قال علماء سويسريون إنهم اكتشفوا أن التغيرات الحاصلة في تركيبة البكتيريا داخل الأمعاء لدى المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، تؤثر على حدة المرض كما تؤثر على نجاح علاجه.
وأضاف فريق من باحثين في قسم الأبحاث البيولوجية الطبية بجامعة بيرن وفي عيادة جراحة الأحشاء والطب في المستشفى الجامعي (إنسيلسبيتال) في بيرن، أن هذا الاكتشاف سيوفر قاعدة جديدة لتحسين التعامل العلاجي مع الأمراض المعوية.
وتحيا أعداد هائلة من البكتيريا داخل أمعاء الإنسان، وهي لا تتسبب في إحداث الأمراض كما أنها تتمتع بأهمية كبرى للحفاظ على صحة الأمعاء. ويحدث اختلال في توازن البكتيريا المعوية المفيدة إما بسبب السلوكيات الغذائية السيئة وإما نتيجة الأعراض الجانبية للأدوية وغيرها من الأسباب. وعند حصول الاختلال فإن وظائف البكتيريا الداعمة للصحة تختلّ أيضاً، وعند ذلك يحدث التفاعل السيئ بين الجسم والبكتيريا المعوية، مسبباً حدوث الأمراض خصوصاً الالتهابات المعوية.
وقال العلماء إن هناك شكلين مختلفين من الأمراض المعوية الالتهابية: مرض كرون، أو المرض الجوفي الذي يؤثر على أجزاء كبيرة من الأمعاء الدقيقة، ومرض التهاب القولون التقرحي في الأمعاء الغليظة. ويؤثر هذان النوعان على 30 من كل 100 ألف شخص في أوروبا وأميركا الشمالية.
وقد سجلت سويسرا ازدياداً ملحوظاً في هذين المرضين، إذ ارتفع عدد الإصابات من 12000 مريض عام 2004 إلى 20000 عام 2014، وبما أن هذين المرضين يظهران قبل سن 35 عاماً، فإنهما يؤديان إلى تغير ملحوظ في جودة الحياة والقدرة على العمل.
وقدم العلماء برئاسة كل من البروفسور أندريو مكفيرسون ويلماز وباسكال جوليرات، في نتائج دراستهم المنشورة في مجلة «نيتشر ميديسن» شرحاً للعلاقة الرابطة بين البكتيريا المعوية وبين المرضين لدى المصابين بهما. وقالوا إنهم اكتشفوا أن تغيرات تحصل على بعض أنواع البكتيريا المعوية تؤدي إلى العودة الحادة للمرض الذي لا تتمكن الأدوية من معالجته، بل وحتى عودة المرض لدى الأشخاص المصابين بمرض كرون الذين خضعوا لجراحات استئصال قسم من الأمعاء الدقيقة بهدف التخلص منه.
ودرس العلماء حالات 270 من المصابين بمرض كرون و232 بالتهاب القولون التقرحي، إضافة إلى 227 من الأشخاص الأصحاء، ودققوا في البكتيريا المعوية وتطور المرض لديهم وكيفية استجابة المرضى للعلاج. وحلل العلماء بيانات من عينات البكتيريا المعوية لدراسة سويسرية شاملة حول الأمراض المعوية الالتهابية، وبيانات من مستشفيات.
وأظهر تحليل العينات أن الميكروبات الموجودة لدى المصابين بهذين المرضين تختلف بشدة عن الميكروبات الموجودة لدى الأصحاء نتيجة ازدياد بعض أنواع البكتيريا التي تحفز على ظهور المرض أو تزيد من شدته. ووجد العلماء 18 صنفاً جديداً من البكتيريا التي تؤثر على سيرورة المرض. كما أشاروا إلى أن جسم المريض وعمره ونمط حياته ونوع العلاج تؤثر بقوة على هذه الميكروبات المعوية.
وقال البروفسور مكفيرسون: «وجدنا أن مجموعات البكتيريا المختلفة تحيا مرتبط بعضها ببعض في مجموعات متميزة، وأن أي إخلال بهذه المجموعات لأنواع من البكتيريا يؤثر على سيرورة المرض... إن كل مجموعة من البكتيريا المعينة مثلها مثل المجموعة السكانية في المدن يجب أن يكون لها مكانها داخل الأمعاء لكي تظل الأمعاء سليمة وصحية». وأضاف أن «واحدة من هذه المجموعات مهمة بشكل كبير لأن أعضاءها من البكتيريا المختلفة تفرز سلسلة قصيرة من الأحماض الدهنية التي تغذي خلايا بطانة الأمعاء وهو ما يؤهل الأمعاء لتكوين جدار متين محكم لاحتواء ما يوجد داخلها».
الأمراض المعوية الالتهابية تحمل «بصمة بكتيرية»
علماء سويسريون يعثرون على 18 صنفاً جديداً من البكتيريا المؤثرة على الالتهابات
الأمراض المعوية الالتهابية تحمل «بصمة بكتيرية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة