بعد مرور عام ونصف على اختطاف الطفلة ياسمين «4 سنوات» من جانب والدها مهدي، وهربه بها إلى مناطق الصراعات ليلتحق بصفوف تنظيم داعش في سوريا، عادت ياسمين برفقة والدتها إلى بروكسل قبل يومين». وقال مكتب التحقيق الفيدرالي في العاصمة البلجيكية إن: «الطفلة في صحة جيدة ولكن ستخضع للكشف الطبي وتحصل على مساعدة من متخصص في العلاج النفساني بعد الأمور التي رأتها ومرت بها عقب وصولها إلى مناطق الصراعات ولكن الآن هي في مكان آمن»، بحسب المتحدثة باسم مكتب التحقيقات ايني فان وينمرش.
من جانبه قال القاضي في مكتب التحقيقات دينس جويمان، إنه لا تفكير في حرمان الأم من ابنتها بإدخال ياسمين إلى أحد مراكز الاحتجاز وإنما ستمارس الأم دورها في التربية واحتضان طفلتها وتحت إشراف منظمة متخصصة في هذا المجال لتقديم المساعدة المطلوبة». وتعود الواقعة إلى 24 مايو (أيار) من العام الماضي عندما حضر مهدي والد ياسمين إلى منزل والدة ياسمين «مطلقته» لتمضية عطلة نهاية الأسبوع مع الطفلة، ولكنه سافر بها إلى سوريا برفقة فتاة تدعى فردوس وهي قاصر وعمرها 14 عاما وكانت الأخيرة حاملا من مهدي وأعلنت عائلتها عن اختفائها. وفي أبريل (نيسان) الماضي لقي مهدي مصرعه في العمليات القتالية، وانتقلت ياسمين للعيش في أحد المعسكرات تحت سيطرة جماعة متشددة، تعرف باسم فرقة «الغرابة»، والتي اشترطت لإطلاق سراح ياسمين، أن تذهب إلى دولة إسلامية وجرى إقناعهم بأنها سوف تذهب للمغرب».
وحسب ما نقلت وسائل الإعلام عن السلطات القضائية في بروكسل، فقد نجحت المفاوضات في إطلاق سراح ياسمين، دون دفع أي مبالغ مالية والتحقت بوالدتها التي سافرت إلى منطقة بالقرب من الحدود التركية السورية، وبالفعل نجحت في العودة بها إلى بلجيكا قبل يومين». وقالت منظمة فوكس شيلدرن التي كانت تتابع هذا الملف في إطار مهمتها في المساعدة في البحث عن الأطفال المفقودين قالت إن المحاولات تكللت بالنجاح وإن ما حدث يعتبر أخبارا سعيدة جدا للأم وللطفلة».
وفي أغسطس (آب) الماضي أطلقت الأم وتدعى مريم نداء للسلطات البلجيكية لمساعدتها على استعادة طفلتها الصغيرة ياسمين من مناطق الصراعات بعد أن هرب بها والدها من بلجيكا في وقت سابق وتوجه بها إلى تركيا ومنها إلى سوريا للانخراط في صفوف تنظيم داعش».
وفي تعليق على هذا الأمر قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس، إن هناك اتصالات مع أسرة الطفلة في بلجيكا حول هذا الملف، مضيفا في تصريحات لوسائل الإعلام أنه طلب من سفارتي بلجيكا في كل من الأردن ولبنان، إجراء الاتصالات اللازمة وخاصة مع المنظمات الناشطة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية في محاولة لمعرفة مكان تواجد الطفلة». وقال: «من المهم أن نحدد أولا مكان تواجدها في سوريا أو في العراق، وإذا ما كان هناك أطفال آخرون يحملون الجنسية البلجيكية، وبعدها سوف نقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية البلجيكية لتحديد الخطوات المقبلة، للتعامل مع هذا الأمر».
وبالنسبة لإمكانية عودة زوجات وأطفال المقاتلين من مناطق الصراعات، فالموقف الحكومي المعلن يتضمن ضرورة دراسة كل حالة على حدة بعد جمع أكبر قدر من المعلومات عنهم بناء على اتصالات مع الحكومة العراقية أو غيرها وبعدها يتخذ القرار، بحسب تصريحات لوزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هذا الصدد.
وقبل أيام قليلة ومن مناطق الصراعات حيث مخيمات احتجاز أرامل وأطفال «داعش»، إلى مقر البرلمان البلجيكي، جاء البروفسور خيرت لوتس ليقدم تقريرا، أعده مع بعثة طبية بلجيكية، وذلك خلال نقاش حول هذا الملف، تحت عنوان عائلات الدواعش من الأوروبيين في روجافا... أين الحكومات الأوروبية؟
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال البروفسور النفساني خيرت لوتس، الأمر يتعلق بأطفال وأرامل في معسكرات احتجاز، وتقريرنا يؤكد على أنهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية وينتظرهم شتاء قارس ويعيشون في أماكن لا تسمح للأطفال أن يكبروا في ظروف طبيعية ويجب إعادتهم بسرعة لدمجهم بشكل طبيعي في المجتمع البلجيكي، إنه الوقت المناسب الآن لإعادة هؤلاء ودون تأخير.
الكشف عن تفاصيل عودة أول طفلة من أبناء الدواعش إلى بلجيكا
النيابة العامة: لم يتم دفع أي مبالغ نقدية وإخضاع الطفلة لمعالج نفساني
الكشف عن تفاصيل عودة أول طفلة من أبناء الدواعش إلى بلجيكا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة