تلميحات حوثية بإفشال مشاورات السويد واتهامات للمبعوث بعدم قدرته على عقدها

TT

تلميحات حوثية بإفشال مشاورات السويد واتهامات للمبعوث بعدم قدرته على عقدها

كشفت الميليشيات الحوثية عن نياتها الحقيقية تجاه مشاورات السويد، قبل يومين من انطلاقها المفترض، وذلك على لسان المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، خلال تصريحات رسمية نقلتها عنه إحدى الصحف الخاضعة للجماعة الانقلابية في صنعاء.
وقلَّل المتحدث باسم الجماعة من النتائج التي ستفضي إليها المشاورات في حال انعقادها، لجهة أن جماعته تريد من المبعوث الأممي مارتن غريفيث تحديد إطار سياسي شامل (على حد زعمه)، يتجاوز مرجعيات الحوار المتفق عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن «2216».
واشترط القيادي الحوثي في الجماعة ورئيس وفدها التفاوضي أن يحدد غريفيث إطاراً سياسياً للحوار يحدد فيه (بحسب قوله) «القضايا الجوهرية والرئيسية للمرحلة المقبلة، وكل ما يتعلق بها سياسياً وأمنياً وإنسانياً كخطوط عريضة وأساسية لإجراء حوار سياسي شامل للترتيبات السياسية في المرحلة الانتقالية (الرئاسة والحكومة) والترتيبات الأمنية والإنسانية والاقتصادية، وأن تكون بناءً على شراكة الجميع في كل هذه القضايا والتفاصيل اللازمة للمرحلة الانتقالية والترتيبات الأمنية وغيرها من القضايا ذات الصلة».
وتحاول الجماعة من خلال هذا الطرح (كما يبدو) عرقلة المشاورات التي كان المبعوث الأممي أشار إلى أنها ستقتصر في لقاءات السويد على جوانب بناء الثقة، وهي ما تتعلق بملفات الأسرى والمختطفين ورواتب الموظفين ومطار صنعاء والوصول الإنساني للمساعدات الغذائية، إلى جانب توحيد البنك المركزي، وتحييد الملف الاقتصادي عن الصراع، وقضية ميناء الحديدة.
واعتبر المتحدث باسم الجماعة الحوثية أن أي مشاورات لا تتطرق إلى تحديد الإطار الشامل للحل ستكون «كلاماً بلا مضمون»، ملمحاً إلى أن جماعته تريد التفاوض على مرجعيات جديدة للحل غير متوافق عليها دولياً، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي «2216»، الذي نص على شرعية الرئيس هادي وعلى ضرورة إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح والانسحاب من المدن وإطلاق الأسرى والمختطفين.
وقال عبد السلام في تصريحاته: «عندما يقدم غريفيث إطاراً يحدد فيه هذه القضايا من الممكن الذهاب إلى عقد حوار لمناقشة التفاصيل، وكيف تتم، بعد الاتفاق على الأساسيات والمرجعيات. أما مشاورات أو مفاوضات أو لقاءات سياسية، ولا توجد قضايا متفق عليها، فلن يخرج النقاش بأي مفيد بل سيكون مجرد كلام بلا مضمون».
وزعم المتحدث باسم الميليشيات أن المشاورات التي يرتب لها غريفيث في السويد بحضور وفد الحكومة الشرعية «لا معنى لها»، إذ إن الشرعية تحاول من خلالها (على قوله) تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالقوة والعمليات العسكرية.
وتحدث عبد السلام بلهجة مستهترة عن الجهود الأممية، وقال إن غريفيث «من الناحية العملية لم يقدم حتى الآن شيئاً، وما زال نشاطه يأتي في إطار الكلام وتبادل النقاش وتقديم الوعود، وحتى اللحظة لم يقدم إطاراً سياسياً شاملاً للحل يراعي المرحلة الانتقالية القادمة وفقاً لشراكة بين كل الأطراف اليمنية».
واتهم القيادي الحوثي المبعوث غريفيث بأنه «يركز على القضايا غير الجوهرية والأساسية في عقد المشاورات، فهو يبحث إمكانية جمع الأطراف فقط، لا ما هو الإطار الذي يجب أن تتفق عليه الأطراف السياسية، ودون تحديد الإجراءات الأهم للمشاورات، ولم يقدم إطاراً سياسياً شاملاً واضحاً يمثل نقطة النقاش في المشاورات المقبلة».
ولمح المتحدث باسم الجماعة الحوثية إلى عدم حضور الوفد المفاوض برئاسته إلى السويد بقوله «حتى الآن لا يبدو أن المبعوث الأممي قادر على عقد جولة مشاورات جديدة بسبب أنه لم يقدم أي رؤية أو إطار سياسي لهذه المشاورات».
وبحسب تقديرات المراقبين للحالة اليمنية، تسعى الجماعة الحوثية إلى إضاعة الوقت ووضع العراقيل أمام أي جهود أممية أو دولية لإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة ووقف التهديدات الإيرانية للمنطقة والمحيط الإقليمي وحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر.
ويبدو من تصريحات قادة الجماعة الموالية لإيران أنها تحمل تصورات مسبقة للسلام الذي تريد إبرامه مع الحكومة الشرعية، بما يضمن تفكيك جبهة الشرعية، وطرح جميع مكونات الشعب اليمني وأحزابه في كفة مقابل حصول الجماعة على مكاسب تضمن بقاءها العسكري والأمني والهيمنة على القرار السياسي للدولة.
ومع أن الحكومة الشرعية ترحب بكل الجهود الأممية والدولية من أجل السلام والتوصل إلى توافق يفضي إلى إنهاء الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية ضد المكونات اليمنية، إلا أنها ترفض من حيث المبدأ التفاوض خارج نطاق المرجعيات الثابتة المتوافق عليها، وهو ما يعني تمسكها بشرعية هادي المعترف بها دولياً، إلى جانب حرصها على نزع أسلحة الميليشيات وانسحابها من المدن قبل الشروع في أي عملية سياسية تستوعب الجماعة الحوثية مع بقية الأحزاب والمكونات السياسية.
وشككت الشرعية أكثر من مرة في جدية الجماعة الحوثية لإحلال السلام مع التأكيد أن القرار ليس بيد الجماعة، ولكنه يأتي من طهران، التي تراهن على إطالة أمد الصراع في اليمن خدمة لأجندتها الإقليمية، ومن أجل الإبقاء على الميليشيات الحوثية شوكة في خاصرة الجوار العربي وتهديد المصالح الدولية والملاحة البحرية.
وفي الوقت الذي قال المبعوث الأممي في تصريحات رسمية سابقة إنه يأمل أن تبدأ مشاورات السويد في الرابع من الشهر الحالي، تضع تصريحات المتحدث باسم الجماعة الحوثية المزيد من الشكوك حول إمكانية انعقادها في الموعد المحدد، خصوصاً أنها جاءت قبل يوم من الموعد المفترض لمغادرة وفد الميليشيات إلى السويد.
وكانت الجماعة الحوثية رهنت موافقتها على حضور المشاورات بإجلاء 50 جريحاً من عناصرها إلى مسقط للعلاج، على حد زعمها، في حين تقول الحكومة الشرعية إن الغرض من هذا الشرط هو تهريب عدد من الخبراء الإيرانيين ومن مسلحي «حزب الله» اللبناني.
وفي حين عقد غريفيث، الخميس الماضي، في العاصمة الأردنية عمان لقاء مع عدد من ممثلي الأحزاب اليمنية، لإطلاعهم على الخطوط العامة للمشاورات التي تستضيفها السويد، لمح إلى أنه يتبنى تنفيذ خطته بشأن السلام في اليمن على ثلاث مراحل، حيث ستكون محطة السويد مخصصة فقط لقضايا بناء الثقة.
وعلى الرغم من التفاؤل الأممي بأن حضور الميليشيات إلى السويد رفقة الوفد الحكومي سيكون بداية جيدة لتحقيق تقدم في مسار السلام الذي يقوده غريفيث بدعم غربي، فإن كثيراً من المراقبين يرجحون أن العملية لن تكون بالسهولة التي تفترضها الدوائر الغربية، لجهة ما دأبت عليه الميليشيات الحوثية في أكثر من جولة للتفاوض من تسويف وإبداء عدم الجدية في التراجع عن الانقلاب والانصياع لقرارات الشرعية الدولية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.