المجلس الوطني الفلسطيني يحذِّر من «صفقة القرن»... ونتنياهو يكلف فريقاً بمتابعتها

TT

المجلس الوطني الفلسطيني يحذِّر من «صفقة القرن»... ونتنياهو يكلف فريقاً بمتابعتها

كشفت مصادر دبلوماسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ينوي إقامة طاقم خاص في مكتبه يتابع مع الإدارة الأميركية شؤون «صفقة القرن»، وأشارت إلى أن الوفد سيسافر إلى واشنطن قريباً لهذا الغرض.
وأكد هذا النبأ رسمياً، السفير الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، الذي أعلن مساء أول من أمس، أن «صفقة القرن» الأميركية «باتت مكتملة الآن»، وسيكشف عنها الأميركيون في أوائل عام 2019. وأضاف دانون في تصريحات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن الإدارة الأميركية ناقشت تفاصيل إطلاق تلك الخطة بالفعل مع إسرائيل ودول عربية عدة، لكن أحداً لا يعرف بعد ما هي تفاصيلها.
وسئل دانون عما إذا كان قرار تأجيل الإعلان عن هذه الصفقة عدة مرات، تم بطلب من رئيس وزرائه نتنياهو أو من آخرين، وإن كانت هناك علاقة بالأمر مع اقتراب إسرائيل من خوض معركة انتخابية، فقال: «بداية العام المقبل، سيكون أفضل موعد لإطلاق صفقة القرن؛ لأن الانتخابات المتوقعة في إسرائيل، ستكون في نهاية عام 2019، وعلى الأقل قبل عدة شهور طويلة منها. ولذلك فليس هنالك تضارب، ولن يكون هناك مجال ليعتبر نشر الخطة بمثابة تدخل في الجدل السياسي الداخلي في إسرائيل».
واستبعد دانون أن يكون هناك خلاف متفجر بين إسرائيل والإدارة الأميركية، بسبب ورود بنود لا ترضي إسرائيل في الخطة. وقال إن «المسؤولين الإسرائيليين سيأتون إلى طاولة المفاوضات لمناقشة الخطة، بثقة في الإدارة الأميركية، وبانفتاح تجاه مضمونها، فيما يمتنع الفلسطينيون عن التعاطي معها، وسيحاولون وقفها وشطبها وإلغاءها، وهم الذين سيدخلون في صدام مع واشنطن وليس نحن. ومع ذلك هنالك محاولات تقوم بها الولايات المتحدة لإشراك دول عربية مهمة في الحوار».
وأكد السفير الإسرائيلي أنه اطلع على بعض البنود الأساسية في الخطة الأميركية؛ لكنه رفض الإفصاح عن مضمونها، أو إذا كانت الصفقة ستضمن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ولفت إلى أنه لا يعرف التفاصيل الدقيقة للخطة، ولكنه يعلم أنها «باتت مكتملة».
المجلس الوطني
من جهة أخرى، حذر المجلس الوطني الفلسطيني من قيام إسرائيل والولايات المتحدة بمحاولة فرض بديل عن قرارات الشرعية الدولية، بشأن القضية الفلسطينية. وفي بيان أصدره المجلس، أمس الأربعاء، لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1977، باعتبار يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام يوماً للتضامن مع الفلسطينيين، عبر عن تقديره لكافة الدول والمؤسسات والحركات العالمية التي تحيي هذه المناسبة، «رفضاً للظلم والاحتلال، وتأييداً لحق شعبنا في تقرير مصيره».
وطالب المجتمع الدولي بترجمة تضامنه الواسع مع الشعب الفلسطيني، إلى أفعال تنهي الاحتلال الإسرائيلي، ليتمكن من تقرير مصيره وعودته إلى أرضه، وتجسيد استقلاله الوطني في دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها مدينة القدس.
وقال المجلس، في بيانه، إن «المسؤولية الأولى في تنفيذ القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ عام 1947 وحتى اليوم، تقع على عاتق الأمم المتحدة ومؤسساتها، فلم يعدْ مقبولاً أن تبقى دولة الاحتلال تنتهك القانون الدولي بدعم ورعاية كاملة من إدارة (دونالد) ترمب، التي تشجعها على ممارسة الإرهاب والقتل والاعتقال، وبناء المستعمرات على أراضي الدولة الفلسطينية، التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012».
وشدد المجلس الوطني الفلسطيني على «قدرة شعبنا وقيادته على تجاوز المرحلة، ومواجهة كافة المشروعات والخطط الهادفة لتصفية قضيته الوطنية، والنيل من حقوقه الثابتة في العودة والدولة، وإيجاد مرجعيات للحل، تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بمحاولة فرضها بديلاً عن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».
وطالب المجلس الوطني الفلسطيني بهذه المناسبة، بمعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي وبرلمانها (الكنيست)، على قراراتها وقوانينها العنصرية التي شرعنت نظام التمييز العنصري، تجاه كل من هو غير يهودي، وتجلى ذلك في قانون الدولة القومية وغيره من عشرات القوانين المخالفة للمواثيق والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان العالمية.
وأكد المجلس أنه لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي، ولا يمكن لدولة الاحتلال أن تنعم بالأمن، ما دام الشعب الفلسطيني يتعرض للظلم والاضطهاد، وأن الحل الوحيد يكون بتنفيذ حل الدولتين بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، على حدود الـ 67.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.