استقرار معدلات البطالة في منطقة اليورو وارتفاعها في إيطاليا خلال أكتوبر

تباطؤ تضخم منطقة اليورو في نوفمبر

استقرار معدلات البطالة في منطقة اليورو  وارتفاعها في إيطاليا خلال أكتوبر
TT

استقرار معدلات البطالة في منطقة اليورو وارتفاعها في إيطاليا خلال أكتوبر

استقرار معدلات البطالة في منطقة اليورو  وارتفاعها في إيطاليا خلال أكتوبر

أظهرت تقديرات مبدئية من مكتب الإحصاءات الأوروبي (يورو ستات) أمس، بقاء معدلات البطالة في منطقة اليورو خلال أكتوبر (تشرين الأول) على نفس مستوياتها للشهر الثالث على التوالي، الأقل في نحو 10 سنوات، عند 8.1 في المائة.
بينما ارتفع معدل البطالة في إيطاليا خلال أكتوبر إلى 10.6 في المائة، في الوقت الذي تدخل فيه روما في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي بسبب موازنة العام المقبل التي ترصد نفقات للمساندة الاجتماعية.
وجاء معدل البطالة الإيطالي في أكتوبر مرتفعاً عن متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم، الذي بلغ 10.1 في المائة.
وكان معدل البطالة الإيطالي في سبتمبر (أيلول) عند 10.3 في المائة، وهو المعدل الذي تم تعديله بعد تقديرات مبدئية للبطالة في هذا الشهر بـ10.1 في المائة.
وارتفعت معدلات البطالة بين الشباب في إيطاليا، ممن يقعون بين 15 و24 عاما، إلى 32.5 في المائة مقارنة بـ32.4 في المائة في الشهر السابق.
وقالت «رويترز» إن ارتفاع معدل البطالة جاء مدفوعاً بزيادة عدد المواطنين الذين قرروا البحث عن عمل خلال أكتوبر، وليس انخفاض عدد المشتغلين. وتخطط الحكومة الإيطالية لأن يكون العجز المالي في موازنة السنة المقبلة عند 2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بالمخالفة للقواعد المالية الأوروبية.

ويأتي التوسع المالي لروما في ظل مخططاتها لإنفاق 9 مليارات يورو على ما يسمى «دخل المواطن» الموجه لـ6.5 مليون من فقراء الإيطاليين، وستسمح بسن أصغر للتقاعد لمن سددوا مبلغاً معيناً من المساهمات في النظام التأميني.
وستخفض الضرائب على المشروعات الصغيرة وستتيح عفواً ضريبياً عن ضرائب غير مدفوعة تصل إلى نصف مليون يورو.
وعلى الصعيد الأوروبي، فقد واصل معدل البطالة في منطقة اليورو التراجع منذ أن وصل في سبتمبر (أيلول) 2016 إلى ما دون العتبة الرمزية البالغة 10 في المائة. لكنه يبقى أعلى من متوسط معدله قبل الأزمة المالية بين 2007 و2008، الذي كان يبلغ 7. 5 في المائة.
لكن معدل البطالة في صفوف الشباب في منطقة اليورو ارتفع في أكتوبر ليصل إلى 17.3 في المائة مقابل 17.1 في المائة في سبتمبر.
وبين الدول الـ19 الأعضاء في منطقة اليورو، كان معدل البطالة الأدنى في أكتوبر في ألمانيا (3.3 في المائة).
أما المعدل الأعلى فكان في اليونان 18.9 في المائة في أغسطس (آب)، آخر رقم متوفر) وإسبانيا 14.8 في المائة.
وبلغ معدل البطالة في دول الاتحاد الأوروبي الـ28 خلال أكتوبر 6.7 في المائة، مستقراً على نفس معدل الشهر السابق.
من جهة أخرى، تباطأ التضخم في منطقة اليورو، كما كان متوقعاً، في نوفمبر (تشرين الثاني) مع تباطؤ ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، بينما جاءت قراءة التضخم الأساسي دون توقعات السوق.
وقال مكتب «يورو ستات» أمس إن أسعار المستهلكين في دول منطقة اليورو البالغ عددها 19 ارتفعت اثنين في المائة على أساس سنوي في نوفمبر، بعدما بلغ التضخم أعلى مستوى في 6 سنوات خلال أكتوبر عند 2.2 في المائة.
ويتماشى التراجع في التضخم مع متوسط التوقعات التي جاءت في استطلاع لآراء خبراء الاقتصاد أجرته «رويترز». وقال «يورو ستات» إن أسعار الطاقة ارتفعت في نوفمبر 9.1 في المائة على أساس سنوي مقارنة بزيادة 10.7 في المائة في أكتوبر، بينما زادت أسعار الأغذية غير المصنعة 1.8 في المائة، مقارنة مع ارتفاع نسبته 2.1 في المائة في الشهر السابق.
وهبط مؤشر التضخم الأساسي، الذي يستثني مكوني الطاقة والأغذية غير المصنعة، اللذين يتسمان بتقلب أسعارهما، إلى 1.1 في المائة في نوفمبر، مقارنة مع توقعات بأن يسجل ارتفاعاً طفيفاً في هذا الشهر.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.