5 توجهات للذكاء الصناعي تستحق مراقبتها في 2019

نظم آلية للحوار تتعرف على الصورة والصوت وتكافح الهجمات الإلكترونية

5 توجهات للذكاء الصناعي تستحق مراقبتها في 2019
TT

5 توجهات للذكاء الصناعي تستحق مراقبتها في 2019

5 توجهات للذكاء الصناعي تستحق مراقبتها في 2019

يجتاح الذكاء الصناعي حياتنا اليومية، ولكنه في الحقيقة ليس مبدأ مخيفاً، كما كان الناس يعتقدون. فقد أظهر الذكاء الصناعي أنه قادر فعلاً على تسهيل حياتنا الشخصية، ولكنه لا يتوقف عند منازلنا، إذ تتوصل الشركات التجارية كل يوم إلى وسائل جديدة تستخدم فيها الذكاء الصناعي للتعامل مع الزبائن، وتسهيل الأعمال، وإدارة المبيعات.
وسبق لنا أن رأينا الشعبية والفعالية التي أحاطت ببوتات المحادثة المدعمة بالذكاء الصناعي في السنوات الأخيرة، وكيف يستخدم «فيسبوك» هذا الذكاء لتحسين نتائج الحملات الدعائية. ولكن ماذا يخبئ لنا مستقبل الذكاء الصناعي؟ وكيف يمكنه أن يضفي المزيد من النجاح على عالم الأعمال في 2019؟ فيما يلي، ستطلعون على 5 اتجاهات للذكاء الصناعي تستحق أن تتابعوها خلال العام المقبل، وفقاً لما قدمته «خدمات تريبيون الإعلامية» عبر موقع «يانغ إنتربرونور كاونسيل» (مجلس أصحاب الأعمال الشباب).
- ممثلون افتراضيون
في السنوات الأخيرة، بدأت شركات كثيرة، كبيرة وصغيرة، باستخدام بوتات الدردشة، وهي أدوات مدعمة بالذكاء الصناعي مهمتها الإجابة عن أسئلة زوار المواقع الإلكترونية، وتصنيف اتجاهات المبيعات، ومساعدة الزبائن في المراجعات. ولكن في عام 2019، توقعوا أن تروا المزيد من التطورات في خدمات الزبائن المدعومة بالذكاء الصناعي، إذ إن الشركات لن تكتفي باستخدام روبوتات الدردشة فحسب، بل ستبادر إلى ابتكار ممثلين افتراضيين، مع وجوه وشخصيات تطابقها، تكون قادرة على تحمل عدد أكبر من مهام خدمة الزبائن.
مثلاً، تتميز ممثلة شركة «أوتوديسك» الافتراضية، التي تدعى «آفا» (حواء)، بوجه أنثوي، وصوت يتكلم بطريقة تتماشى وعلامة الشركة التجارية. وقد حققت آفا نجاحاً أكبر بكثير من بوتات المحادثة التي سبقتها، لأن الفريق الذي طورها استثمر وقته في ابتكار شخصية. لهذا السبب، في العام المقبل، يجب أن تتوقعوا أن مزيداً من الشركات ستستثمر في تطوير ممثلين افتراضيين شبيهين بالبشر، يعملون بالذكاء الصناعي، مهمتهم المشاركة في محادثات مختلفة مع الزبائن.
• التعرف على الصوت. شكل مساعد «أليكسا» الافتراضي من «أمازون» نقلة كبيرة للمستهلكين في عام 2018. فقد سهل على الناس البحث عن المعلومات عبر المواقع الإلكترونية، والقيام بأمور كثيرة في أرجاء المنزل، لذا توقعوا أن تروا المزيد من الأدوات التي تعمل بميزة التعرف على الصوت في عام 2019. وفي الحقيقة، من المتوقع أن يستخدم 66.6 مليون أميركي تقنية التعرف على الصوت في العام المقبل، مما سيدفع كثيراً من الشركات إلى الالتحاق بهذا الاتجاه في مجال الذكاء الصناعي.
وهذا العام، كشفت شركات تقنية مثل «سوني» و«تيفو» و«هايسنس» النقاب عن أجهزة تلفاز يمكن التحكم بها صوتياً. كما أضاف بعض صانعي الأجهزة الكهربائية المنزلية، كـ«دلتا» و«ويرلبول» و«إل جي»، مهارات «أليكسا» في التعرف على الصوت لمساعدة الناس في التحكم بأجهزة منازلهم، من الميكرويف إلى الصنابير. وفي العام المقبل، أتوقع أننا سنرى مزيداً من الشركات والمنتجات التي تتبنى تقنية التعرف على الصوت.
• التعرف على الصورة. سهّل الذكاء الصناعي عملية تعليم الكومبيوترات كيفية فهم الكلام، ولكن هل تعرفون أننا نستطيع أن نعلّمها أيضاً كيف ترى؟ إن ميزة التعرّف على الصورة هي قدرة أجهزة الكومبيوترات على اكتساب ومعالجة وتحليل البيانات من مصادر بصرية.
وتستخدم ميزة التعرّف على الصورة في مجالات كثيرة، كتشخيص الأمراض، ورصد لوحات السيارات، وإتاحة تحليل الصور لاستكمال عمليات الدفع وغيرها من المصادقات. كما أنّها تساعد الشركات في تحسين عمليات تسويقها. وتستخدم شركة «جام جام» تقنيتها البصرية الخاصة لمسح الصور والفيديوهات لملايين الصفحات على شبكة الإنترنت، لتتيح للعلامات التجارية نشر إعلانات ذات صلة في الأماكن، يراها فيها الزبائن. إذن، في عام 2019، توقّعوا توسّع ميزة التعرّف على الصورة.
- التجارة والأمن
• توصيات أكثر ذكاءً تظهر في تجارة التجزئة. عندما تتبضعون إلكترونياً، تقدّم لكم كثير من الشركات، ومنها «أمازون»، توصيات لمنتجات، بناء على سلع قمتم بشرائها أو بالبحث عنها سابقاً. وفي عام 2019، ستزداد التوصيات في مجال تجارة التجزئة ذكاءً.
سيصبح الذكاء الصناعي قادراً، وبشكل أفضل، على نصحكم بالمنتجات بناء على نبرة الصوت والإحساس، إلى جانب تاريخ تصفّحكم. فكما فعلت شركة «1 - 800 - فلاورز» (1 - 800 – Flowers) بخدمة الهدايا «جيفتز وين يو نيد»، ستقدّم لكم المزيد من الشركات تجارب تبضع بطابع شخصي أكثر؛ وحتى في المتاجر التقليدية، ستتمكنون من الحصول على توصيات من شاشات عرض مدعومة بالذكاء الصناعي، كتلك التي أطلقها متجر «مايستور - إي».
• الدفاع السيبراني. يستهدف المجرمون الإلكترونيون بنشاط بالغ البنى التحتية السحابية، ومنصات البرمجة الخدماتية، وأجهزة إنترنت الأشياء. ويشكّل هذا الاستهداف تهديداً حقيقياً لأصحاب الشركات، ولكن الذكاء الصناعي سيسهّل عليكم منع ومحاربة التهديدات الإلكترونية والقراصنة في عام 2019.
تستخدم شركات كـ«دارك تريس» الذكاء الصناعي وتقنية التعلّم الآلي لرصد الأدعياء الإلكترونيين في الوقت الحقيقي، وكشف التهديدات السيبرانية قبل انتشارها. ويرصد الذكاء الصناعي أبسط المؤشرات الدالة على نشاط مريب، ويدافع عن نظامكم بشكل سريع، أو خلال حصول الاعتداء، وقبل فقدان السيطرة على التهديد.
يندمج الذكاء الصناعي أكثر فأكثر في حياتنا اليومية. فقبل 10 سنوات، تخيل قلّة منّا أن ثلاجاتنا ستستمع إلينا وتفهم تعليماتنا، ولكنّ هذا الأمر أصبح حقيقة اليوم، ومن يعرف ما الذي سيقدّمه إلينا الذكاء الصناعي في السنوات القليلة المقبلة. حتى ذلك الوقت، استفيدوا من اتجاهات الذكاء الصناعي هذه لتطوير أعمالكم خلال العام المقبل.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.