في واحدة من أكبر الحرائق في تاريخ أميركا، التهمت نيران كاليفورنيا أكثر من 200 ألف فدان وخلّفت 31 قتيلاً و228 مفقوداً. واستمرت هذه الكارثة، التي تعدّ من أعنف الكوارث الطبيعية وأكثرها دماراً ودموية، 5 أيام حتى الآن ولم ينجح رجال الإطفاء في احتوائها.
وكانت نقطة اندلاع الحريق المروّع في بداياته من مدينة وولسي في جنوب كاليفورنيا، متجهاً إلى المدن الشمالية في الولاية إلى لوس أنجليس والمقاطعات الشمالية بوتي وكورونر وكال فير بالقرب من سان فرانسيسكو. وبحسب وسائل الإعلام المحلية وعدد من التصريحات الرسمية لمسؤولي الولاية، فإن خطر استمرار الحرائق سيبقى إلى نهاية الأسبوع الحالي، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان.
وحذر المسؤولون من أن العواصف سوف تبلغ ذروتها نحو 40 ميلاً في الساعة، وهناك ما يقرب من 5000 من رجال الإطفاء يتصارعون مع الحريق، إلى جانب 571 من سيارات الإطفاء و91 من فرق الإطفاء و21 طائرة هليكوبتر، يعمل جميعهم على مدار الـ24 ساعة لإيقاف اتساع النيران.
وعادت رياح «سانتا آنا» القوية يوم الأحد، في الوقت الذي تمكن فيه رجال الإطفاء في جنوب كاليفورنيا من احتواء 25 في المائة من الحريق الضخم «وولسي فاير» الذي امتد أكثر من 130 ميلاً مربعاً، حسبما ذكرت شبكة «سي بي إس لوس أنجليس».
وفي جنوب كاليفورنيا، دمّر حريق «وولسي فاير» قصور الأغنياء في مدينة ماليبو ومنازل الضواحي من الطبقة العاملة، ما دفع السلطات إلى الأمر بإجلاء أكثر من 250 ألف شخص من منازلهم.
ووفقاً للدفاع المدني، فقد تمكن رجال الإطفاء من إحراز بعض التقدم على خط النار، وعززوا بعض خطوط الاحتواء. وقال كابتن توني إمبريندا في شعبة الحرائق، للصحافيين: «كما ترون، لدينا حالة رياح (سانتا آنا) أخرى انتقلت إلى المنطقة طوال الليل».
بدوره، قال جيري براون حاكم ولاية كاليفورنيا في مؤتمر صحافي، إن «هذا ليس الوضع الطبيعي، وهو بسبب التغير المناخي الذي يصيب الولاية وأشعل النيران في الغابات، ومن المتوقع أن تثير الرياح الشرقية الجافة الكثير من الحرائق، إلا أن رجال الإطفاء أحرزوا تقدماً في احتواء الحرائق. لكن عودة الرياح القوية في اليوم التالي هددت هذا التقدم، خصوصاً مدينة وولسي». وأشار إلى أنه من المتوقع أن تستمر الأوضاع ما يهدد باندلاع موجة جديدة قد تتجاوز حدود الاحتواء، حاثاً أولئك الموجودين في مناطق الإجلاء الإلزامية على المغادرة، ولافتاً إلى أنهم قد يعيقون جهود مكافحة الحرائق.
وكثفت السلطات المحلية في الولاية عملياتها في البحث عن 200 شخص فقدوا أثناء الحريق، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. فالطواقم الموجودة على مسرح الحرائق تمشط من خلال أطلال المنازل المظللة، وتجاوز عدد القتلى أكثر من الضعف في وقت متأخر السبت، واستمر في الارتفاع يوم الأحد ليصل إلى 31 قتيلاً.
وتعد عملية البحث عن المفقودين صعبة جداً، وتحديد هوية القتلى أمراً أصعب، إذ إن بعض الجثث أحرقت مما يعيق عملية التعرف عليها. يقول هونيا شريف مقاطعة بوتي وقاضي الوفيات: «في بعض الحالات نكتشف عظام أو شظايا عظام الضحايا، وأنا أعلم أن الذين يفتقدون أحباءهم قلقون، كما أعلم أن أخبارنا في استعادة الجثث مقلقة».
نيران كاليفورنيا تقتل 31 شخصاً وتلتهم 15 ألف منزل
إجلاء أكثر من 250 ألفاً من منازلهم... ورفع حالة الطوارئ إلى القصوى
نيران كاليفورنيا تقتل 31 شخصاً وتلتهم 15 ألف منزل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة