الكشف عن سر جديد حول أمراض القلب

عادة ما يلجأ الباحثون إلى فئران التجارب في أبحاثهم العلمية، لكشف أسرار بعض الأمراض التي تصيب البشر، وذلك استناداً إلى عدة أسباب، منها أنّها تتشابه مع الإنسان في تشريح الأعضاء، ولكنّ الغريب هو الاستغناء عن الفئران في دراسة بريطانية نجحت في الوصول إلى دليل على أنّ أمراض القلب تبدأ من الرحم.
وتوصلت الدراسة التي أجراها فريق من جامعة كامبريدج البريطانية، ونشرت في أحدث أعداد مجلة «PLOS Biology» يوم 22 يناير (كانون الثاني) الجاري، إلى أنّ النسل الذي تعاني أمهاته من الحمل المعقد قد يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة.
ويقول د. دينو جيوساني، الباحث الرئيسي في الدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب اختيار الأغنام تحديداً، إنّه «عند العمل مع نماذج حيوانية على أمراض مثل اختلال وظائف القلب والأوعية الدّموية قبل الولادة، فإنّ المظهر الزّمني لنمو القلب والأوعية الدّموية بين الأنواع يعتبر مهما للغاية، لترجمة ما يحدث في الوضع السريري البشري». ويضيف: «انطلاقا من هذا المعيار، فإنّ الفئران ذات حجم معتدل، وتولد قبل أوانها، حيث يستمر نضج القلب والأوعية الدموية بعد الولادة، ويكتمل في الأسبوع الثاني من حياة ما بعد الولادة، وعلى النقيض من ذلك، تشترك الأغنام والبشر في مظاهر مماثلة لنمو القلب والأوعية الدموية، وبعض السلالات من الأغنام، مثل سلالة جبل ويلز، تلد في المقام الأول الحملان المفردة ذات الوزن المماثل للرضيع البشري، ومن ثمّ اختيارها على وجه التحديد لإجراء هذا البحث لأنّ النتائج يمكن أن تنعكس على الإنسان». وخلال الدراسة، اختبر الفريق البحثي إحدى حالات الحمل المعقدة، وهي نقص الأكسجين المزمن، ووجدوا أنّ نسل الأغنام الذي عانت أمهاته من هذه المشكلة، زادت لديه مؤشرات أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم والأوعية الدموية.