الأمراض المعوية الالتهابية تحمل «بصمة بكتيرية»

علماء سويسريون يعثرون على 18 صنفاً جديداً من البكتيريا المؤثرة على الالتهابات

TT

الأمراض المعوية الالتهابية تحمل «بصمة بكتيرية»

قال علماء سويسريون إنهم اكتشفوا أن التغيرات الحاصلة في تركيبة البكتيريا داخل الأمعاء لدى المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، تؤثر على حدة المرض كما تؤثر على نجاح علاجه.
وأضاف فريق من باحثين في قسم الأبحاث البيولوجية الطبية بجامعة بيرن وفي عيادة جراحة الأحشاء والطب في المستشفى الجامعي (إنسيلسبيتال) في بيرن، أن هذا الاكتشاف سيوفر قاعدة جديدة لتحسين التعامل العلاجي مع الأمراض المعوية.
وتحيا أعداد هائلة من البكتيريا داخل أمعاء الإنسان، وهي لا تتسبب في إحداث الأمراض كما أنها تتمتع بأهمية كبرى للحفاظ على صحة الأمعاء. ويحدث اختلال في توازن البكتيريا المعوية المفيدة إما بسبب السلوكيات الغذائية السيئة وإما نتيجة الأعراض الجانبية للأدوية وغيرها من الأسباب. وعند حصول الاختلال فإن وظائف البكتيريا الداعمة للصحة تختلّ أيضاً، وعند ذلك يحدث التفاعل السيئ بين الجسم والبكتيريا المعوية، مسبباً حدوث الأمراض خصوصاً الالتهابات المعوية.
وقال العلماء إن هناك شكلين مختلفين من الأمراض المعوية الالتهابية: مرض كرون، أو المرض الجوفي الذي يؤثر على أجزاء كبيرة من الأمعاء الدقيقة، ومرض التهاب القولون التقرحي في الأمعاء الغليظة. ويؤثر هذان النوعان على 30 من كل 100 ألف شخص في أوروبا وأميركا الشمالية.
وقد سجلت سويسرا ازدياداً ملحوظاً في هذين المرضين، إذ ارتفع عدد الإصابات من 12000 مريض عام 2004 إلى 20000 عام 2014، وبما أن هذين المرضين يظهران قبل سن 35 عاماً، فإنهما يؤديان إلى تغير ملحوظ في جودة الحياة والقدرة على العمل.
وقدم العلماء برئاسة كل من البروفسور أندريو مكفيرسون ويلماز وباسكال جوليرات، في نتائج دراستهم المنشورة في مجلة «نيتشر ميديسن» شرحاً للعلاقة الرابطة بين البكتيريا المعوية وبين المرضين لدى المصابين بهما. وقالوا إنهم اكتشفوا أن تغيرات تحصل على بعض أنواع البكتيريا المعوية تؤدي إلى العودة الحادة للمرض الذي لا تتمكن الأدوية من معالجته، بل وحتى عودة المرض لدى الأشخاص المصابين بمرض كرون الذين خضعوا لجراحات استئصال قسم من الأمعاء الدقيقة بهدف التخلص منه.
ودرس العلماء حالات 270 من المصابين بمرض كرون و232 بالتهاب القولون التقرحي، إضافة إلى 227 من الأشخاص الأصحاء، ودققوا في البكتيريا المعوية وتطور المرض لديهم وكيفية استجابة المرضى للعلاج. وحلل العلماء بيانات من عينات البكتيريا المعوية لدراسة سويسرية شاملة حول الأمراض المعوية الالتهابية، وبيانات من مستشفيات.
وأظهر تحليل العينات أن الميكروبات الموجودة لدى المصابين بهذين المرضين تختلف بشدة عن الميكروبات الموجودة لدى الأصحاء نتيجة ازدياد بعض أنواع البكتيريا التي تحفز على ظهور المرض أو تزيد من شدته. ووجد العلماء 18 صنفاً جديداً من البكتيريا التي تؤثر على سيرورة المرض. كما أشاروا إلى أن جسم المريض وعمره ونمط حياته ونوع العلاج تؤثر بقوة على هذه الميكروبات المعوية.
وقال البروفسور مكفيرسون: «وجدنا أن مجموعات البكتيريا المختلفة تحيا مرتبط بعضها ببعض في مجموعات متميزة، وأن أي إخلال بهذه المجموعات لأنواع من البكتيريا يؤثر على سيرورة المرض... إن كل مجموعة من البكتيريا المعينة مثلها مثل المجموعة السكانية في المدن يجب أن يكون لها مكانها داخل الأمعاء لكي تظل الأمعاء سليمة وصحية». وأضاف أن «واحدة من هذه المجموعات مهمة بشكل كبير لأن أعضاءها من البكتيريا المختلفة تفرز سلسلة قصيرة من الأحماض الدهنية التي تغذي خلايا بطانة الأمعاء وهو ما يؤهل الأمعاء لتكوين جدار متين محكم لاحتواء ما يوجد داخلها».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.