ليبرمان يتهم إردوغان بالتدخل في الانتخابات ويقترح تدخلاً إسرائيلياً {مع الأكراد}

لاستقباله وفداً من النواب العرب في إسطنبول

TT

ليبرمان يتهم إردوغان بالتدخل في الانتخابات ويقترح تدخلاً إسرائيلياً {مع الأكراد}

أثارت زيارة وفد عن الأحزاب العربية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) إلى إسطنبول، ولقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، موجة نقاشات حادة في أحزاب اليمين الحاكم. فاتهمه البعض بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ووجه بعضهم الآخر الاتهامات للنواب بأنهم «طابور خامس»، ودعوا إلى سحب الجنسية الإسرائيلية منهم، وطردهم إلى رام الله.
وكان إردوغان قد استقبل في مقر الرئاسة الثاني في إسطنبول وفداً ضم النواب العرب في الكنيست: أحمد الطيبي ومسعود غنايم وطلب أبو عرار، وبعض نشطاء الحركة الإسلامية في إسرائيل، أول من أمس، وعاد إلى البلاد أمس (الأحد). وقال الطيبي إن اللقاء تم للبحث في عدد من الأمور، بينها الدعم الذي يقدمه إردوغان للقضية الفلسطينية، واستعداده لتقديم منح التعليم الجامعي في تركيا لطلبة من فلسطينيي 48. وقال النائب أبو عرار إن الوفد بحث في قضايا مهمة تتعلق بالمجتمع العربي في الداخل، وأهمها قضايا القدس والمسجد الأقصى وزيادة الاقتحامات اليهودية للأقصى وسياسة التهويد، وضرورة تدخل تركيا وتأثيرها لمنع الإجراءات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى، والسياسة العنصرية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين في الداخل، كما تم طرح قضية الدور التركي في جهود المصالحة الفلسطينية، ورفع الحصار عن غزة، وتشريع قانون القومية على يد حكومة نتنياهو في الكنيست الإسرائيلي.
وقال غنايم إن الوفد طرح مشكلة اعتقال 3 مواطنين عرب من إسرائيل وصلوا إلى تركيا لزرع كلى، وذلك بما يخالف القانون التركي، فأمر إردوغان بإطلاق سراحهم والعفو عنهم. وأكد ثلاثتهم أن إردوغان أشاد بالدور الذي يؤديه النواب العرب في الكنيست لخدمة القضية الفلسطينية من قلب المؤسسة البرلمانية الإسرائيلية.
وأثارت هذه الزيارة موجة تحريض في اليمين الإسرائيلي ضد النواب العرب، وضد إردوغان. فقال وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان إن الرئيس التركي يتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، وينبغي على إسرائيل أن تتدخل هي أيضاً لصالح الأكراد معارضي النظام التركي، وأضاف أن النواب العرب يثبتون أنهم طابور خامس في الكنيست. وقالت الوزيرة الليكودية ميري ريغيف إن النائب أحمد الطيبي وجماعته أثبتوا مرة أخرى أنهم حصان طروادة داخل الكنيست؛ يحصلون على تمويل تركي لنشاطهم الانتخابي. وأضافت أن «مكانهم في غزة، وليس في أورشليم القدس». وقال النائب عودد فورر من حزب «إسرائيل بيتنا» إن النواب العرب أثبتوا مرة أخرى أن ولاءهم ليس لدولة إسرائيل، بل للسلطة الفلسطينية، ودعا إلى سحب جنسيتهم، وتمكنيهم من تمثيل مواقفهم في البرلمان برام الله، أو تركيا.
ورد أبو عرار على هذا التحريض قائلاً إن ليبرمان مأفون عنصري، و«لا نستغرب تحريضه بالأكاذيب على المجتمع العربي في الداخل لأجل رفع أسهم حزبه المتضعضعة في الانتخابات المقبلة، وسنخدم أبناء شعبنا بشتى الوسائل المتاحة أمامنا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».