هادي يحضّ على توحيد إمكانات «الدفاع» وتجاوز اختلالاتها

محاولات تسلل حوثية إلى مواقع الجيش في الحديدة تنتهي بالفشل

هادي لدى استقباله المقدشي والنخعي في الرياض أمس (سبأ)
هادي لدى استقباله المقدشي والنخعي في الرياض أمس (سبأ)
TT

هادي يحضّ على توحيد إمكانات «الدفاع» وتجاوز اختلالاتها

هادي لدى استقباله المقدشي والنخعي في الرياض أمس (سبأ)
هادي لدى استقباله المقدشي والنخعي في الرياض أمس (سبأ)

حضّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وزيرَ الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة اليمنية الفريق الركن عبد الله النخعي، على «إيلاء الاهتمام لحماة الوطن من الجيش الوطني والمقاومة الباسلة الذين يقدمون التضحيات للانتصار لأهداف اليمن الاتحادي الجديد على قوى التمرد والكهنوت التي ألحقت الأضرار الجسيمة بالوطن ومقدراته وشرخت النسيج الاجتماعي».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» عن هادي تشديده على «أهمية توحيد جهود وإمكانات قيادة وزارة الدفاع، وتفعيل عمل أجهزتها وهيئاتها ودوائرها المختلفة، لما من شأنه الارتقاء بالمهام وتجاوز الاختلالات أينما وجدت»، وعلى «أهمية تضافر الجهود والنزول الميداني لمختلف الجبهات للتأكيد على أهداف الجمهورية والانتصار لقضايا الوطن العادلة وشرعيتها الدستورية»، مثمناً في الوقت ذاته «دور وتضحيات دول التحالف الداعمة للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية».
جاء ذلك لدى استقبال الرئيس اليمني المسؤولين اليمنيين في الرياض أمس، في لقاء سبقته تأدية وزير الدفاع اليمني والدكتور نجيب العوج وزير التخطيط والتعاون الدولي وعلي هيثم الغريب وزير العدل، اليمين بمناسبة تعيينهم حديثا.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات، الأحد، بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي الانقلابية التي تواصل شن هجماتها ضد القوات المشتركة الساحلية في الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الانقلاب في مواجهات مع الجيش الوطني بمديرية دمت، شمال الضال، الواقعة جنوب البلاد، ومقتل طفلة وإصابة شقيقها برصاص قناص حوثي في تعز.
كما أفشلت قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، محاولة تسلل للميليشيات الانقلابية في رازح، غرب صعدة، معقل الانقلابيين. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن قائد «اللواء السابع - حرس حدود» العميد بشير الشرعبي، تأكيده أن «قوات الجيش أفشلت محاولة تسلل لمجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقع الجيش في جبل الأزهور بمديرية رازح غرب المحافظة، وأجبرتها على التراجع والفرار».
وقال الشرعبي إن «المعارك التي دارت في منطقة بني معين استمرت نحو 10 ساعات، وأسفرت عن مقتل 14 عنصراً من ميليشيات الحوثي إلى جانب عدد من الجرحى».
واستهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية بغارات عدة مواقع وتحصينات لميليشيات الحوثي الانقلابية بالجبهة ذاتها، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
وبالعودة إلى الحديدة، قال مصدر إن «الاشتباكات تجددت، الأحد، للمرة الثالثة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية منذ إعلان السويد، الخميس الماضي، حيث اشتدت حدتها في حي (7 يوليو) بالحديدة - حم، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المدافع ومضادات الطيران».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الاشتباكات التي شهدتها مدينة الحديدة تتزامن مع شن ميليشيات الانقلاب هجوماً على مواقع الجيش الوطني في المزارع الجنوبية المحيطة بمديرية التحيتا، جنوب مدينة الحديدة، غير أن الجيش الوطني تصدى له، وأجبر الانقلابيين على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى بصفوفهم».
وذكر أن «ميليشيات الانقلاب شنت هجوما من مواقعها، أيضا، غرب مديرية بيت الفقيه، جنوبا، باتجاه مواقع الجيش جنوب شرقي الدريهمي، جنوبا، بما فيها مواقع الجيش في منطقة المنقم، غير أن عناصر من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تصدت لهجمات الانقلابيين وكبدتهم خسائر بشرية ومادية»، موضحا أن «الانقلابيين يسعون لقطع خطوط إمداد الجيش الوطني الموجود في محيط الدريهمي، والوصول إلى الخط الإسفلتي الذي يربط مدينة الحديدة لقطع الإمدادات عن القوات المشتركة هناك».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في القوات الموالية للحكومة «مقتل 22 متمردا، و7 من القوات الحكومية في الاشتباكات والغارات في محافظة الحديدة ليل السبت - الأحد».
واتّهم المصدر «المتمردين بشن (هجوم كبير) على موقع للقوات الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر»، مؤكدا أن «القوات الحكومية تمكّنت من صدّه ومن أسر 7 من المتمردين».
وفي الضالع، سقط نحو 19 انقلابياً بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش الوطني في دمت، شمالا، وقال موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت» إن «مواجهات اندلعت بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية أثناء محاولة مجاميع من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع في قرية بيت اليزيدي جنوب مدينة دمت، وتمكنت قوات الجيش من إحباط محاولة الميليشيات وأجبرتها على التراجع والفرار بعد مصرع 7 من عناصرها، وجرح 12 آخرين».
يأتي ذلك في ظل استمرار ميليشيات الانقلاب المدعومة من إيران محاولاتها التسلل إلى المواقع التي أصبحت تحت قبضة قوات الجيش الوطني.
وفي السياق ذاته، تواصل ميليشيات الانقلاب قصفها أحياء تعز الشرقية والغربية، علاوة على استمرار الانتهاكات والقتل المتعمد للمدنيين من قبل قناصيها المتمركزين في مواقعهم بأطراف مدينة تعز.
وقتلت الطفلة زينب إسماعيل (5 أعوام) برصاص قناص حوثي في قرية الصرمين، شرق مدينة تعز، فيما أصيب شقيقها عبد الهادي، وذلك أثناء لعبهما أمام منزلهما، طبقا لما أكده مصدر محلي.
في المقابل، أفادت وكالة «سبأ» بعبور 14 شاحنة منفذ الوديعة الحدودي، الأحد، وهي تحمل مساعدات إغاثية لمحافظة لحج مقدمة من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وذكر «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن شاحنات المساعدات تحتوي على 8.400 سلة غذائية تزن 310.800 كيلوغرام.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».