هددت 12 مدينة إيرانية كبيرة من بينها طهران وشيراز، خلال الأشهر القليلة الماضية، بتقنين توزيع المياه إذا لم يخفض السكان الكميات المستخدمة. ودعت وزارة الطاقة السكان لتقليص استهلاكهم 20 إلى 30 في المائة، لكن ذلك لم يلق آذانا صاغية.
ويعتبر نقص المياه مشكلة طويلة الأمد لدول الشرق الأوسط، حيث أدى ارتفاع معدلات المواليد وزيادة الاستهلاك وسوء الإدارة إلى تقلص الموارد الشحيحة بالفعل. لكن وضع إيران يبدو الأسوأ، بحسب تقرير لـ«رويترز». ونقلت الوكالة عن غاري لويس، المنسق المقيم للأمم المتحدة لشؤون إيران، قوله «ندرة المياه أكبر تحد على صعيد المتطلبات الإنسانية في إيران اليوم».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مسؤولين قولهم إن استهلاك المياه زاد عشرة في المائة في مدن من بينها طهران بين مايو (أيار) وبداية الصيف في يونيو (حزيران) الماضيين. ولا تكمن الأزمة في استخدامات المنازل، إذ تستهلك الزراعة نحو 90 في المائة من إجمالي استهلاك المياه التي يهدر معظمها.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن الأرقام الحكومية تظهر أن ثلث مياه الزراعة فقط يستخدم بكفاءة. ويتفشى سوء الإدارة في إيران ودول أخرى في المنطقة من بينها العراق وأفغانستان، حيث تصعب مواجهة المشكلات البيئية بسبب الحروب. وانحسرت الأنهار الكبيرة في مدينتي أصفهان وشيراز وعلى حدود إيران مع أفغانستان. وأدى استنزاف مياه نهري دجلة والفرات في العراق إلى مشكلات بيئية أخرى من بينها الأتربة والعواصف الرملية.
وعرضت الأمم المتحدة تقديم المساعدة.. ففي عام 2012 أطلقت المنظمة الدولية برنامجا رائدا لمساعدة المزارعين بالقرب من بحيرة أرومية. وتعلم المزارعون صناعة السماد والتحول إلى استخدام الأسمدة العضوية وحضور فصول دراسية أسبوعية عن إدارة المياه، وهو ما أدى إلى خفض استهلاكها بنسبة 35 في المائة. وأتاحت الوسائل الجديدة للمزارعين أيضا خفض التكاليف وتنويع المحاصيل بدلا من الاعتماد على القمح والبنجر فقط، حيث أضافوا الذرة والقرع والبصل والطماطم (البندورة).
وتوسعت الأمم المتحدة منذ ذلك الحين في برنامجها ليمتد إلى 41 قرية أخرى، ويستفيد منه نحو 13 ألف مزارع. وفي مايو قدمت الحكومة اليابانية منحة قدرها مليون دولار لإنقاذ بحيرة أرومية.
أزمة المياه أبرز التحديات التي تواجهها الزراعة في إيران
تستهلك 90 في المائة منها يهدر معظمها
أزمة المياه أبرز التحديات التي تواجهها الزراعة في إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة