بعد أن أقدمت قوات الشرطة الإسرائيلية، صباح أمس (الخميس)، على إخلاء المباني المتنقلة (الكرافانات) التي نصبت في موقع البؤرة الاستيطانية «عمونا»، تجنّد قادة المستوطنين واليمين اليهود المتطرف على اختلاف ألوانه، للمطالبة بهدم وإخلاء قرية الخان الأحمر الفلسطينية.
وتوجّه أحد قادة حزب «كهانا» المحظور، المحامي ميخائيل بن آري، إلى قرية الخان الأحمر، وتظاهر هناك ضد الحكومة، واتهم رئيسها بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق لحزب البيت اليهودي الاستيطاني، نفتالي بنيت، بـ«بيع أرض إسرائيل للأعداء الفلسطينيين». وقال: «على طول الطريق ما بين القدس وغور الأردن توجد عشرات التجمعات البدوية المماثلة لتجمع الخان الأحمر، أقامها الفلسطينيون ضمن مخطط القضاء على إسرائيل». واتهم نتنياهو وبنيت بأنهما «يمارسان لعبة انتخابية ولا يكترثان للحق اليهودي التاريخي».
وقال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش (البيت اليهودي)، الذي شارك في نصب الكرافانات في البؤرة الاستيطانية، إن «رئيس الحكومة غير قادر على إخلاء الخان الأحمر. ويعرض نفسه كرئيس حكومة يمين، ولكنه يمس بالاستيطان المرة تلو المرة».
وكانت قوات الشرطة وحرس الحدود قد داهمت المستوطنين في عمونا، صباح أمس، لإخلائهم، فرفضوا. ودفعوا بمجموعة من الفتية لمواجهتهم. وتحصن عشرات المستوطنين في المكان، ودخلوا في مواجهات مع قوات الشرطة وحرس الحدود. وأُصيب خلال المواجهات ثلاثة مستوطنين وواحد وعشرون فرداً من عناصر الأمن بجروح طفيفة، كما تم اعتقال مستوطنين.
وتنصل وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، أمام المستوطنين من هذه العملية، وقال إنه لم يكن يعمل بقرار الإخلاء، وإنه يرجح «أن يكون قد صدر في الشرطة خلال ساعات الليل الماضية، تنفيذاً لقرار المحكمة».
المعروف أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية كانت قد أمرت بإخلاء البؤرة الاستيطانية قبل سنتين، كونها تقوم على أراض فلسطينية خاصة. وقبل إخلائها، صادق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) على قانون يمنح «الشرعية» للاستيطان على أرض فلسطينية خاصة، لكن لم يكن من الممكن تطبيق القانون بأثر تراجعي. وأجبرت الحكومة على إخلائها.
وفي تعويض للمستوطنين هناك، تمت إقامة حي كبير لهم في مستعمرة عوفرا جنوب بيت لحم، وقامت بإغلاق الطريق أمام الفلسطينيين، وأعلنت عنها «منطقة عسكرية مغلقة»، ولكن على أرض الواقع فإن هذه المنطقة مغلقة أمام الفلسطينيين فقط؛ فقد وصل المستوطنون إلى المكان الشهر الماضي، وادعوا أنهم يمتلكون الأرض التي أُقيمَت عليها البؤرة الاستيطانية، وأعادوا بناء البيوت المؤقتة، احتجاجاً على قرار نتنياهو تجميد إخلاء الخان الأحمر.
وأعلنت الحكومة أنها ستخلي البؤرة من جديد احتراماً لقرار المحكمة. وبعد عدة أيام قدم المستوطنون التماساً إلى المحكمة المركزية ضد الإخلاء، إلا أن المحكمة رفضت الالتماس. وتبين، بحسب صحيفة «هآرتس»، أن جمعية «أفق للاستيطان»، الممولة من حكومة نتنياهو، هي التي عملت على نصب المباني المتنقلة في البؤرة الاستيطانية. وقرر قادة اليمين استغلال المعركة الانتخابية لممارسة الضغوط على الحكومة لإخلاء الخان الأحمر.
قادة اليمين المتطرف يطالبون بإخلاء الخان الأحمر
اتهموا نتنياهو ببيع «أرض اليهود» إلى العرب
قادة اليمين المتطرف يطالبون بإخلاء الخان الأحمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة