مقتل 27 حوثياً في تعز وتقدم للجيش اليمني في صعدة والضالع

TT

مقتل 27 حوثياً في تعز وتقدم للجيش اليمني في صعدة والضالع

على وقع تقدم جديد للجيش اليمني في محافظتي صعدة والضالع، أفادت مصادر عسكرية رسمية بأن 27 حوثياً على الأقل قتلوا خلال يومين في مواجهات مع القوات الحكومية.
وقال نائب ركن التوجيه في اللواء «22 ميكا» بتعز، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني من اللواء 22 ميكا تصدت لمحاولة تسلل ميليشيات الحوثي إلى جبهة العريش، شرق مدينة تعز، ونشبت مواجهات استمرت ليومين». وأضاف: «تكبدت الميليشيات الخسائر المادية والبشرية، فيما لا تزال جثث عناصرها متناثرة في خطوط التماس لجبهة العريش».
في غضون ذلك، اشتدت حدة المعارك في مختلف جبهات القتال بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، وذلك عقب تضييق قوات الجيش الوطني على الانقلابيين في المواقع التي ما زالت تحت سيطرتهم وإحراز التقدم الميداني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية. وبينما فرضت قوات الجيش الوطني، من اللواء السابع حرس حدود، حصاراً خانقاً على ميليشيات الحوثي الانقلابية في قرى شعبان وغُمار ومعتق العتم بمديرية رازح، غرب صعدة، بالتزامن مع استهداف مدفعية الجيش على مواقع الانقلابيين في جبل بني معين وآل علي، أكد محافظ صعدة اللواء هادي طرشان الوائلي، أن «قوات الجيش الوطني أصبحت على بعد أقل من 30 كيلومتراً فقط من مركز محافظة صعدة».
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبرنت) عن اللواء طرشان قوله إن «قوات الجيش الوطني حققت تقدماً كبيراً في جبهة الصفراء بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية مكنتها من الاقتراب من مركز المحافظة الذي لا يزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران».
وشدد الوائلي في اجتماع للجنة الأمنية بالمحافظة، الجمعة، على «أهمية تعزيز الوجود الأمني في المناطق المحررة بالمحافظة لضمان إعادة تفعيل مؤسسات الدولة»، وعلى «ضرورة رفع الجاهزية والاستعداد للوحدات الأمنية في المحافظة، وذلك لتأمين المناطق المحررة، وإعادة الانتشار الأمني فيها».
ونقل مركز صعدة الإعلامي الحكومي عن قائد اللواء التاسع حرس حدود، العميد محمد العملسي، أن «الجيش من اللواء التاسع شن هجوماً واسعاً، الجمعة، وخاض معارك عنيفة مع الميليشيات وانتهت المعارك بسيطرة الجيش على مواقع استراتيجية مهمة وقريبة من مديرية الحشوة، شرق صعدة، ومقتل 7 عناصر من الميليشيا خلال المعارك، وتم اغتنام عدد من الأسلحة والعتاد التابع لهم».
وفي السياق ذاته، انتزع الفريق الهندسي لنزع الألغام 115 عبوة ناسفة ولغماً أرضياً في عملية تطهير منطقة مسن القد من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الانقلاب.
وعلى صعيد متصل، ذكر موقع الجيش أن «الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني نزعت، الجمعة، لغماً بحرياً شديد الخطورة زرعته ميليشيا الحوثي الانقلابية بالقرب من سواحل الحديدة في مديرية الدريهمي، جنوب المدينة»، وأن «اللغم المنزوع ذو حساسية عالية وصاعق شديد الانفجار، كونه يتلقى الإشارة من 4 اتجاهات».
وتهدد مئات الألغام الحوثية في عمق مياه البحر الأحمر وبالقرب من الساحل، يومياً الآلاف من المدنيين الذين يترددون على الشاطئ، وكذا قوارب الصيد والسفن التجارية والدولية التي تمر من مياه البحر الأحمر في محافظة الحديدة.
وفي معارك الضالع، قال فؤاد المسلمي، رئيس المركز الإعلامي لمقاومة الحشاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرت على تباب الظفير والنويد وقرن الثمد وتواصل تقدمها باتجاه المشهد، وذلك عقب هجوم عنيف شنته على مواقع الميليشيات الانقلابية أسفر عن تحرير المواقع وسقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين».
ولفت إلى أن «ميليشيات الحوثي وكعادتها لجأت للتعويض عن خسائرها من خلال القصف العنيف وبشكل هستيري على منطقة الأحذوف ضوران ومناطق أخرى بالأسلحة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات معاركها في مديرية دمت (شمال)، في إطار العملية العسكرية التي بدأتها قبل أيام لتطهير المديرية من الانقلابيين، والتي تمكنت خلالها من تحرير عدد من المواقع.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».