كُتب تفاعلية لتعليم الهندسة والعلوم بشكل مُبسط

ابتكرها فريق مصري ووصل من خلالها للعالمية

الكتاب التفاعلي يساهم في تبسيط العلوم ويجذب الأطفال
الكتاب التفاعلي يساهم في تبسيط العلوم ويجذب الأطفال
TT

كُتب تفاعلية لتعليم الهندسة والعلوم بشكل مُبسط

الكتاب التفاعلي يساهم في تبسيط العلوم ويجذب الأطفال
الكتاب التفاعلي يساهم في تبسيط العلوم ويجذب الأطفال

بهدف استغلال تعلق الأطفال بالتكنولوجيا في تحقيق ثورة في تعليم العلوم والهندسة والرياضيات باستخدام البيئات المذهلة لتكنولوجيات الواقع الافتراضي والمعزز. أطلق فريق مصري أولى إصدارات سلسلة Imagina Books وهي مجموعة من الكتب التفاعلية التثقيفية التي تقدم علوم متعددة لمختلف الأعمار بلغات مختلفة.
وتعتمد على استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز (Augmented Reality) القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية، لتوفر معلومات إضافية له، وفي إطارها يستطيع الطفل المستخدم التعامل مع المعلومات والأجسام الافتراضية في الواقع المعزز من خلال عدة أجهزه كالهاتف الذكي، أو من خلال الأجهزة الحديثة التي يتم ارتداؤها كالنظارات.
بدأت السلسلة بكتاب يحتفي بتبسيط علم الأحياء، حيث يتناول جسد الإنسان معتمداً على محادثات بين شخصيات كرتونية منها (سارة وآدم). ويتم استخدامه مع أبلكيشن من Apple أو Play ستور. بحيث ما إن يقوم الطفل بتحريك هاتفه على الكتاب حتى يظهر جهاز الجسم، كالجهاز التنفسي بتفاصيله.
وحول ذلك يقول المهندس المصري هشام حسني، المؤسس المشارك في شركة ليفيت للبرمجيات (Livit Studios) لـ«الشرق الأوسط»: «كان تركيزنا الرئيسي أثناء تصميم الكتاب على أمرين. الأول هو التأكد من أن الكتاب جذّاب للأطفال، وإلا فإنه لن يهتم به، والآخر أن يحتوي على قدر كبير من العلوم، دون شرح نصي مبالغ فيه، لأنه في العصر الرقمي تكاد تكون الكتب المطبوعة في طي النسيان، ومحط نفور كثير من الأطفال». ويضيف: «نحن نعطيها ركلة بتصميم كتاب من الألف إلى الياء في مجال الواقع المعزز، من خلاله سيتم تطوير التعليم وتعميقه عبر تقنية الواقع المعزز (AR) في تجربة تعليمية مبتكرة تدمج اللعب العلمية مع نماذج واقعية ثلاثية الأبعاد من خلال 15 صورة متحركة مختلفة، يصاحبها شرح بالصوت، ليشرح للطفل وظائف وأهمية كل عضو وأنظمة الجسم».
ويضيف المهندس هشام حسني أن «الألعاب ثلاثية الأبعاد تلفت انتباه الطفل، وفي الوقت نفسه تساعده على الفهم والاستيعاب، وتثبيت المعلومات، حيث حرصنا أن تتضمن الألعاب ثلاثية الأبعاد في الكتاب عدة مستويات وأهداف لتطوير شعور المنافسة لدى المتعلم بين نظرائه وأصدقائه».
إلى ذلك، فإن الفريق المصري نجح في بيع الكتاب لـ12 دولة قبل صدوره هي: الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وأستراليا، وفنلندا، وبريطانيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، واليابان، وفرنسا، وتركيا وألمانيا بطريقة التسويق المسبق.
يقول: «إلى جانب ذلك استحوذ الكتاب على اهتمام مواقع التكنولوجيا المعروفة على مستوى العالم التي كتبت عنه. ونتيجة لذلك حصلنا على فرصة تلقي طلبات من معلمين دوليين لمعرفة المزيد عن الكتاب. وهو ما يعني أننا قدمنا منتجاً يلبي المعايير الدولية في جميع أنحاء العالم». وقد تم طرحه في هذه الدول وفي السوق المحلية محققاً نجاحاً كبيراً، حيث لقي الكتاب إعجاباً منقطع النظير من جانب القراء بمختلف لغاتهم وثقافاتهم، فقد كانوا داعمين للمنتج، وحرصوا على اقتناء أطفالهم له».
حلم المهندس هشام حسني، المؤسس المشارك في شركة ليفيت للبرمجيات(Livit Studios)، بدأ منذ 3 سنوات عندما قاد فريق عمل من شباب المهندسين للعمل على تقنيات جديدة لرقمنة التعليم وتطويره، موضحاً: «عملنا على VR وAR لتجربة تقنيات جديدة للتعلم، كنا نرى أن معظم الأطفال، يستمتعون للغاية بالتكنولوجيا الجديدة»، ومن هنا تساءلنا لماذا لا ندمج هذه التكنولوجيا في التعليم، وبدأنا في تنفيذ نموذج أولي وإجراء الكثير من الاستطلاعات، لمعرفة آراء أولياء الأمور والمعلمين حوله، وشجعتنا نتائج الاستطلاعات على الاستمرار».
وتابع: «لم يكن الطريق مفروشاً بالورود». هكذا يصف حسني رحلته لإنتاج الكتاب في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كانت هناك معوقات كثيرة، وفي مقدمتها وجود بعض الأفكار المشابهة، لكننا كنا نسعى وراء مشروع تعليمي متكامل ومختلف يعتمد على هذه التقنية».
لم تقف الصعوبات عند هذا الحد، يقول: «كان التحدي الأصعب هو عدم وجود منتج مماثل يستهدف التعليم، ويجعله رحلة مفعمة بالحيوية، وهو ما نجح كتابنا في تحقيقه، فهو يُعتبر فريداً في السوق، وكان من الصعب تقييم المنتج قبل الانتهاء منه».
ويأمل هشام حسني وفريقه أن تصبح Imagina Books مجموعة من الكتب التثقيفية التي تقدم علوماً مختلفة لمختلف الأعمار واللغات، وأن تصبح بين أيدي الآباء الراغبين في إتاحة استثمار جيد في تعليم أطفالهم.


مقالات ذات صلة

كتب شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)

وسط اعتراض كتّاب ودور نشر… شركة ناشئة تسعى لإنتاج 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

ينتقد كتّاب وناشرون إحدى الشركات الأميركية الناشئة التي تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.