الجزائر ترحّل 50 سورياً وفلسطينياً إلى النيجر

تنظيم حقوقي اعتبر الخطوة «انتهاكاً مقصوداً لاتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين»

TT

الجزائر ترحّل 50 سورياً وفلسطينياً إلى النيجر

بينما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش قتل 32 متطرفاً، وأن 132 آخرين سلموا أنفسهم وأسلحتهم خلال العام 2018، كشف تنظيم حقوقي محلي أن السلطات رحّلت 50 لاجئاً من سوريا وفلسطين إلى النيجر، بعد أن احتجزتهم لمدة 3 أشهر.
ونشرت وزارة الدفاع، أمس، بموقعها الإلكتروني، حصيلة عن عمليات الجيش خلال العام المنصرم، أهم ما جاء فيها الأرقام المتعلقة بمقتل المتشددين في مناطق متفرقة من البلاد، وتوقف العشرات منهم عن الإرهاب، وأغلبهم في جنوب البلاد، وبالتحديد قرب المناطق الحدودية مع مالي والنيجر.
وتم خلال العام المنصرم اعتقال 170 شخصاً بشبهة دعم الإرهابيين، كما سلم 22 شخصاً ينتمون لعائلات إرهابيين أنفسهم للسلطات العسكرية. ويتعلق الأمر بزوجات وأبناء متطرفين، عاشوا فترة طويلة بمعاقل الإرهاب، وأكثر من غادروا هذه المعاقل يتحدرون من ولاية جيجل شرق البلاد، التي عرفت بكونها مركز نشاط لـ«الجيش الإسلامي للإنقاذ»، الذراع المسلحة لـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ» سابقا.
وورد في نتائج مكافحة الإرهاب، أن الجيش اكتشف ودمر 499 مخبأ كان يأوي متطرفين، و8 ورشات استخدمت لتحضير متفجرات. فيما شهد العام الماضي مصادرة 707 قطع سلاح، منها 231 كلاشينكوف، و388 بندقية، و25 مسدساً آلياً، و48 رشاشاً، بالإضافة إلى 15 قاذف صواريخ، كما تمت مصادرة 399 مخزن ذخيرة، و52 شريط ذخيرة، و94764 طلقة نارية من مختلف العيارات، و42 قنبلة يدوية، و143 حشوة دافعة، و160 مفجراً، و45 كبسولة خاصة بالمتفجرات، و498 مقذوفاً.
ودمر الجيش خلال العام الماضي أيضاً، حسب حصيلة وزارة الدفاع، 512 قنبلة تقليدية الصنع، و61 لغماً، و32 جهاز اتصال مفخخاً، و2224.2 كلغ من المواد المتفجرة، و1659.87 كلغ من مواد كيميائية لصنع المتفجرات.
من جهة أخرى، أعلنت «الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان»، أمس في بيان، تلقيها «أنباء تفيد بأن السلطات الجزائرية رحّلت 50 رعية فلسطينياً وسورياً، يومي 25 و26 من الشهر المنصرم، إلى النيجر بواسطة حافلات، وبمساعدة الهلال الأحمر الجزائري».
وأوضح التنظيم الحقوقي أن أطفالاً، ونساء، إحداهن حامل في الشهر التاسع، كانوا موجودين ضمن المرحلين الذين كانوا محتجزين في «مركز إيواء مؤقت»، بمدينة تامنراست بأقصى جنوب الجزائر. ونقل التنظيم الحقوقي عن «أحد السوريين، تمكنّا من الاتصال به والتحدث معه لبضع دقائق، أن المرحلين موجودون خلف الحدود بين الجزائر والنيجر، وهم يعانون من البرد والجوع». وقد تم - حسبه - فقدان أحد أفراد المجموعة حين واصل السير بمفرده.
وأضاف التنظيم الحقوقي أن اللاجئين «دخلوا الجزائر قبل 3 أشهر عبر الحدود المالية؛ حيث اتصلوا بمصالح الأمن الجزائرية، طالبين الحماية حسب شهاداتهم. وقد تم وضعهم في مركز احتجاز، لكن بعد إدانتهم من طرف القضاء بـ3 أشهر حبساً غير نافذ، بتهمة الدخول غير الشرعي للتراب الوطني».
وحسب شهاداتهم، فقد «زارهم ممثل عن المفوضية السامية لحقوق اللاجئين في هذا المركز، واطلع على حالتهم المزرية».
وأضاف البيان أن «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تندد بعملية الترحيل القسري، التي استهدفت أفراداً من طالبي اللجوء، قدموا للجزائر بحثاً عن الحماية والأمان. ومثل هذا الإجراء يعد انتهاكاً مقصوداً لاتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين، التي صادقت عليها الجزائر. كما تعتبر الرابطة أن ترحيل الأطفال والنساء الحوامل في مثل هذه الظروف هو انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومثل هذه الممارسات تعتبر جريمة في منظور القانون الدولي».
وتابع البيان موضحاً: «تطالب الرابطة من كل الجهات المعنية، من سلطات جزائرية ودولة النيجر، والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين والمنظمة العالمية للهجرة، بالتحرك العاجل، قصد إنقاذ وإسعاف الأشخاص العالقين في مكان ما على حدود الجزائر والنيجر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.