حملات أمنية للحد من نشاط منظمة «شهود يهوه» المصنفة «متطرفة» في روسيا

TT

حملات أمنية للحد من نشاط منظمة «شهود يهوه» المصنفة «متطرفة» في روسيا

تصدرت الأنباء عن اعتقالات طالت أعضاء من منظمة «شهود يهوه» الدينية، العناوين في تغطية وكالات الأنباء الروسية لنشاط الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تُصنف المنظمة وفق القوانين الروسية «منظمة متطرفة». وأعلن الأمن الروسي أمس، عن اعتقال مواطنين ينتمون إلى «شهود يهوه» في جمهورية موردوفايا، بينما قالت النيابة العامة في مقاطعة خانتي مانسيسك السيبيرية، إنها فتحت قضية بحق مواطنين ينتمون إلى المنظمة. وفي غضون ذلك أعربت وزارة الخارجية عن قلقها على مصير مواطن دنماركي حكمت عليه محكمة روسية بالسجن ست سنوات بتهمة الانتماء إلى المنظمة. بينما كشفت تقارير عن لجوء عدد كبير من المواطنين الروس، وبصورة رئيسية من أتباع «شهود يهوه» إلى دول أوروبية، وبصورة خاصة إلى فنلندا، التي احتل فيها المواطنون الروس المرتبة الثانية بين مقدمي طلبات اللجوء.
وقالت وزارة الداخلية في جمهورية موردوفيا، الكيان في الاتحاد الروسي، إنها تمكنت من إحباط نشاط الفرع المحلي لمنظمة «شهود يهوه»، وقامت باعتقال مواطنين بتهمة تنظيمهم نشاط المنظمة. وأعلنت الوزارة في بيان رسمي أمس أنها نفذت «عملية واسعة للحد من النشاط المخالف للقوانين، الذي تمارسه جماعة (شهود يهوه) الدينية، المحظورة على أراضي روسيا الاتحادية». وكشفت عن عمليات تفتيش خلال العملية الأمنية، واعتقال عدد من المواطنين يشتبه بمسؤوليتهم عن تنظيم نشاط هذه الجماعة، وتنظر النيابة العامة حالياً في التدابير الممكن اتخاذها بحقهم.
وفي مديرية خانتي مانسيسك شمال غربي سيبيريا، قال الأمن أمس، إنه فتح ملف قضية جنائية بحق مواطنين أعضاء في منظمة «شهود يهوه»، كانوا يمارسون نشاطهم ضمن جماعة أطلقوا عليها اسم «المجلس»، وكانوا «يروجون لفكرة تفوقهم وتميزهم عن المواطنين الآخرين الذين لا ينتمون إلى (شهود يهوه)». وقام المحققون بعمليات تفتيش عثروا خلالها على أدبيات متطرفة، وصادروا أجهزة كومبيوتر وهواتف وغيرها من المواد. تجدر الإشارة إلى أن الأمن الروسي أطلق حملة ضد منظمة «شهود يهوه» منذ ربيع عام 2017، بعد أن أعلنت المحكمة الروسية العليا يوم 20 أبريل (نيسان) 2017، إدراج المنظمة على قائمة «التنظيمات المتطرفة». ومنذ ذلك الحين تحول ملف هذه المنظمة إلى واحدة من القضايا التي تثير خلافات بين روسيا ودول تسمح للمنظمة بمزاولة نشاطها الديني.
وأخيراً أثار اعتقال السلطات الروسية مواطناً دنماركياً ينتمي إلى المنظمة قلق سلطات بلاده. وكانت محكمة في مدينة أوريول، وسط روسيا، قد حكمت على المواطن الدنماركي دينيس كريستنسن، بالسجن ست سنوات بعد إدانته بتزعّم جماعة من «شهود يهوه». وأعربت الخارجية الدنماركية عن قلقها للحكم بالسجن الصادر في روسيا بحقه، وكتب وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسن، على «تويتر»: «أنا قلق للغاية للحكم الذي صدر على دينيس كريستنسن وأناشد روسيا مرة أخرى احترام حرية العقيدة. وستواصل وزارة الخارجية الدنماركية مراقبة الوضع عن كثب ودعم دينيس كريستنسن، إذا قرر الطعن في الحكم». وفي رده على «تغريدة» وزير الخارجية الدنماركي، رفض الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التعليق على القضية، قبل أن يطّلع على تفاصيلها ومجريات المحاكمة، إلا أنه شكك في أن يكون الحكم على المواطن الدنماركي قد صدر لمجرد قناعاته الدينية، مرجّحاً أن يكون قد أُدين بجرم يستحق هذا النوع من العقوبة.
وكانت منظمة «شهود يهوه» قد ظهرت في روسيا ونشطت بشكل كبيرة في بدايات مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وتشير تقارير إلى أن عدد أتباعها عام 1999 زاد على 170 ألف مواطن روسي، 70%منهم من النساء و30% من الذكور. ومنذ تصنيفها منظمة متطرفة يحاسب القانون الروسي على الانتماء إليها، بحث عدد كبير من المواطنين الروس أتباع المنظمة عن «ملاذ آمن» لهم في دول أوروبية. وأشارت تقارير عن منظمة الهجرة في فنلندا إلى أن نحو 500 مواطن روسي تقدموا من السلطات هناك بطلب منحهم حق اللجوء، معظمهم من أتباع المنظمة، ما جعل الروس يحتلون المرتبة الثانية بين مقدمي طلبات اللجوء في فنلندا عام 2018.


مقالات ذات صلة

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».