«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ الهجوم الأخير على «جيب داعش»

استكمال إجلاء المدنيين المحاصرين في ريف دير الزور... وتوقعات بـ«معركة شرسة»

مدنيون فارون من الباغوز أواخر الشهر الماضي (رويترز)
مدنيون فارون من الباغوز أواخر الشهر الماضي (رويترز)
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ الهجوم الأخير على «جيب داعش»

مدنيون فارون من الباغوز أواخر الشهر الماضي (رويترز)
مدنيون فارون من الباغوز أواخر الشهر الماضي (رويترز)

أعلن متحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، مساء أمس، بدء الهجوم على آخر جيب لتنظيم داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا. جاء هذا الإعلان وسط توقعات بـ«معركة شرسة» مع المقاتلين المتحصنين في الجيب، وبعد جدل حول قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن المتشددين طُردوا من جميع الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، وهو أمر نفاه مسؤولون ميدانيون في بداية الأمر، قبل تأكيد انطلاق الهجوم النهائي.
وكتب المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي، في تغريدة، «بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى (داعش)، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لذلك بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحريرها نهائياً».
ولفتت وكالة «رويترز»، من جهتها، إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، تتأهب منذ أسابيع لاقتحام آخر جيب لـ«داعش» في الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية، لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.
وقالت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن ما لا يقل عن 84 شخصاً، نحو ثلثيهم من الأطفال، لقوا حتفهم منذ ديسمبر (كانون الأول)، وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرقي سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الجيب الخاضع لسيطرة «داعش» في الباغوز.
ويعد هذا الجيب، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين. وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصراً كبيراً في الحرب ضد «داعش»، فإن التنظيم ما زال يشكل تهديداً أمنياً، حيث يستخدم أساليب حرب العصابات، ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غرب نهر الفرات، حسب ما أشارت «رويترز».
وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، لـ«رويترز»، إن متشددي «داعش» لا يزالون متحصنين داخل المنطقة، ولم يستسلموا، وما زال هناك مدنيون أيضاً داخل الجيب. وأضاف أن «قوات سوريا الديمقراطية» تعتزم إجلاء مجموعة كبيرة أخرى من المدنيين (وهو أمر يتوقع أن يكون حصل أمس الجمعة، قبل بدء الهجوم الأخير). وأضاف: «لن نقتحم القرية ونعلنها محررة إلا إذا تأكدنا تماماً من خروج المدنيين. نتوقع معركة شرسة».
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية»، من قبل، إن الكثير من المتشددين الذين غادروا الباغوز من المقاتلين الأجانب.
وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون في الشهور الثلاثة الماضية، بينما تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» لطرد التنظيم المتشدد من الجيوب المتبقية تحت سيطرته. وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل.
وصرح قائد في «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«رويترز»، أول من أمس، الخميس، بأن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويدعم «قوات سوريا الديمقراطية»، إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجاً «متأنياً ومدروساً» في الباغوز، حسب «رويترز». وقال الكولونيل شون رايان «إنهم يتعاملون مع عدة مشكلات، ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة».
وأعلن التحالف، الخميس، مقتل المتشدد الفرنسي فابيو كلان في الباغوز. وكان كلان سجل بصوته إعلان المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015.
ويوجد نحو 2000 من القوات الأميركية في سوريا يدعمون بشكل أساسي «قوات سوريا الديمقراطية» في معركتها ضد «داعش».
وأعلن ترمب في ديسمبر (كانون الأول) أنه سيسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، لأن تنظيم داعش هُزم بالفعل، وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترمب ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة. لكن البيت الأبيض تراجع بعد ذلك عن هذا القرار جزئياً، معلناً بقاء نحو 400 جندي أميركي في سوريا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.