الجيش الإسرائيلي يقتحم رام الله وينفذ أعمال تخريب

فلسطينيون يستهدفون المجمع التجاري الاستيطاني الجديد

جنود إسرائيليون خلال اقتحام رام الله أمس (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال اقتحام رام الله أمس (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقتحم رام الله وينفذ أعمال تخريب

جنود إسرائيليون خلال اقتحام رام الله أمس (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال اقتحام رام الله أمس (أ.ب)

لليوم الثامن على التوالي تواصل قوات الجيش الإسرائيلي اقتحام البلدات التابعة للسلطة الفلسطينية، ويوم أمس الأربعاء توغلت هذه القوات في قلب مدينة رام الله ووصلت إلى مواقع قريبة من مقر الرئاسة في المقاطعة، وتصدى لها عشرات الشبان ووقعت مواجهات أسفرت عن إصابات واعتقالات.
وتنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها تحت ذريعة «مصادرة كاميرات الشوارع والمحال التجارية لفحص نشاطات إرهابية». وقد داهمت عشرات المجمعات التجارية والعمارات السكنية والمكاتب، بشكل خاص في قلب مدينة رام الله وسوقها المركزي وفي حي أم الشرايط المشترك بين رام الله والبيرة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاطي ووابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب بإصابة 3 شبان بالرصاص المطاطي نقلوا على إثرها إلى مستشفى رام الله الحكومي لتلقي العلاج، فيما عولج عدد من حالات الاختناق بالغاز ميدانيا.
من جهة ثانية، استهدف شبان فلسطينيون مساء الثلاثاء المجمع التجاري الإسرائيلي الجديد، لصاحبه رامي ليفي، بعد ساعات من افتتاحه. والمجمع مقام على أرض مصادرة من أراضي قرية بيت حنينا، شمالي القدس المحتلة، في طريق قلنديا، وصاحبه معروف كمقرب من اليمين ومتبرع سخي للمستوطنات. وقد هاجمه الشبان الفلسطينيون بزجاجات حارقة، ما أدى إلى حالة من الهلع أدت إلى هروب المتسوقين. وأكدت المصادر الفلسطينية أن شباناً من بلدة الرام ألقوا الزجاجات الحارقة تجاه المتجر من خلف الجدار شمال القدس. وحضرت قوات من الشرطة الإسرائيلية إلى المكان الذي يقع خلف جدار الفصل العنصري مباشرة، في المنطقة الصناعية الاستيطانية «عطروت».
وكانت القوى الوطنية التي تكافح الاستيطان قد حذرت الفلسطينيين من التعامل مع هذا المجمع، معتبرة أنه لاستيطاني وأن الاقتناء منه يعني دعما لاقتصاد الاحتلال وضربا للاقتصاد الفلسطيني.
وفي حادث آخر، أصيبت مستوطنة يهودية، أمس الأربعاء، بجروح عقب إلقاء شاب مطرقة على مركبتها بالقرب من مستوطنة «معالي ليفونا» قرب قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس. واخترقت المطرقة الزجاج الأمامي للمركبة ما أدى إلى إصابة المستوطنة بجروح طفيفة، وهرعت إلى المكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال ونجمة داود الحمراء، حيث تم تقديم العلاج الأولي للمستوطنة. وأغلقت قوات الاحتلال الشارع وبدأت عمليات بحث وتفتيش عن ملقي المطرقة.
وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وثّقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، 101 اعتداء إسرائيلي على المقدسات ودور العبادة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2018، وذكرت الوزارة في تقرير لها، أمس الأربعاء، أن الاحتلال نفّذ أكثر من 30 اقتحاماً للمسجد الأقصى، كما منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل.
وباقي الاعتداءات توزّعت بين الحفريات الإسرائيلية تحت الأرض خاصة في بلدة سلوان (جنوب القدس) واقتحام المقامات، ومسيرات استفزازية في البلدة القديمة بالقدس، وحملات اعتقالات وقرارات إبعاد عن الأقصى، وخط شعارات عنصرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.