك)

ما وراء الإنتاجية التقليدية

توضح نتائج الدراسة أن المستخدمين لا ينظرون إلى «كوبايلوت» بوصفه أداة آلية فقط، بل بصفته جهة يمكن الحوار معها وطلب المشورة منها. في أحيان كثيرة، يؤدي دور زميل يساعد في التفكير، أو صديق يمكن الحديث إليه عن موضوعات شخصية. هذا التوسع في الدور يطرح تحديات جديدة أمام مطوري الذكاء الاصطناعي، فكلما ازداد اعتماد الناس على الأداة كـ«رفيق»، أصبحت الحاجة إلى الدقة والشفافية والسلوك الأخلاقي أقوى.

الثقة والمسؤولية

تعترف «مايكروسوفت» بأن «كوبايلوت» لم يُصمَّم أصلاً ليكون مستشاراً عاطفياً أو نفسياً، لكن طبيعة تفاعل المستخدمين معه جعلته يؤدي هذا الدور بشكل غير مباشر. هذا الأمر يعكس العلاقة المعقدة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث تنشأ الثقة تدريجياً، وقد تتحول الأداة، مع الوقت، إلى جزء من مساحة اتخاذ القرار لدى الشخص. وفي المقابل، يحذر الخبراء من ضرورة وضع حدود واضحة؛ لأن التعلق الزائد بالتقنية قد يؤدي إلى سوء استخدام أو إساءة تفسير للمُخرجات.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يرسم تقرير «مايكروسوفت» صورة واضحة عن كيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من الحياة المهنية والشخصية على حد سواء. سواء في كتابة بريد إلكتروني أم تنظيم البيانات أم طلب نصيحة حياتية، أم حتى مناقشة أسئلة وجودية في آخِر الليل، بات المستخدمون ينظرون إلى هذه الأدوات على أنها شركاء في التفكير، وليس مجرد برامج. وبينما تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، تبرز الحاجة إلى تصميم أنظمة أكثر موثوقية ووعياً بسلوك الإنسان، قادرة على مساعدة المستخدم دون تجاوز الخط الفاصل بين المساندة والاعتماد المُفرِط.


علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
TT

علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)

يفقد آلاف الناجين من السكتات الدماغية كل عام القدرة على رؤية نصف مجالهم البصري، في حالة تُعرف بـ«الهيميانوبيا»، حيث يختفي جانب كامل من الرؤية على طول الخط العمودي الفاصل بين نصفي المجال البصري. هذا الاضطراب يعرقل بشكل كبير أنشطة الحياة اليومية. وتصبح القراءة شاقة والقيادة قد لا تعود ممكنة، وحتى السير في مكان مزدحم يتحول إلى مهمة صعبة.

حدود العلاجات المتاحة حالياً

ورغم تأثير «الهيميانوبيا» الكبير، فلا توجد علاجات قادرة على استعادة الجزء المفقود من الرؤية بشكل فعّال؛ فمعظم التدخلات الحالية تركز على مساعدة المرضى في التكيف مع النقص بدلاً من استعادة القدرة البصرية. أما برامج التأهيل التي تهدف إلى بعض التحسن فهي تتطلب تدريباً مكثفاً يستمر لأشهر، وغالباً ما تكون نتائجها محدودة.

يرجع التحدي الأساسي إلى الطريقة التي يتواصل بها الدماغ داخل النظام البصري؛ ففي الوضع الطبيعي، تعمل القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية المسؤولة عن إدراك الحركة بانسجام، وتتبادلان المعلومات عبر إيقاعات كهربائية دقيقة تُعرف بالذبذبات الدماغية، لكن السكتة الدماغية قد تُفقد هذه المناطق قدرتها على العمل المتناسق ما يؤدي إلى اضطراب في معالجة المعلومات البصرية.

وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن التحفيز غير الجراحي للدماغ قد يساعد في إعادة ضبط هذه الذبذبات وتحسين التواصل بين المناطق البصرية ودعم عملية التعافي. بناءً على هذا الأساس، اختبر فريق بقيادة فرايدهيلم هومل من معهد «Neuro - X» في جامعة «EPFL» السويسرية علاجاً جديداً يجمع بين تدريب بصري متخصص وتحفيز دماغي متعدد النقاط لإعادة تنسيق النشاط العصبي، وتحسين التعافي لدى مرضى الهيميانوبيا.

العلاج الجديد يجمع بين تدريب بصري وتحفيز دماغي متعدد الترددات أعاد مزامنة الإشارات العصبية لدى بعض المرضى

إعادة تنظيم المعالجة البصرية

في تجربة سريرية مزدوجة التعمية ومضبوطة بدواء وهمي، أظهر الباحثان أستيلا رافان وميكيلي بيفلاكوا مع زملائهما أن هذه الطريقة المزدوجة يمكن أن تُحدث تحسناً ملحوظاً في الوظائف البصرية حتى لدى المرضى المصابين منذ سنوات طويلة.

ويصف هومل هذا المشروع بأنه تطبيق لأول استراتيجية مبتكرة تعتمد على تحفيز دماغي ثنائي البؤرة يحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ طبيعياً، بهدف تعزيز الوظائف البصرية لدى مرضى السكتة الدماغية. كما حدّد الفريق عوامل ترتبط بالاستجابة للعلاج، ما قد يمهّد لتحديد مؤشرات حيوية تساعد في اختيار المرضى الأنسب للعلاج.

كيف أُجريت التجربة؟

شارك في الدراسة 16 مريضاً يعانون من «الهيميانوبيا». تدرب المشاركون على مهمة للكشف عن الحركة صُممت لتحفيز الحافة الفاصلة بين الجزء المبصر والجزء المصاب من مجال الرؤية. وخلال التدريب، تلقّى المرضى تحفيزاً دماغياً عبر التيارات المتناوبة متعددة الترددات (cf - tACS)، وهي تقنية تستخدم تيارات كهربائية منخفضة الشدة لتعديل توقيت الذبذبات الدماغية ودعم الوظائف الإدراكية.

واستهدف الباحثون مزامنة الإيقاعات العصبية بين القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية، وذلك عبر تطبيق ترددات مختلفة على كل منطقة لمحاكاة نمط التواصل الطبيعي، منها موجات «ألفا» منخفضة التردد على القشرة البصرية، وموجات «غاما» عالية التردد على المنطقة الحساسة للحركة. هذا النمط «الأمامي» يعكس التدفق المعتاد للمعلومات من الأسفل إلى الأعلى في أثناء المعالجة البصرية، ويساعد في استعادة التواصل بعد السكتة.

التجربة السريرية أظهرت تحسناً واضحاً في إدراك الحركة وتوسّعاً في مجال الرؤية خصوصاً لدى من احتفظوا ببعض الاتصالات العصبية (شاترستوك)

تحسن واضح في إدراك الحركة

أظهر المرضى الذين تلقّوا هذا النمط الأمامي من «cf - tACS» تحسناً أكبر بكثير في القدرة على إدراك الحركة مقارنةً بمن خضعوا للنمط العكسي. كما توسّعت مجالات رؤيتهم بشكل ملموس، خصوصاً في المناطق المستهدفة في أثناء التدريب. كما أن بعض المرضى ذكروا تحسنات محسوسة في حياتهم اليومية.

وأكدت صور الدماغ وبيانات التخطيط الكهربائي (EEG) هذه النتائج وأظهرت استعادة التواصل بين القشرة البصرية والمنطقة المتوسطة الصدغية. كما بيّنت الفحوصات ازدياد النشاط في المنطقة المتوسطة الصدغية بعد التحفيز. وكان أكبر قدر من التحسن لدى المرضى الذين بقيت لديهم بعض الاتصالات العصبية الجزئية بين المنطقتين، ما يشير إلى أن الحفاظ الجزئي على هذه الدارات يمكن أن يدعم عملية التعافي.

توضح هذه الدراسة أن استهداف دوائر دماغية محددة بتحفيز متزامن مستوحى من آليات الدماغ يمكن أن يعزّز تأثير التدريب البصري بشكل واضح. وإذا أثبتت نتائجه في تجارب أكبر، فقد يصبح هذا النهج علاجاً أسرع وأكثر سهولة لمرضى السكتة الدماغية الذين يعانون من «الهيميانوبيا».


الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
TT

الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)

طوال العامين الماضيين، انشغلت النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي بمجموعة أسئلة بارزة: من يستخدم التقنية؟ وكيف تتوسع؟ وأي قطاعات تعيد تشكيل أعمالها حولها؟

إلا أن تعاوناً بحثياً بين «سيسكو» ومركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في جلسة خاصة حضرتها «الشرق الأوسط»، كشف عن أن عدد المستخدمين ليس سوى بداية القصة. فخلف موجة الحماس، يحدث تحول أعمق يتعلق بكيفية تأثير الحياة الرقمية على الاقتصادات والمهارات وحتى رفاهية الأفراد.

قاد الجلسة كل من جاي ديدريتش، نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو»، ورومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حيث قدّما واحدة من أوسع قواعد البيانات العالمية حول تقاطع الذكاء الاصطناعي والسلوك الرقمي والرفاه الإنساني.

ويبحث التقرير، ليس فقط في مدى انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل في هوية المستفيدين ومن يتم استثناؤهم، وما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية.

جاي ديدريتش نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو» (سيسكو)

الشباب يقودون موجة التبنّي

إحدى أبرز نتائج التقرير هي الفجوة العمرية، حيث إن الشباب هم المحرك الأكبر لاعتماد الذكاء الاصطناعي عالمياً. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 75 في المائة من المستخدمين تحت سن 35 يرون الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة مفيدة للعمل والدراسة وحل المشكلات اليومية.

وترى بوريني أن «الأجيال الشابة تتبنى هذه الأدوات بشكل أسرع، وغالباً ما ينظرون إليها على أنها امتداد طبيعي لحياتهم الرقمية»، لكن هذه السهولة لا تخلو من ثمن؛ فالفئة العمرية ذات أعلى تبنٍّ للذكاء الاصطناعي هي نفسها الأكثر تعرضاً لفرط الاستخدام الرقمي.

ويُظهر التقرير أن 38 في المائة من المشاركين عالمياً يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً في استخدام ترفيهي لا علاقة له بالدراسة أو العمل، وهو عامل يرتبط مباشرة بانخفاض الرضا عن الحياة.

وتضيف بوريني أن «الوجود الرقمي أصبح جزءاً من معادلة الرفاه... المسألة لا تتعلق فقط بالوصول، بل بالتوازن». الرسالة واضحة، وتتمثل في أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لا يكفي. ومع اندماج التقنية في الحياة اليومية، يصبح من الضروري إعادة التفكير في مفهوم «الصحة الرقمية».

رومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)

جغرافيا غير متكافئة

إذا كان العمر يقسم استخدام التقنية، فإن الجغرافيا تقسم الفرص، فقد أظهرت نتائج البحث فروقات حادة، حيث تصدرت الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الاستخدام النشط، بينما جاءت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في مستويات أقل. للوهلة الأولى يبدو ذلك مفاجئاً؛ إذ تنتمي هذه الدول الأوروبية لاقتصادات متقدمة، لكن البيانات تكشف عن منطق مختلف.

يقول ديدريتش إن «بعض الأسواق الناشئة تتجاوز المراحل التقليدية... فهي تتبنى الذكاء الاصطناعي ليس كترقية، بل كضرورة»، فحيثما تتطور البنية التحتية الرقمية بسرعة، خصوصاً عبر الهواتف المحمولة، يصبح الذكاء الاصطناعي امتداداً طبيعياً للأدوات الرقمية؛ ليس رفاهية، بل حلاً لسد فجوات في التعليم والخدمات والرعاية. هذا يعيد تشكيل السرد الشائع؛ إذ إن التبنّي العالي لا يعني التطور دائماً، بل تعكس الحاجة والفرصة أحياناً الاضطرار.

المهارات لا الاتصال

طوال سنوات، اعتبر صنّاع القرار أن الفجوة الرقمية هي مشكلة «وصول»، لكن دراسة «سيسكو - OECD» تقدم خلاصة واضحة، وهي أن الفجوة التالية ستكون فجوة المهارات؛ فحتى مع توفر الإنترنت، تختلف قدرة الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية وأمان بشكل كبير.

وتلخص بوريني ذلك بقولها إن «الناس يحتاجون إلى أكثر من الوصول... يحتاجون إلى مهارات لفهم الذكاء الاصطناعي ومساءلته واستخدامه بطرق هادفة». غياب هذه المهارات يجعل المستخدمين أكثر عرضة للتضليل واتخاذ قرارات خاطئة، والتفاعل في بيئات رقمية غير آمنة، بالإضافة إلى فقدان فرص اقتصادية في الوظائف والأسواق الجديدة.

ويؤكد ديدريتش أن المهارات أصبحت شرطاً اقتصادياً أساسياً، ويضيف: «نحن لا ندرب الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي فقط... بل على المنافسة في اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي».

بات الرفاه الرقمي عنصراً أساسياً في تقييم أثر الذكاء الاصطناعي على حياة الأفراد وسعادتهم (غيتي)

المهارات كجزء من البنية التحتية

وأوضحت «سيسكو» أن البنية التحتية وحدها لا تكفي؛ فالاستثمار في الإنسان أصبح ضرورة لا تقل أهمية عن الاستثمار في التقنية.

ويشدد ديدريتش على أهمية البرامج التعليمية الواسعة التي تقدمها الشركة، خاصة للفئات المحرومة، مؤكداً «الحاجة لمجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها... ويتطلب ذلك شمولية في الابتكار والتعليم معاً».

ولأن أكاديمية «سيسكو» للشبكات واحدة من أكبر برامج التدريب في العالم، فإنها تتحول اليوم لتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي والتحضير للأمن السيبراني، والمشاركة الرقمية المتوازنة. وخلال النقاش، قال ديدريتش: «علينا تصميم أدوات ذكاء اصطناعي تكون بديهية وسهلة الاستخدام لجميع الفئات العمرية».

الرفاه الرقمي

واحدة من أهم إضافات هذا التقرير هي إدخال مفهوم الرفاه ضمن تقييم أثر الذكاء الاصطناعي، وهو جانب غالباً ما تهمله التقارير التقنية.

وتوضح بوريني أن «الحياة الرقمية أصبحت عاملاً مؤثراً في السعادة... سلوك الإنسان على الإنترنت يؤثر على رفاهه مثل ظروفه خارج الإنترنت». وتشير البيانات إلى مجموعة مخاطر متصاعدة، منها الإرهاق الرقمي والإفراط في الاستخدام وصعوبة الانفصال وتعرّض المستخدمين لمحتوى ضار، وانخفاض الرضا لدى من يقضون وقتاً طويلاً على منصات الترفيه. ولا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي مضر بحد ذاته، بل إن غياب الوعي والضوابط قد يخلق آثاراً سلبية واضحة.

يقود الشباب تبنّي الذكاء الاصطناعي عالمياً لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الإفراط الرقمي وتراجع الرفاه (غيتي)

من يستفيد ومن يتحمل المخاطر؟

تسعى الدراسة إلى فهم التوزيع الحقيقي للفوائد والمخاطر، وليس فقط رصد معدلات الاستخدام. وتشير النتائج إلى أن الشباب هم الأكثر استفادة من إنتاجية الذكاء الاصطناعي، لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الرفاه.

الاقتصادات الناشئة تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة، لكنها تواجه فجوات أعمق في الأمن الرقمي والمهارات. الدول المتقدمة ذات البنية الرقمية القوية لا تزال تعاني من تبنٍّ منخفض بسبب التردد الثقافي والتنظيمي.

هذه اللوحة المعقدة تنسف الفكرة السائدة بأن «زيادة المستخدمين تعني التقدم». الواقع أكثر تعدداً وتفصيلاً.

الذكاء الاصطناعي عادة ... لا موجة عابرة

في ختام الجلسة، شدد المتحدثان على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي انتقل من كونه تقنية تثير الفضول إلى جزء من الروتين اليومي لملايين البشر، لكنه قد يتحول إلى سبب لانقسام جديد إذا ركّز العالم على التبنّي وتجاهل التأثير.

ونوهت بوريني إلى «الحاجة إلى مزيد من الثقافة الرقمية، ومزيد من الابتكار المسؤول، وفهم أعمق لتأثير الحياة الرقمية على رفاه الناس».

وأضاف ديدريتش: «السؤال الحقيقي ليس من الذي يتبنى الذكاء الاصطناعي؟... بل من يستفيد منه وكيف نجعل الفائدة شاملة للجميع؟».

وتذكّر نتائج تقرير «سيسكو – OECD» أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس نقاشاً تقنياً فقط، بل هو نقاش اجتماعي واقتصادي وإنساني؛ فالانتشار الواسع مجرد بداية، أما ما سيأتي لاحقاً فهو ما سيحدد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قوة للاندماج... أم مصدراً جديداً للانقسام.