خلصت دراسة حديثة مشتركة بين مجلة «لانسيت» البريطانية ومركز EAT البحثي في النرويج إلى أن العالم في حاجة لنظام غذائي جديد لحماية البشر والكوكب على حد سواء.
وشارك في الدراسة التي اقترحت نظاما غذائيا كوكبيا جديدا 37 متخصصا من 16 دولة في تخصصات الصحة والتغذية والمناخ والاستدامة والاقتصاد وأنظمة الغذاء. وتشير الدراسة إلى أن سكان العالم يتناولون كميات من اللحوم والسكر تزيد على حاجتهم وفي الوقت نفسه لا يتناولون الكافي من أغذية أخرى مثل المكسرات والفواكه والخضراوات. ومع وجود نحو 3 مليارات شخص يعانون من سوء التغذية، (يشمل ذلك من يعانون من قلة التغذية أو زيادتها) خلصت الدراسة إلى وجوب إحداث تغيير جذري في إنتاج واستهلاك الغذاء بهدف «تحسين المستوى الصحي وتفادي أضرار كارثية على الكوكب».
وأضافت الدراسة أن إحداث التغيير في أسلوب غذاء المليارات من البشر يتطلب «خفض معدل الاستهلاك العالمي من أغذية مثل اللحوم الحمراء والسكر بمعدل 50 في المائة وفي الوقت نفسه مضاعفة استهلاك الخضراوات والفواكه والمكسرات».
وبحسب ما نقلت وكالة «رويترز» فقد خلص الباحثون إلى أن نظام «الصحة الكوكبية» الغذائي قد ينقذ أكثر من 11 مليون شخص من الموت المبكر كل عام، بالإضافة إلى أنه سيسهم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وسيحمي مزيدا من الأراضي والمياه والتنوع البيولوجي.
وقال تيم لانغ الأستاذ في جامعة لندن البريطانية الذي شارك في الإشراف على البحث: «الطعام الذي نتناوله والكيفية التي ننتجه بها تحددان صحة الناس والكوكب، ونحن حاليا نتعامل مع ذلك بشكل خاطئ على نحو خطير».
وأضاف أن إطعام عدد سكان متزايد يقدر بنحو 10 مليارات شخص بحلول عام 2015، وفقا لنظام حمية صحي ومستدام سيكون مستحيلا من دون تغيير العادات الغذائية وتحسين إنتاج الغذاء وتقليل إهداره.
وقال لانغ: «نحتاج إلى إصلاح كبير، وإلى تغيير النظام الغذائي العالمي على نطاق غير مسبوق».
وترتبط كثير من الأمراض المزمنة التي تهدد الحياة بالأنظمة الغذائية السيئة، ومن بينها السمنة والسكري وسوء التغذية وعدة أنواع من السرطان.
وقال الباحثون إن الأنظمة الغذائية غير الصحية تتسبب حاليا في عدد وفيات وحالات مرضية في جميع أنحاء العالم بقدر أكبر مما تسببه عدة عوامل مجتمعة وهي الممارسة غير الآمنة للجنس وتعاطي الكحول والمخدرات والتبغ.
ووفقا لهذا النظام، فإنه ينبغي خفض متوسط الاستهلاك العالمي لأطعمة مثل اللحوم الحمراء والسكر بنسبة 50 في المائة، في حين ينبغي مضاعفة استهلاك المكسرات والفواكه والخضراوات والبقوليات.
وبالنسبة للأقاليم الجغرافية كل على حدة، فإن هذا النظام يعني تغييرات أشد تأثيرا. فسكان أميركا الشمالية على سبيل المثال يأكلون ما يزيد 6.5 مرة على الكمية الموصى بها من اللحوم الحمراء، في حين أن سكان جنوب آسيا يتناولون فقط نصف الكمية التي يقترحها النظام الغذائي الكوكبي.
وستحتاج تلبية الأهداف التي يقترحها النظام للمزروعات النشوية مثل البطاطا والكسافا إلى تغييرات كبيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث يزيد ما يأكله الناس في المتوسط 7.5 مرة على الكمية المقترحة.
وسلم الباحثون، الذين عرضوا النظام الغذائي في لقاء إعلامي أمس الأربعاء، بأن الأمل في حمل الجميع في العالم على تبني هذا النظام الغذائي، يمثل مبالغة في الطموح لأسباب ليس أقلها التفاوت العالمي الواسع في توزيع الغذاء. وقال وولتر ويليت من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة: «أكثر من 800 مليون شخص لا يتناولون غذاء كافيا في حين يستهلك كثيرون نظاما غذائيا غير صحي يسهم في الوفاة المبكرة والمرض». وأضاف: «إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك، فمن الأفضل أن نحاول الاقتراب منه قدر الإمكان».
حماية للبشر والأرض... دراسة تقترح تغيير النظام الغذائي في العالم
شارك فيها 37 متخصصاً من 16 دولة وتدعو إلى خفض استهلاك اللحوم والسكر للنصف
حماية للبشر والأرض... دراسة تقترح تغيير النظام الغذائي في العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة