بلجيكا: زيادة مساهمة الحكومة في مساعدة عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية

تشمل تكاليف الدفاع وعلاج المصابين والسفر والإقامة في حال وقوع الهجوم ببلد آخر

وجود أمني في العاصمة البلجيكية عقب هجمات بروكسل في 22 مارس  2016 «الشرق الأوسط»
وجود أمني في العاصمة البلجيكية عقب هجمات بروكسل في 22 مارس 2016 «الشرق الأوسط»
TT

بلجيكا: زيادة مساهمة الحكومة في مساعدة عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية

وجود أمني في العاصمة البلجيكية عقب هجمات بروكسل في 22 مارس  2016 «الشرق الأوسط»
وجود أمني في العاصمة البلجيكية عقب هجمات بروكسل في 22 مارس 2016 «الشرق الأوسط»

نشرت الجريدة الرسمية للحكومة البلجيكية في بروكسل، عددا من القوانين، التي تشير إلى زيادة مساهمة السلطات الحكومية في التكاليف، التي يتحملها عائلات ضحايا الإرهاب، كما جرى تحسين وسائل الدعم الحكومي لضحايا الجرائم التي يستغرق البحث والتحقيق فيها فترة طويلة.
وقال وزير العدل البلجيكي جينس كوين، إن التكاليف العاجلة التي تدفعها الحكومة للضحايا، تضاعفت أربع مرات بعد ثبوت ضرورة تحقيق ذلك في حالات وقوع الهجمات الإرهابية، لأن عائلات الضحايا يتوجب عليهم دفع فواتير باهظة في المستشفيات وغيرها،
وحسب ما جاء في النشرة الرسمية، فقد ارتفع سقف الدعم الحكومي لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية من 30 ألف يورو إلى 125 ألف يورو لمواجهة التكاليف الضرورية العاجلة، وبالتالي لا يتوجب على عائلات الضحايا الانتظار لما سوف يسفر عنه بحث وتقص تقوم به شركات التأمين قبل أن تقرر قيمة وموعد سداد هذه التكاليف.
وسيكون التركيز في دفع الفواتير العاجلة على ملفين رئيسيين، يتعلق الأول بأتعاب المحاماة والآخر بتكاليف السفر والإقامة في حال وقوع الهجوم الإرهابي في مكان آخر داخل البلد نفسه أو في حالة السفر إلى بلد أخرى.
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل أمس، إن الجريدة الرسمية للحكومة نشرت الجمعة، أن اللجنة المعنية بمساعدة ضحايا الهجمات، أقرت أيضا بأن المساعدة المالية، التي ستقدمها السلطات الحكومية لعائلات الضحايا في الهجمات الإرهابية، أو في حال التحقيق في الجرائم التي تستغرق فترة طويلة من الوقت لن تكون بأي حال من الأحوال بديلا عن التعويضات، التي يحق لهم الحصول عليها من شركات التأمين، ولكن المساعدة الحكومية الغرض منها مساعدة الأشخاص على تجاوز الفترة ما بين وقوع الهجوم الإرهابي وسداد التعويضات من جانب شركات التأمين.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وافقت لجنة العدل في البرلمان البلجيكي، على مشروعات لقوانين تتعلق بتسريع وتحسين المساعدة المطلوبة لضحايا الهجمات الإرهابية، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدة المالية، وأيضا المساعدة في إنهاء الإجراءات المرتبطة بالنظر في ملفات الضحايا، واتخاذ القرارات بشأنها.
ومنذ هجمات بروكسل في 22 مارس (آذار) 2016، تكررت شكاوى عائلات الضحايا والمصابين بسبب الصعوبات التي تواجههم، في طريق الحصول على التعويضات، كما أن لجنة البحث التي شكلها البرلمان عقب وقوع الهجمات، سبق أن أشارت أيضا إلى هذا الأمر وخاصة فيما يتعلق بالإجراءات الإدارية، والتداخل بين السلطات.
وفي تعليق له على هذا الملف، قال وزير العدل البلجيكي جينس كوين: «سيتم مساعدة أهالي الضحايا بشكل أسرع بعد تقليل الإجراءات الإدارية، وأضاف أنه لا بد من التعامل مع حالات تواجه معاناة حقيقية، ومنهم من يواجه مشكلات في تسديد فواتير العلاج».
وبلغ عدد الملفات، التي تلقتها الحكومة للحصول على تعويضات، وتقدم بها أقارب القتلى والمصابين في هجمات بروكسل، ما يقرب من 700 ملف، وجرى صرف ما يقرب من مليوني يورو، كمساعدات عاجلة لهم. وفي مايو (أيار) الماضي آثار القانون الجديد، الذي اقترحه وزير الاقتصاد البلجيكي، كريس بيترز، الخاص بتعويض ضحايا الإرهاب. انتقادات وحالة من الجدل، وخاصة أنه من وجهة نظر البعض، يعارض مشروع حول الغرض نفسه الذي تقدمت به جمعيات تدافع عن حقوق ضحايا التفجيرات الإرهابية، ومنها جمعية «في أوروبا». ووفقاً لصحيفة «لا ليبر بلجيك» الفرنكفونية، التي أثارت هذه القضية، تعتقد جمعية ضحايا الهجمات التي وقعت في 22 مارس 2016، في بروكسل وزافنتم، وأودت بحياة 32 شخصا وإصابة 300 آخرين، أن مشروع القانون هذا يتعارض مع جميع مطالب الجمعية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».