الداخلية المصرية: مقتل 7 «إرهابيين» وإصابة ضابط في مواجهات أمنية

الجيش أعلن تدمير 9 فتحات أنفاق شمال سيناء

أنفاق على الشريط الحدودي بشمال سيناء دمرتها القوات المصرية
أنفاق على الشريط الحدودي بشمال سيناء دمرتها القوات المصرية
TT

الداخلية المصرية: مقتل 7 «إرهابيين» وإصابة ضابط في مواجهات أمنية

أنفاق على الشريط الحدودي بشمال سيناء دمرتها القوات المصرية
أنفاق على الشريط الحدودي بشمال سيناء دمرتها القوات المصرية

أعلنت وزرة الداخلية المصرية، أمس، مقتل 7 «إرهابيين»، خلال اشتباكات مع قوات الأمن، بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، أسفرت عن إصابة ضابط أيضا. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن معلومات أفادت باتخاذ عناصر من حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان، أوكارا بمدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) بالجيزة، لتصنيع عبوات ناسفة وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، مضيفا أن «جماعة الإخوان الإرهابية كلفت هذه العناصر المسلحة التابعة لها بتنفيذ هذه المخططات، تزامنا مع دعوات أبواقها الإعلامية لأتباعها بإحداث فوضى داخل البلاد خلال الفترة الحالية».
وأشارت الداخلية إلى أن «العناصر الإرهابية التابعة لحركة حسم كانت تعتزم زرع عبوات ناسفة بمحافظة الجيزة مستقلين سيارة ربع نقل ومرتدين زي عمال كهرباء للتمويه»، كما أنهم «اتخذوا أحد الأوكار التنظيمية بمنطقة أكتوبر لتصنيع تلك العبوات». وأوضحت الوزارة أنه «تم على الفور إعداد الأكمنة اللازمة، حيث اشتبهت القوات في سيارة ربع نقل بيضاء اللون، وحال اقترابهم منها بادر مستقلوها بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات، مما دفعهم للتعامل مع مصدر النيران». وأسفرت الاشتباكات، بحسب بيان الوزارة، عن «إصابة أحد الضباط، ومصرع مستقلي السيارة وهم 3 أشخاص، حيث تبين ارتداء 2 منهم ملابس عمال الكهرباء وعثر بحوزتهم على بندقية آلية وطبنجة وطلقات نارية وعبوة ناسفة معدة للتفجير وبعض الكابلات الكهربائية». وتابع البيان أن «عمليات تتبع العناصر الإرهابية أسفرت عن تحديد الوكر الإرهابي وتبين أنه شقة سكنية بأحد العقارات حيث تم تبادل لإطلاق النار مع العناصر الموجودة بداخله، وأسفر عن مصرع 4 (جارٍ تحديد هوياتهم)». وأشارت قوات الأمن المصرية إلى أنها «عثرت بحوزتهم على كميات من المواد المتفجرة وبعض أدوات التصنيع وكيس رولمان بلي و3 أجهزة ريموت كنترول وقناعي غاز وميموري كارد وبعض الأوراق التنظيمية الخاصة بالجماعة الإرهابية و3 بنادق آلية وزي للعمال وخوذتين». واعتبرت الوزارة أن المواجهات تعد «استكمالا لجهودها في مجال مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية من خلال توجيه الضربات الاستباقية لعناصرها وإجهاض مخططاتها لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار».
ومنذ عزل بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لـ«الإخوان»، في يوليو (تموز) 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات متطرفة، خصوصا في شمال ووسط سيناء أوقعت مئات القتلى من الجانبين. وفي التاسع من فبراير (شباط) 2018 بدأ الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة عملية عسكرية شاملة في أرجاء البلاد، وخصوصا سيناء، حيث يتركز في شمالها الفرع المصري لتنظيم «داعش».
وأمس، أعلن الجيش المصري اكتشاف وتدمير عدد (9) فتحات نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، إن العملية جاءت «استمراراً لجهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب وملاحقة العناصر الإرهابية والإجرامية». وأوضح في بيان له أنه «بناءً على معلومات استخباراتية برصد وتتبع مسارات تحرك العناصر الإرهابية وطرق الإمداد لها، تمكنت قوات مكافحة الإرهاب بشمال سيناء بالتعاون مع عناصر المهندسين العسكريين من اكتشاف وتدمير عدد (9) فتحات نفق بأبعاد تصل حتى (2 متر ×2 متر) لعدد (3) أنفاق رئيسية على الشريط الحدودي بشمال سيناء بأعماق حتى (30 مترا) وأطوال حتى (3 كلم) تستخدمها العناصر الإرهابية في عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة». وأشار إلى العثور بداخلها على «مواتير سحب، وكابلات كهربائية ومواد إنارة، وسماعاتـ وكميات من الوقود»، كما تم اكتشاف وتدمير «عدد عربتين للعناصر الإرهابية وضبط عدد (40) قنبلة وكميات من المواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.