في محاولة للانفتاح على ثقافات وفنون العالم ورفع الذائقة الفنية لدى المصريين؛ تحتضن القاهرة في الوقت الحالي معرضاً جماعياً لأبرز مجالات فنون «الغرافيك» بعنوان: «بورتو ـ القاهرة»، وهو المعرض المصري - البرتغالي للرسم والحفر والطباعة.
يشارك في المعرض، الذي يستضيفه «مركز المثّال محمود مختار الثقافي»، مجموعة من الفنانين البرتغاليين والمصريين يصل عددهم إلى 33 تشكيلياً، من اتجاهات مختلفة، إلا إنهم وجدوا في فن الغرافيك رابطاً قوياً يجمع بينهم، بما يجعل من المعرض سيمفونية فنية تعزف إبداعاً تشكيلياً من الغرافيك.
وحسب سفارة البرتغال لدى مصر، فإن المعرض يهدف إلى استمرار المحافظة على الحوار الفني والثقافي بين القاهرة ولشبونة، الذي بدأ في عام 2010، حيث يحظى «بورتو - القاهرة» بدعم كبير من جانب السفارة البرتغالية، ومؤسسة «كامويس» الثقافية للتعاون واللغة (مؤسسة ثقافية تتبع حكومة البرتغال)، ومن وزارة الثقافة المصرية ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية.
من جانبه، قال الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية، إن المعرض يضم أعمال نخبة من الجانبين، لافتاً إلى أن «هذه المعارض تحتل هذه الأهمية لدلالاتها القوية على حرص مصر على التكامل والتعاون والحوار مع الآخر تحت مظلة حضارية تُعلي قيم التنوير وقيم الفن والإبداع». وأضاف، في كلمته التي يستهل بها الكتالوغ الذي طبع بمناسبة المعرض وصدر باللغتين العربية والبرتغالية: «المعرض مناسبة مهمة للتعرف على إبداعات متخصصة في مجال الغرافيك بتقنياته وأساليبه المتنوعة، وفرصة كذلك للمتخصصين والباحثين وطلبة كليات الفنون الجميلة وجمهورها، لمشاهدة عرض ثري وحافل بالخبرات والأفكار والرؤى المتباينة والمتفردة».
من بين الفنانين المشاركين في المعرض من مصر، الفنان محمد الطراوي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة التواصل الفني ظاهرة جيدة للغاية، فنحن نجتمع في بوتقة الفن رغم أننا قد نختلف في أمور أخرى، وهذا التقارب يدعم العلاقات المشتركة ويمكننا من التعرف على الآخر وثقافته وهويته عن قرب، بمعنى أن الفنون هنا تختصر المسافات بيننا وبين باقي الشعوب، وما لمستُه عن قرب أننا نقف على قدم المساواة مع الفن الأوروبي، ولا تقل أعمالنا عن أعمالهم». وعن أعماله بالمعرض، يلفت إلى أنه يشارك بعملين نفذهما بالحبر الشيني؛ «حيث يعكسان الهوية والشخصية المصرية، وحاولت التعبير عن المحيط البصري للبيئة المصرية، وذلك بشكل معاصر؛ بعيداً عن الشكل المباشر».
أما الفنان شعبان الحسيني، فيؤكد على «أهمية الاحتكاك الدولي للفنان والتعرف على مدارس فنية مختلفة ورؤى فنية جديدة لدى الآخر»، مبيناً أنه توقف أمام أعمال الفنانين المشاركين من دولة البرتغال، للتعرف على إبداعاتهم وأساليبهم المتنوعة، وما لمسه أنه لديهم رؤى وأفكار متنوعة، لا سيما في اختيار اللون والتعامل معه خلال اللوحات.
ويلفت الحسيني إلى أنه يشارك بعملين في المعرض للرسم بالفحم، وهما امتداد لتجربته الفنية التي يحرر فيها خياله إلى فضاءات الفن والخيال ليرسم مشاهد إنسانية وحياتية وواقعية بلا إطار مكاني أو زمني، والتي عرضها مؤخراً من خلال معرض بعنوان «فرق توقيت».
يذكر أن المعرض يضم أعمال 15 فناناً من مصر؛ من بينهم: فدوى رمضان، وأحمد محيي حمزة، ومحمد نبيل عبد السلام، ونورا مصطفى، وإيمان أسامة، وطارق الشيخ، وشعبان الحسيني، وفاطمة عبد الرحمن. كما يشارك من البرتغال 18 فناناً؛ من بينهم: كارلوس كارريور، وداريو ألفيس، وديانا كوستا، ومانويل أجوير، وبيدرو روتشا، وسبرال سينتينو، وزولميرو دي كارافيلو، ودولس باراتا فيو.
«بورتو ـ القاهرة»... سيمفونية تشكيلية مصرية ـ برتغالية بإبداع «الغرافيك»
33 فناناً يشاركون بأعمال من الرسم والحفر والطباعة
«بورتو ـ القاهرة»... سيمفونية تشكيلية مصرية ـ برتغالية بإبداع «الغرافيك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة