غصن في الطريق لخسارة آخر أوراقه

باريس تطالب «رينو» بتعيين خلف له... ومحاموه يطعنون على رفض الإفراج عنه

صورة أرشيفية لكارلوس غصن
صورة أرشيفية لكارلوس غصن
TT

غصن في الطريق لخسارة آخر أوراقه

صورة أرشيفية لكارلوس غصن
صورة أرشيفية لكارلوس غصن

بينما يجري وفد رفيع من شركة «رينو» الفرنسية مباحثات تتعلق بمستقبل التحالف مع شريكتها اليابانية «نيسان»، بعد توقيف رئيس الشركتين ورئيس التحالف كارلوس غصن في طوكيو، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي باتهامات مالية، تبدو «رينو» في طريقها لاتباع مسار شركائها «نيسان موتورز» و«ميتسوبيشي موتورز»، في عزل غصن من رئاستها، وربما رئاسة التحالف. وتقدم محامو غصن أمس بطعن على قرار محكمة طوكيو الجزئية برفض الإفراج عنه بكفالة.
وصرح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، بأن الدولة الفرنسية، المساهم الأكبر في شركة «رينو»، طلبت عقد اجتماع لمجلس إدارة مجموعة صناعة السيارات «في الأيام المقبلة» لتعيين رئيس لمجلس إدارتها، خلفاً لغصن الموقوف منذ شهرين في اليابان.
وقال لومير في تصريحات لقناة «إل سي آي» مساء الأربعاء، إن «الدولة بصفتها مساهماً أساسياً، ترغب في دعوة مجلس إدارة (رينو) إلى الاجتماع في الأيام المقبلة لتأمين إدارة جديدة دائمة». ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أنه سيتم تعيين رئيس جديد للمجموعة بدلاً من غصن، قال الوزير الفرنسي: «بالتأكيد».
ويتهم القضاء الياباني غصن الموقوف منذ 19 نوفمبر، بإخفاء إيرادات عن سلطات البلاد، وباستغلال الثقة، وبالإعلان عن مداخيل أقل من الواقع لمصلحة الضرائب. وقد يحكم عليه بالسجن 15 عاماً، ويتوقع أن يبقى موقوفاً حتى مثوله أمام القضاء خلال أشهر.
وقال لومير للشبكة نفسها: «قلت دائماً - وأذكر بقرينة البراءة لكارلوس غصن - إنه إذا كان يجب استبداله لفترة طويلة، فعلينا الانتقال إلى مرحلة جديدة، وهذا ما وصلنا إليه». وأضاف أنه «في هذه المرحلة الجديدة، نحتاج الآن إلى إدارة جديدة دائمة لـ(رينو)». وتابع: «طلبت بشكل واضح وكمساهم أساسي، دعوة مجلس إدارة (رينو) إلى الانعقاد في الأيام المقبلة».
والدولة الفرنسية هي المساهم الأول في «رينو» بنسبة 15.01 في المائة من رأسمالها. وتملك «نيسان» اليابانية 15 في المائة من المجموعة، من دون أن تتمتع بحق التصويت في جمعياتها العامة. أما «رينو» فتملك 43 في المائة من «نيسان»، بعدما أنقذتها من الإفلاس قبل نحو عشرين عاماً.
ولم يوضح لومير ما إذا كان رئيس مجلس «رينو» المقبل سيتولى أيضاً رئاسة مجلس تحالف «رينو نيسان ميتسوبيشي»؛ لكنه رفض بشكل واضح إعادة توزيع المساهمات داخل هذا التحالف، الذي يتصدر مجموعات صناعة السيارات في العالم.
وحتى توقيفه، كان غصن رئيساً لمجلس إدارة «رينو» ومديرها العام، ورئيساً للتحالف الثلاثي، ورئيساً لمجلسي إدارتي «نيسان وميتسوبيشي موتورز». ويزور مسؤولون فرنسيون طوكيو ليجروا محادثات مع المسؤولين في ملف «رينو - نيسان»، ما يوحي بالسعي إلى تسريع عملية تعيين خلف لغصن.
وقال مكتب وزير الاقتصاد الفرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الوفد «موجود هنا من أجل مستقبل تحالف (رينو نيسان ميتسوبيشي)». وأضاف المصدر نفسه: «نعمل على الملف، آخذين بعين الاعتبار الجدول الزمني القضائي».
وفي غضون ذلك، تقدم محامو غصن أمس بطعن على قرار محكمة طوكيو الجزئية، برفض الإفراج عنه بكفالة. وكانت المحكمة قد رفضت الثلاثاء الإفراج بكفالة عن غصن، المحتجز منذ نحو شهرين، منذ أن تم القبض عليه لاتهامه بارتكاب مخالفات مالية.
وكان ممثلو الادعاء في طوكيو قد وجهوا اتهامات لغصن ومساعده غريغ كيلي، وشركة «نيسان» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تتعلق بتعمد غصن تخفيض قيمة راتبه بواقع 5 مليارات ين (44 مليون دولار) في الفترة من 2011 إلى 2015. وتم توجيه اتهامات مجدداً لغصن وكيلي وشركة «نيسان»، الجمعة الماضي، تتعلق بتعمد غصن إخفاء جزء من راتبه خلال ثلاثة أعوام حتى مارس (آذار) 2018، كما يواجه غصن تهمة خرق الثقة.
وكانت شركتا «نيسان» و«ميتسوبيشي» قد عزلتا غصن من رئاستهما خلال اجتماعات لمجلس إدارة الشركتين، عقب اعتقاله في نوفمبر الماضي.


مقالات ذات صلة

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.