قاعدة روسية {مأهولة} على سطح القمر عام 2035

مركبة «الاتحاد» الفضائية الروسية الجديدة
مركبة «الاتحاد» الفضائية الروسية الجديدة
TT

قاعدة روسية {مأهولة} على سطح القمر عام 2035

مركبة «الاتحاد» الفضائية الروسية الجديدة
مركبة «الاتحاد» الفضائية الروسية الجديدة

ستصبح القواعد المأهولة على سطح القمر أكثر من مجرد فكرة يبحثها العلماء، ويتداولها العامة في أحاديثهم المسائية عن عالم الخيال، إذ تستعد وكالة الفضاء الروسية لإطلاق بعثة فضائية نحو القمر، بهدف الحصول على موطئ قدم هناك، وبناء نقاط ارتكاز واستقرار، تتيح للعلماء دراسة هذا الجرم السماوي المرافق للأرض عن كثب. كما يمكن الاستفادة في المستقبل من القاعدة على سطح القمر كمنصة لإطلاق بعثات نحو كواكب أخرى بعيدة جداً عن الأرض. وقال مكتب التصميم الهندسي «إنيرجيا» الخاص بتصميم المركبات والصواريخ الفضائية، إن أقدام رواد الفضاء الروس ستطأ القمر لأول مرة بعد عام 2030، وذلك ضمن «خريطة طريق برنامج القمر»، وسيبقون هناك 14 يوماً، قبل العودة إلى محطة فضائية سيجري بناؤها على مدار القمر.
ولأن بلوغ سطح القمر ليس بالأمر السهل، كما هي الحال بالنسبة للرحلات إلى المحطة الفضائية الدولية، فإن المشروع الروسي يقوم على عدة خطوات. في المرحلة الأولى والتي تستمر حتى عام 2025، يُفترض الاستفادة من المحطة الفضائية الدولية للتدرب على متنها على كل التقنيات المتصلة ببرنامج القمر. في الوقت نفسه سيتم تصنيع محطة فضائية مأهولة لوضعها على مدار حول القمر، مع إنجاز التجارب على مركبة «فيدراتسيا»، أي «الاتحاد»، وهي مركبة مأهولة، من تصميم وتصنيع مؤسسة «إنيرجيا»، مخصصة لنقل الحمولات إلى المدارات الفضائية القريبة والبعيدة من الأرض على حد سواء، يمكنها البقاء في الفضاء مدة 30 يوماً، والعودة بعد ذلك إلى الأرض. ويتوقع أن تقوم هذه المركبة بأول رحلة لها العام القادم؛ لكن بداية نحو المحطة الفضائية الدولية، على أن تستخدم فيما بعد في الرحلات إلى مدار القمر. أما الخطوة قبل الأخيرة والأهم للهبوط على سطح القمر، فهي دراسته بواسطة مركبات فضائية يتم إطلاقها لجمع معلومات دقيقة، تساعد على اختيار موقع الهبوط، والمواقع التي يمكن بناء القواعد المأهولة عليها.
ويجري العمل على تصنيع المحطة المدارية قرب القمر، بالاستفادة من التقنيات المستخدمة في تشييد المحطة الفضائية الدولية. وتشكل هذه المحطة حلقة غاية في الأهمية من المشروع الروسي؛ لأنه يُفترض أن تشكل منصة تنطلق منها مركبة مأهولة تنقل رواد الفضاء إلى القمر، وتعيدهم إليها بعد إنجاز المهمة. لذلك ستشمل المحطة القمرية منصة خاصة لعمليات إطلاق وهبوط مركبات الشحن الفضائي المأهولة. وفي المرحلة الثانية التي تستمر من عام 2025 وحتى عام 2035، سيبدأ رواد الفضاء الروس بنقل المواد والمعدات الضرورية لتشييد القاعدة القمرية المأهولة، والتي يفترض أن يتم الانتهاء من العمل عليها بحلول عام 2035. حينها سيتم وضع برنامج للرحلات المأهولة، بداية نحو المحطة المدارية حول القمر، ومنها إلى القاعدة على سطحه، التي تتوفر فيها مقومات الحياة للإنسان، ومختبرات علمية للتجارب والأبحاث في إطار دراسة معمقة للقمر.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.