معرض القاهرة الدولي للكتاب يوحد ليبيا ثقافياً

الكوني يؤلف بين قلوب المشاركين... وحضور لافت للمقيمين في القاهرة

معرض القاهرة الدولي للكتاب يوحد ليبيا ثقافياً
TT

معرض القاهرة الدولي للكتاب يوحد ليبيا ثقافياً

معرض القاهرة الدولي للكتاب يوحد ليبيا ثقافياً

نجح معرض القاهرة الدولي للكتاب في احتضان الأدباء والكتاب والفنانين الليبيين المشاركين ضمن فعالياته الثقافية المتعددة على طاولة فكرية واحدة، بعيداً عن التجاذبات السياسية والانقسامات الجهوية التي تضرب البلاد منذ قرابة 8 سنوات.
وبدت جموع المثقفين الذين توافدوا على القاهرة من أنحاء ليبيا المختلفة في حالة انسجام ثقافي وتجانس معرفي، خصوصاً في اللقاء الفكري للروائي العالمي الليبي إبراهيم الكوني الذي التف حوله الجميع في أمسية وصفت بالرائعة، وسط حضور لافت لليبيين المقيمين في القاهرة.
وعبّر القاص الليبي الدكتور فوزي الحداد عن تفاؤله بتوحد المثقفين الليبيين في معرض الكتاب منذ انطلاقه نهاية الأسبوع الماضي، مؤكداً أنهم «حققوا تقدماً كبيراً وإنجازاً لافتاً»، وقال إن «الوفد الثقافي الليبي في معرض القاهرة الدولي للكتاب جرى توحيده هذا العام تحت شعار (الثقافة تجمعنا)».
أول هذه المظاهر التي عدها البعض من إيجابيات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين مجاورة حسن أونيس، رئيس الهيئة العامة للثقافة في حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، لجمعة الفاخري، رئيس الهيئة العامة للثقافة بالحكومة المؤقتة، على مائدة حوار جمعت أطياف مختلفة من الكتاب والمثقفين الليبيين، وسط سباق مفعم بالحميمية على خدمة كل منهم للآخر، في أجواء من المسامرات الثقافية.
ورأى أونيس أن الرسالة الأولى لهيئته «واضحة صريحة، وقد كتبناها منذ اليوم في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور نخبنا الثقافية والأدبية والفنية والأكاديمية من كل تراب الوطن، بحروف مدادها وحدة الوطن... ليبيا واحدة، والثقافة تجمعنا».
وأضاف أونيس، عبر حسابه على «فيسبوك»، أول من أمس: «رسالتنا الثانية في معرض القاهرة الدولي للكتاب كانت للعالم أجمع، وخاصة أشقاءنا العرب؛ أن ليبيا رغم أوجاعها ستعود أقوى لا محالة»، متابعاً: «رسالة جسدها تلاحم المثقفين الليبيين الذين جمعتهم الهيئة العامة للثقافة من كل بقاع ليبيا الطاهرة على بساط المحبة، وفي حضرة الكتاب، وتحت راية الوطن الواحد».
وحرض أونيس في لقاء جمعه بالفاخري على مناقشة مجمل القضايا الثقافية، ودورها في الارتقاء بالبلاد، بعيداً عن الصعوبات التي تواجهها البلاد، مشدداً على ضرورة تبني المثقفين الليبيين خطاباً يستهدف بناء الدولة، ويتصدى للأفكار المتطرفة.
وانتهى أونيس إلى أهمية وجود «ملتقى ثقافي ينصهر فيه كل المثقفين والإعلاميين الليبيين من أنحاء البلاد، تحت اسم الثقافة تجمعنا، بهدف مواجهة التحديات».
وقال الحداد إن أونيس والفاخري تفاعلا مع هذه البادرة بشكل رائع وصادق وملموس، مما وفر أجواءً إيجابية رائعة لكل المثقفين الليبيين المشاركين في البرنامج الثقافي، وكل المتابعين والمهتمين، مشيراً إلى أن «الخطوات مستمرة بإذن الله لجعل الثقافة جسر تواصل وتوافق يساعد بلا شك في ترميم تصدعات الوطن».
وتجسيداً لروح التوحد بين مختلف أطياف المثقفين الليبيين، استضافت الهيئة العامة للثقافة، مساء أمس، حفلاً لتكريم عدد من الأدباء والكتاب والفنانين الليبيين الذين ساهموا في إثراء الحياة الفكرية والثقافية في ليبيا، بالإضافة إلى تكريم الأدباء والكتاب الذين شاركوا في إحياء البرنامج الثقافي الليبي بمعرض القاهرة الدولي.
كما أقيمت على هامش الحفل أمسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء الليبيين، ووجهت الدعوة إلى جميع الليبيين المقيمين في القاهرة لحضور الحفل.
ولم تقتصر مشاركات الليبيين على الجانب الأدبي والثقافي الذي اهتم بأدب الشباب ومبادراتهم، بل تنوعت إلى الجانب الفني، من خلال تقديم فرقة الجبل الليبية للفنون الشعبية، بالإضافة إلى حفلات توقيع الكتاب الليبيين على إصداراتهم الجديدة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.