بروكسل: 3 من الجهاديين عادوا عبر تركيا وبلغاريا وهولندا

تعدد طرق العودة إلى بلجيكا عقب المشاركة في القتال بسوريا

صورة لوزيرة الداخلية البلجيكية وهي تتوسط المنسق الأوروبي دي كيرشوف ووزير الداخلية الفرنسي على هامش اجتماع انعقد في بروكسل مايو الماضي للبحث في ملف تسفير الشباب إلى سوريا («الشرق الأوسط»)
صورة لوزيرة الداخلية البلجيكية وهي تتوسط المنسق الأوروبي دي كيرشوف ووزير الداخلية الفرنسي على هامش اجتماع انعقد في بروكسل مايو الماضي للبحث في ملف تسفير الشباب إلى سوريا («الشرق الأوسط»)
TT

بروكسل: 3 من الجهاديين عادوا عبر تركيا وبلغاريا وهولندا

صورة لوزيرة الداخلية البلجيكية وهي تتوسط المنسق الأوروبي دي كيرشوف ووزير الداخلية الفرنسي على هامش اجتماع انعقد في بروكسل مايو الماضي للبحث في ملف تسفير الشباب إلى سوريا («الشرق الأوسط»)
صورة لوزيرة الداخلية البلجيكية وهي تتوسط المنسق الأوروبي دي كيرشوف ووزير الداخلية الفرنسي على هامش اجتماع انعقد في بروكسل مايو الماضي للبحث في ملف تسفير الشباب إلى سوريا («الشرق الأوسط»)

قالت السلطات البلجيكية إن ثلاثة من الذين يطلق عليهم اسم «الجهاديين الشبان» الذين سافروا منذ فترة إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية هناك - عادوا أخيرا إلى بلجيكا من خلال عدة طرق مختلفة. وقالت وسائل الإعلام ببروكسل، إن أحدهم يدعي هاريس (24 سنة)، من أصول أفريقية، كان قد سافر قبل عام وشارك في العمليات القتالية وأصيب هناك بإصابة بالغة إثر انفجار، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات على الحدود بين تركيا وسوريا، وأثناء محاولته عبور الحدود بين تركيا وبلغاريا بصحبة والده الذي ذهب لإحضاره، اعتقلته السلطات البلغارية، وطلبت بلجيكا رسميا تسليمه لها ورفض الشاب الكونغولي الأصل هذا الطلب في البداية، ولكن نجحت الجهود البلجيكية في إعادته، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات في العاصمة بروكسل حيث يخضع للتحقيق معه هناك، كما أن شخصا آخر يدعى سفيان (21 سنة) وهو من سكان بروكسل، وصل إلى مطار أمستردام الهولندي قبل ثلاثة أيام، وجرى إلقاء القبض عليه من جانب السلطات الهولندية، وطلبت بلجيكا رسميا تسليمه إليها، ومن المنتظر أن يتحقق ذلك في غضون الساعات القليلة القادمة بحسب الإعلام البلجيكي.
وأما الشخص الثالث، ويدعى ياسين (30 سنة)، ومن سكان العاصمة بروكسل، فقد اعتقلته السلطات التركية قبل يومين أثناء محاولته العبور من الحدود السورية إلى تركيا. وتقول السلطات البلجيكية إن هناك ما يقرب من 300 شخص من رعاياها يقاتلون حاليا في سوريا، لقي عدد منهم مصرعه وعاد عدد آخر، وصدرت خلال الفترة الأخيرة تقارير أمنية في عدة عواصم أوروبية ومنها بروكسل ولاهاي، وقالت إن خطر تسفير الشباب إلى مناطق الصراع وعودتهم بعد ذلك يشكل تهديدا مستمرا لأمن واستقرار تلك الدول، ولهذا فإن إمكانية تعرض البلاد لعمل إرهابي يظل أمرا قابلا للحدوث، وحسب ما جرى الإعلان عنه في بلجيكا وهولندا، فهناك ثلاثة آلاف من الشباب الأوروبي مما يطلق عليهم اسم الجهاديين، وأنه ومن خلال التعاون بين الأجهزة المختلفة وبناء على التطورات الأخيرة في العراق وما تقوم به جماعة داعش، وأيضا في أعقاب حادث إطلاق الرصاص في المتحف اليهودي ببروكسل مايو (أيار) الماضي، كان لا بد من الإشارة إلى ما يمثله هذا الأمر من خطر على الغرب وخاصة داخل أوروبا.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل، قال جيل دي كيرشوف، المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، إن اجتماعا انعقد في روما للدول الأكثر تضررا من هذا الأمر على هامش اجتماعات وزراء الداخلية الشهر الماضي للاتفاق على مهمات محددة لتوثيق التعاون المشترك لمواجهة هذه الآفة وللبحث في المضي قدما على هذا الطريق. وأضاف أن هناك تطورات مهمة وخطيرة جدا في مجال تسفير أشخاص من أوروبا ومناطق أخرى للقتال إلى جانب جماعات متشددة، في سوريا والعراق، وقال: «هناك قلق أوروبي بالغ بسبب التطورات الحالية في العراق، وخاصة ما يتعلق بانتشار (داعش) وتركيزهم حاليا على المناطق القريبة من بغداد، ونحن نشعر بالقلق البالغ إزاء الوضع في العراق ووحدة أراضيه، ولذلك سوف نبذل أقصى جهودنا في أوروبا لإقناع رئيس الوزراء نور المالكي بتشكيل حكومة تشمل كل الجماعات السنية والشيعية والأكراد، ونحن نتأثر بشدة هنا بسبب ما يحدث في العراق، وخاصة صعود (داعش) ومحاولة تحقيق هدفها لتثبيت دولة الخلافة في العراق، وواضح أن بعض الناس تجذبهم مثل هذه الجماعات، ووضح ذلك في سفر أشخاص من هنا في أوروبا وشمال أفريقيا للانضمام إليهم والقتال معهم في العراق وسوريا».
وفي تصريحات سابقة، قال دي كيرشوف إن عدد الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق من دول أوروبا تجاوز الألفي شخص. وأضاف كيرشوف في لقاء مع صحيفة ألمانية، أن «داعش» باتت تمثل خطرا على أوروبا، مطالبا بتعاون أمني بين دول الاتحاد الأوروبي في المجال الأمني، كما أوضح أن التدريبات التي تقدمها «داعش» لعناصرها، تشمل كيفية التحرك واختيار الهدف والزمان المناسبين، والطريقة التي يتمكنون بها من إنشاء خلايا.
ولفت كيرشوف إلى أن السلطات البريطانية أحبطت هجوما كبيرا، من تخطيط أحد العائدين من سوريا، وأن السلطات الفرنسية قبضت على شخص في جنوب البلاد، وبحوزته كمية كبيرة من المتفجرات، كما أن المتهم بتفجير كنيس يهودي في بروكسل هو أحد العائدين من القتال في سوريا.



اعتقال العشرات خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن

ناشطون مؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون في وايت هول بلندن (إ.ب.أ)
ناشطون مؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون في وايت هول بلندن (إ.ب.أ)
TT

اعتقال العشرات خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن

ناشطون مؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون في وايت هول بلندن (إ.ب.أ)
ناشطون مؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون في وايت هول بلندن (إ.ب.أ)

تجمَّع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في وسط لندن، السبت، في مظاهرة اعتُقل خلالها أكثر من 70 شخصاً.

وأعلنت الشرطة في بيان أن «هذا أكبر عدد من الاعتقالات التي شهدناها» منذ بدء المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

متظاهر يحمل لافتة خلف خط الشرطة في وايت هول وسط لندن بمظاهرة من أجل فلسطين (أ.ف.ب)

وقالت صوفي مايسن، وهي امرأة تبلغ 50 عاماً من لندن، اعتادت المشاركة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في العاصمة البريطانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نريد أن نكون متفائلين» بشأن اتفاق الهدنة، و«علينا الخروج إلى الشوارع للتأكد من صمود وقف إطلاق النار».

متظاهرون يتجمعون في وايت هول وسط لندن بمظاهرة أمس نظمتها حملة التضامن مع فلسطين (أ.ف.ب)

وتشمل الهدنة المقترحة إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين لدى «حماس» ومعتقلين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، والانسحاب الإسرائيلي من مناطق سكنية مكتظة في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية.

وتحولت المسيرة إلى تجمع ثابت في وايت هول، الشارع الرئيسي في حي يضم مقار أبرز الوزارات، بعد أن رفضت الشرطة المسار الذي

اقترحته «حملة التضامن مع فلسطين» Palestine Solidarity Campaign والذي كان يمر بمحاذاة كنيس يهودي.

متظاهرون يحملون لافتات وأعلاماً يتجمعون في وايت هول وسط لندن بمظاهرة من أجل فلسطين (أ.ف.ب)

وأعلنت الشرطة التي نشرت عناصرها بأعداد كبيرة، على منصة «إكس» أنها اعتقلت في نهاية فترة الظهيرة «ما بين 20 و30 متظاهراً» تخطوا النطاق المسموح به، وذلك بعيد إعلانها توقيف 7 متظاهرين آخرين.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها «أوقفوا تسليح إسرائيل»، و«أوقفوا المذبحة في غزة». وهتف البعض: «من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين».

لافتة تطالب بوقف تسليح إسرائيل خلال تظاهرة في لندن (رويترز)

وقال بن، وهو نقابي يبلغ 36 عاماً رفض كشف اسم عائلته: «علينا الضغط من أجل احترام وقف إطلاق النار هذا»، ومن أجل إيصال المساعدات الدولية إلى غزة. وبالنسبة إلى الطالبة أنيسة قوشر التي أتت مع والدتها، فإن وقف إطلاق النار «جاء متأخراً وليس كافياً». وفي حين تأمل أن «يوفر هدنة مؤقتة»، تبدي اعتقادها بأنه «يتعين القيام بالكثير»، مشيرة إلى تحدي إعادة إعمار غزة.

متظاهر يرفع لافتة عليها عبارة «فلسطين حرة» في وايت هول وسط لندن بمظاهرة أمس نظمتها حملة التضامن مع فلسطين (أ.ف.ب)

وقالت سونيا هاديا (28 عاماً) إن إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية يشكل «انتصاراً»؛ لكن «لا ينبغي أن يكون ذلك أمراً يتطلب تصريحاً؛ بل يجب أن يكون حقاً».

الممثل خالد عبد الله يتحدث خلال مظاهرة لدعم فلسطينيي غزة خلال تظاهرة في لندن (رويترز)

وفي مكان غير بعيد من التجمع، أقيمت مظاهرة مضادة جمعت نحو مائة شخص يحملون الأعلام الإسرائيلية.

وقُتل ما لا يقل عن 46899 شخصاً، معظمهم مدنيون، في الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. وحسب الأمم المتحدة، تسببت الحرب في دمار «غير مسبوق في التاريخ الحديث» بالقطاع الفلسطيني المحاصر.