استنفار أمني لمواكبة احتفالات العام الجديد في لبنان

TT

استنفار أمني لمواكبة احتفالات العام الجديد في لبنان

تستنفر القوى الأمنية والجيش في مختلف المناطق اللبنانية خلال فترة الأعياد في وقت تبدو قيادة الجيش مطمئنة للوضع وتؤكد أن الإجراءات المتخذة لا تعدو كونها روتينية في هذا الوقت من كل عام.
وشدّدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، على أن الوضع الأمني مستقر ولا وجود لأي معلومات عن احتمال وقوع أحداث أمنية وكل الإجراءات هي روتينية – احترازية تتخذ في فترات الأعياد. ولفتت إلى «أنّ كل عناصر الجيش سيكونون في عملهم في ليلة رأس السنة وسيتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الأجهزة الأمنية يتواجد فيها ضابط من كل جهاز لتنسيق العمل على الأرض فيما بينها».
وفي بيان لها أعلنت قيادة الجيش، أمس، أن «وحداتها باشرت بتنفيذ تدابير أمنية مشددة في مختلف المناطق اللبنانية، لمناسبة الأعياد المجيدة والاحتفالات والنشاطات التي ترافقها، وذلك للحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم، وحماية التجمعات والأماكن الدينية، وتأمين حركة التسوق والمرافق السياحية والتجارية والاقتصادية».
وذكّرت القيادة المواطنين «بالقرار الصادر عن وزارة الدفاع الوطني الذي يقضي بوقف العمل بتراخيص حمل الأسلحة على جميع الأراضي اللبنانية، باستثناء التراخيص الممنوحة لذوي الصفة الدبلوماسية، ومرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب والطوائف الدينية عندما يكونون برفقة الشخصية المعنية فقط، وموظفي السفارات الأجنبية بالإضافة إلى تراخيص حمل الأسلحة الممغنطة».
ودعت كذلك، المواطنين إلى عدم إطلاق النار ابتهاجا بحلول رأس السنة الجديدة، وذلك حفاظا على السلامة العامة والانتظام العام في البلاد، وإنفاذا للقوانين المرعية الإجراء، مع التأكيد بأن أي مخالفة في هذا الشأن، سوف تعرض مرتكبيها للملاحقة القانونية».
وحول الحركة السياحية التي تنشط في هذه الفترة من العام، ولا سيّما منها، الداخلية، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر سياحية توقّعها «أن تصل نسبة الحجوزات الفندقية في بيروت والمناطق المحيطة بها والجبليّة إلى 100 في المائة خلال الأسبوع المقبل الذي تتخلله سهرة رأس السنة»، مشيرة إلى «أن نسبة الإشغال تبلغ في الفترة الممتدة من 27 شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى نهاية السنة معدلاً وسطيّاً في حدود 65 في المائة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.