هازنهوتل يعترف بأنه «أكثر جنوناً» من يورغن كلوب

مدرب ساوثهامبتون الجديد يملك تاريخاً حافلاً بالإنجازات والنجاحات

هازنهوتل ذاق أمام كارديف صعوبة المهمة مع ساوثهامبتون (رويترز)
هازنهوتل ذاق أمام كارديف صعوبة المهمة مع ساوثهامبتون (رويترز)
TT

هازنهوتل يعترف بأنه «أكثر جنوناً» من يورغن كلوب

هازنهوتل ذاق أمام كارديف صعوبة المهمة مع ساوثهامبتون (رويترز)
هازنهوتل ذاق أمام كارديف صعوبة المهمة مع ساوثهامبتون (رويترز)

بدأ المدير الفني الجديد لنادي ساوثهامبتون رالف هازنهوتل، مسيرته الكروية في سن المراهقة باللعب في نادي غراتزر النمساوي بمسقط رأسه، وواصل العمل بكل قوة وإصرار حتى أصبح أول مدير فني نمساوي يتولى تدريب فريق بالدوري الإنجليزي الممتاز. انتقل هازنهوتل لنادي أوستريا فيينا النمساوي عام 1988 كبديل لتوني بولستر، الذي كان قد انتقل لنادي تورينيو الإيطالي في الموسم السابق مقابل 1.2 مليون جنيه إسترليني، وفاز بثلاثة ألقاب متتالية وانضم لصفوف المنتخب النمساوي بعد ذلك.
لكن الإصابات المزعجة والمنافسة القوية مع بولستر حرمت هازنهوتل –رغم تسجيله ثلاثة أهداف في ثماني مباريات مع منتخب بلاده- من الانضمام لصفوف المنتخب النمساوي المشارك في نهائيات كأس العالم 1990 ثم كأس العالم 1998. وبعد ذلك انتقل هازنهوتل للعب في ألمانيا التي عاش بها لعقدين من الزمان، قبل أن يتم تأكيد توليه مهمة تدريب نادي ساوثهامبتون يوم الأربعاء الماضي.
يقول إندرياس هايدنرايخ، صحافي بجريدة «كورير» التي تصدر من فيينا بالنمسا: «إنه يتحدث كألماني الآن أكثر من كونه نمساوياً. لكن من الجيد للغاية لبلادنا أن يكون أول مدير فني نمساوي يتولى تدريب فريق بالدوري الإنجليزي الممتاز. إنه يحظى بشعبية طاغية في النمسا، وهي بلد صغير في عالم كرة القدم، لذلك فالناس فخورون للغاية بانتقاله إلى إنجلترا. إنه شخص متواضع جداً، وقد كان كذلك أيضاً عندما كان لاعباً. لم يكن لاعباً استثنائياً، لكنه كان جيداً في ألعاب الهواء، وكانت فرصه في الانضمام للمنتخب النمساوي قليلة لأنه كان يلعب في نفس الفترة التي كان يلعب بها بولستر».
وبعد أن لعب في صفوف الفريق الرديف لنادي بايرن ميونيخ الألماني في نهاية مسيرته الكروية كلاعب، حصل هازنهوتل على أول فرصة للعمل في مجال التدريب في بافاريا، عندما تولى قيادة فريق الشباب لنادي أونترهاخينغ الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة عام 2004، قبل أن يتولى تدريب الفريق الأول للنادي بعد ثلاث سنوات. أُقيل هازنهوتل من منصبه في عام 2010، وانتقل للعمل في نادي «في إف آر آلين»، وبدأ كثيرون يشبهونه بالمدير الفني الألماني الكبير يورغن كلوب وانفعالاته التي يصفها البعض بالجنون، ويعترف هو نفسه بذلك، حيث وُلد كل منهما في صيف عام 1967، وسارا في نفس الطريق للحصول على المؤهلات التدريبية. وفي حين تولى كلوب تدريب نادي ماينز بعد اعتزاله اللعب في عام 2001، فإن هازنهوتل سار في طريق أصعب.
نجح هازنهوتل في قيادة نادي «في إف آر آلين» لدوري الدرجة الثانية في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخ النادي، ثم انتقل لتولي تدريب نادي إنغولشتات في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، وقاد الفريق المهدد بالهبوط في ذلك الموسم إلى الفوز بلقب البطولة في الموسم التالي. ورحل هازنهوتل عن الفريق وهو في المركز الحادي عشر للدوري الألماني الممتاز ليتولى تدريب نادي لايبزيغ في أول موسم للنادي في الدوري الألماني الممتاز.
حطم لايبزيغ الرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات المتتالية من دون هزيمة لأي فريق صاعد حديثاً للدوري الألماني الممتاز، وأنهى الموسم في مركز الوصيف خلف بايرن ميونيخ، وتأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن مسيرة هازنهوتل في شرق ألمانيا توقفت فجأة في الصيف بعدما فشل في تكرار نفس النجاح في الموسم التالي، وتولى المدير الرياضي بالنادي رالف رانغنيك، قيادة الفريق بعده حتى تعاقد النادي مع جوليان ناغيلسمان.
يقول هايدنرايخ، صحافي بجريدة «كورير»: «أعتقد أنه كان يريد أيضاً اتخاذ الخطوة التالية -ومن الصعب جداً إبقاء لايبزيغ في دوري أبطال أوروبا كل موسم. كما أنه ليس من السهل أن تعمل مع رالف رانغنيك». وكان هازنهوتل قد قضى أسبوعين على سبيل الاختبار كلاعب في نادي تشيلسي عندما كان يقوده غلين هودل في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وبالتالي كان هناك دائماً شعور بأن الدوري الإنجليزي الممتاز قد يكون وجهته التالية. وقال هازنهوتل في مقابلة صحافية أُجريت معه في عام 2015: «لم أكن أؤمن حقاً بأنني أستطيع أن ألعب هناك، لكن هذه التجربة كانت بمثابة مصدر إلهام رائع لمسيرتي المهنية، حيث تمكنتُ من التدريب هناك لمدة أسبوعين. لم تكن موهبتي في لعب كرة القدم كبيرة، لكنني كنت أجتهد كثيراً وأهتمّ بتعلم كل ما هو جديد من أجل أن أكون أفضل، وهذا التركيز جعلني أفضل بمرور الوقت».
ومن المؤكد أن هازنهوتل قد طبّق نفس هذا النهج خلال مسيرته في عالم التدريب، حيث قضى الصيف التالي لرحيله عن نادي «آلين» في ركوب الدراجات بين معسكري التدريب لكلٍّ من بروسيا دورتموند وبروسيا مونشنغلادباخ من أجل التجسس على الجلسات التدريبية من خلال الاعتماد على زوج من المناظير. وقال هازنهوتل عن ذلك: «من الأفضل أن تكون متخفياً وإلا سيتحدث الجميع إليك لأنهم يعرفونك -ولا يمكنك التركيز على التدريب والجميع يتحدثون معك. كنت أيضاً في إيطاليا عندما كانت ألمانيا تستعد لنهائيات كأس العالم، لأن الأمر كان مثيراً للاهتمام بالنسبة إليّ. ربما أكون مجنوناً بعض الشيء في هذا الأمر، لكنّ هذا جعلني مديراً فنياً أفضل».
وسيحتاج هازنهوتل، وهو لاعب بيانو موهوب أيضاً، إلى العمل بكل قوة من أجل إعادة ساوثهامبتون إلى المسار الصحيح، خصوصاً أن النادي لم يحقق سوى فوز وحيد على ملعبه في الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، ومن المؤكد أن هازنهوتل لديه القدرات والإمكانيات والخبرات التي تمكّنه من مساعدة ساوثهامبتون على تجاوز هذه الفترة الصعبة.
يقول هايدنرايخ: «إنه يتوقع من اللاعبين أن يبذلوا أقصى ما لديهم وينتظر منهم الكثير، لكنه رجل إيجابي للغاية ويخلق أجواء جيدة للغاية للاعبيه. وبعد نهاية المباريات لا يستطيع هازنهوتل أن ينام، ويقول إنه في كثير من الأحيان يبقى مستيقظاً طوال الليل يشاهد إعادة المباريات». وفي الحقيقة، قد يكون هناك بعض الليالي الطويلة للغاية على هازنهوتل خلال الفترة القادمة.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.