بولندا توجّه اتهامات بالتجسس لصيني يعمل في «هواوي»

بولندا توجّه اتهامات بالتجسس لصيني يعمل في «هواوي»
TT

بولندا توجّه اتهامات بالتجسس لصيني يعمل في «هواوي»

بولندا توجّه اتهامات بالتجسس لصيني يعمل في «هواوي»

تتركز الاتهامات الأميركية الموجهة للمديرة التنفيذية لشركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية منغ وان تشو، التي ألقت السلطات الكندية القبض عليها الشهر الماضي وأطلق سراحها بكفالة، بأنها خالفت العقوبات التي تفرضها واشنطن على عدد من الدول. وأثار القبض على منغ بناء على أمر أميركي باحتجازها ضجة في الصين. وجاءت في وقت يشهد توترات متصاعدة على الصعيدين التجاري والعسكري بين واشنطن وبكين ووسط مخاوف من جانب المخابرات الأميركية من أن معدات الاتصالات التي تنتجها «هواوي» تحتوي على «أبواب خلفية» للتجسس لحساب الصين. ونفت الشركة مراراً هذه الاتهامات. ومع ذلك، فقد منعت أستراليا ونيوزيلندا في الآونة الأخيرة «هواوي» من بناء شبكات الهواتف الجوالة من الجيل التالي في البلدين، كما أبدت السلطات البريطانية مخاوف في هذا الصدد.
وفي تطور لافت، ألقت السلطات البولندية أمس (الجمعة)، القبض على موظف صيني في شركة «هواوي» ومواطن بولندي متخصص في الأمن الإلكتروني، لاتهامهما بالتجسس، وهو ما يعمق الجدل بشأن الانتقادات الغربية لشركة تكنولوجيا الاتصالات الصينية العملاقة. وذكرت محطة «تي في بي» التلفزيونية البولندية، أن أجهزة الأمن فتشت المكاتب المحلية لشركة «هواوي تكنولوجيز» ومكاتب بولندية تابعة لشركة «أورانج» للاتصالات. ودفعت الاتهامات الأميركية للشركة مجموعة من الدول والشركات الغربية لمراجعة السماح باستخدام معدات تصنعها «هواوي» في شبكاتها للاتصالات. وأعلن مسؤول في جهاز الأمن الداخلي البولندي، الجمعة، أنه تم توقيف بولندي ورجل أعمال صيني بشبهة التجسس، بينما أكدت وسائل إعلام أن الصيني هو مسؤول في شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي». وأعلن نائب الوزير منسق جهاز الأمن الداخلي ماسي فاسيك، أن «بولندياً وصينياً أوقفا بتهمة التجسس. الصيني رجل أعمال يعمل لدى مجموعة كبيرة للصناعات الإلكترونية»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء البولندية.
وذكر كثير من وسائل الإعلام البولندية من بينها القناة الخاصة «بولسات نيوز» والرسمية «تي في بي إنفو»، أن المشتبه به الصيني هو أحد مديري فرع شركة «هواوي» في بولندا. أما البولندي فهو خبير بأمن تكنولوجيا المعلومات وضابط سابق في جهاز الأمن الداخلي البولندي. وأكد فاسيك أن البولندي «شخص معروف في مجال تكنولوجيا المعلومات»، مضيفاً أن التحقيق «يجري منذ وقت طويل وبكثير من العناية». وقد حدّدت المحكمة بـ3 أشهر فترة توقيف الرجلين ويجينغ دبليو وبيوتر د، كما أكد المتحدث باسم وزارة تنسيق جهاز الأمن ستانيسلاف زارين، الذي أعلن فقط عن الاسم الأول للرجلين والحرف الأول من اسم العائلة، بما يتوافق مع القانون البولندي.
وعبرت بكين الجمعة، عن «قلقها» بعد اعتقال بولندا صينياً بتهم التجسس، في ظل تنامي الجدل في دول غربية بشأن نشاطات الشركة العملاقة. وحثت وزارة الخارجية الصينية «الدولة المعنية» على ضمان الحقوق المشروعة للشخص المعني والتعامل مع القضية «بإنصاف» وبما يتماشى مع القانون.
واتهم سفير الصين لدى كندا باتخاذ أوتاوا «معايير مزدوجة» بسبب «الغطرسة الغربية وسيادة ذوي البشرة البيضاء»، وذلك على خلفية الخلاف الدبلوماسي. وكان قد تم اعتقال رجل الأعمال المقيم في الصين مايكل سبافور، والدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريج، بتهمة «تعريض الأمن القومي للخطر»، وذلك بعد أيام من قيام مسؤولين كنديين بإلقاء القبض على منغ. وفي مقال افتتاحي يوم الأربعاء لصحيفة «ذا هيل تايمز» التي تصدر في أوتاوا، زعم السفير لو شايي، أن كندا ودولاً غربية أخرى تطالب بإطلاق سراح كوفريج وسبافور، تتجاهل سيادة القضاء الصيني. وكتب لو: «ومع ذلك، عند احتجاز كندا السابق وغير المبرر لمنغ، بناء على طلب من الولايات المتحدة، كان لهؤلاء الأشخاص أنفسهم تصريحات مختلفة تماماً». وأضاف: «يبدو أن المواطنين الكنديين فقط - بالنسبة لبعض الناس - هم الذين يجب أن يحصلوا على معاملة إنسانية، وأن تعتبر حريتهم قيمة، بينما لا يستحق الشعب الصيني ذلك». واتهم السفير الصيني دولاً مثل كندا والولايات المتحدة وبريطانيا، بأنها نصبت نفسها ممثلة للمجتمع الدولي، وتتجاهل الدول غير الغربية.


مقالات ذات صلة

بكين تتهم امرأة يابانية بالتجسس بسبب أنشطتها في طوكيو

آسيا يابانيون في شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)

بكين تتهم امرأة يابانية بالتجسس بسبب أنشطتها في طوكيو

اعتقلت الصين امرأة يابانية عام 2015 بتهمة التجسس لمصلحة طوكيو، فيما تمثل أول حالة معروفة صارت فيها الإجراءات المتخذة في طوكيو أساسية للملاحقة القضائية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية صورة في 27 ديسمبر 2024 في هرتسليا بإسرائيل تُظهر أفراداً من الشرطة في موقع عملية طعن (د.ب.أ)

توقيف إسرائيلي للاشتباه بتجسسه لصالح إيران

أفاد تقرير إخباري بأن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على مواطن يُشتبه في عمله جاسوساً لصالح إيران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

سجن امرأة متهمة بالخيانة في القرم 15 عاماً

حُكم على امرأة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة؛ على خلفية عملها لحساب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جاء في الحكم على المواطن الأميركي جين سبيكتور أنه سيقضي عقوبته بـ«منشأة سجون بنظام صارم» بعد محاكمة جرت عبر جلسات مغلقة (رويترز)

الحكم على أميركي بالسجن 15 عاماً في روسيا بتهمة «التجسس»

قضت محكمة روسية، اليوم (الثلاثاء)، بسجن المواطن الأميركي جين سبيكتور، 15 عاماً في إطار قضية «تجسس» لا تزال تفاصيلها غامضة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوكرانيا تكشف 12 عميلاً يتجسسون لصالح روسيا (أ.ف.ب)

أوكرانيا: كشفنا 12 عميلاً يتجسسون لصالح روسيا على دفاعنا الجوي

قال جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو)، الثلاثاء، إنه كشف 12 عميلاً يتجسسون لصالح روسيا لرصد مواقع مقاتلات «إف - 16» وأنظمة الدفاع الجوي في أنحاء أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.