مصر: الإعلان عن بث الأذان الموحد يُعيد الجدل

TT

مصر: الإعلان عن بث الأذان الموحد يُعيد الجدل

في محاولة من وزارة الأوقاف المصرية لتوحيد الأذان حتى تقضي على الأصوات غير المقبولة التي تصدر من بعض المؤذنين في المساجد، أعلنت الوزارة أنه سيتم نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي بث تجريبي للأذان الموحد بصوت مميز وشرعي، وذلك بعد تسوية المشكلات الفنية لنظام الأذان الموحد, لتعيد بذلك الجدل من جديد حول التجربة التي تم تطبيقها في مساجد بالقاهرة عام 2011؛ لكنها لم تستمر. وأكد مصدر في الأوقاف، أن «الفكرة تهدف إلى تقليل الأخطاء في المساجد، وإنهاء الخلل في التوقيت بين المساجد بعضها البعض، وتوفير صوت جيد يسمعه كل المصريين في وقت واحد».
وتعد تجربة وزارة الأوقاف في الأذان الموحد هي الثانية، بعد عدم نجاح التجربة الأولى في 2011، والتي واجهت هجوماً كبيراً من جماعات الإسلام السياسي حينها.
وفي يناير عام 2018 وبعد مطالبات كثيرة بضرورة إكمال التجربة، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، «إطلاق البث التجريبي للأذان الموحد، وراهن على نجاح التجربة دون خلل، عبر اختيار أصوات متميزة لرفع شعيرة الأذان الموحد»؛ لكن لم يتم التطبيق حتى الآن دون ذكر الأسباب - بحسب المراقبين.
وانتقد حينها عدد من نواب البرلمان المصري فكرة الأذان الموحد، واعتبروها تتنافى مع مسألة روحانيات المؤذن والأذان، خاصة وأن كل منطقة اعتادت على صوت معين، وكل أهل إقليم وكل مسجد رواده تعودا على صوت، فلا يجوز إجبارهم على أذان موحد تحت أي مبرر من المبررات. وقال النواب حينها إن «تطبيق الأذان الموحد يصلح لمدينة القاهرة فقط، ولا يصلح لباقي محافظات مصر».
إلا أن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أكد في تصريحات له أن «الفكرة سوف تقدم مزيداً من الضبط والارتقاء في العمل الدعوى، وتعظم قيمة الشعائر الدينية والمساجد في نفوس الناس، وتحقق مزيداً من الوحدة تحت مظلة نداء واحد للصلاة، لتلبية نداء الحق بصوت يثير الجلال في النفوس والخشوع في القلوب». ورجح المصدر في الأوقاف نفسه، أن يبدأ تطبيق الأذان هذه المرة في مسجد «الإمام الحسين» بوسط العاصمة القاهرة، بمشاركة 3 جهات هي «الأوقاف، والهيئة العربية للتصنيع، وإذاعة القاهرة الكبرى».
وأقرت وزارة الأوقاف المصرية فكرة «الأذان الموحد» داخل القاهرة عام 2011، وطبق حينها في عدد من مساجد أحياء مصر الجديدة ومدينة نصر (شرق القاهرة) خلال شهر رمضان؛ لكن الفكرة لم يتم تعميمها، وعانت من مشكلات كثيرة في تطبيقها، واضطرت وزارة الأوقاف إلى وقفها، بعد أن ظل وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق يحارب داخل البرلمان للانتصار لفكرة الأذان الموحد. وأكد مراقبون أن «توقف بعض أجهزة الاستقبال، وفقدان شفرة البث لدى بعض الأجهزة، وحدوث أخطاء فنية وتقنية في أماكن متعددة نتيجة ارتفاع الكتل العمرانية، حالت دون تنفيذ الفكرة وقتها».
من جهته، قال المصدر في الأوقاف لـ«الشرق الأوسط» إن «الأذان الموحد تم تنفيذه في القاهرة الكبرى عام 2011، وعندما ظهرت بعض الأصوات التي تعارض هذه الفكرة من جماعات الإسلام السياسي، صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية تؤكد شرعية توحيد الآذان، وكان يرفع من إذاعة القاهرة الكبرى بصوت مؤذن من الوزارة، وكان هناك جهاز في كل مسجد يستقبل الأذان».
موضحاً أن الأذان لم يكن مسجلاً؛ لكن كان يتم عبر مؤذن من الوزارة يوجد في إذاعة القاهرة الكبرى، وكان يتم تخصيص مؤذن أساسي وآخر بديلاً له في حال غيابه، لافتاً أن «السلبيات كانت من الناحية الهندسية، وكانت الأعطال كثيرة؛ لكن الأحياء الراقية كانت أكثر تقبلاً للفكرة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.