إيلهان عمر... من معسكرات اللجوء إلى الكونغرس الأميركي

ناشطة «ديمقراطية اشتراكية» صومالية الأصل باتت أول نائبة مسلمة محجبة

إيلهان عمر... من معسكرات اللجوء إلى الكونغرس الأميركي
TT

إيلهان عمر... من معسكرات اللجوء إلى الكونغرس الأميركي

إيلهان عمر... من معسكرات اللجوء إلى الكونغرس الأميركي

استفاقت الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام على كونغرس جديد، بمجلسيه، سيعايش النصف الثاني من الفترة الرئاسية الأولى – على الأقل – من حكم الرئيس دونالد ترمب. وفي حين نجح الحزب الجمهوري، حزب الرئيس ترمب، بالاحتفاظ بغالبيته في مجلس الشيوخ، بل وعزز هذه الغالبية بمقاعد إضافية، فإنه خسر غالبيته في مجلس النواب أمام خصومه الديمقراطيين.
والواقع، أنه بينما خاب أمل الديمقراطيين بتحقيق فوز «اعتراضي» على سياسات ترمب يسيطرون معه على مجلسي الكونغرس، مقر السلطة التشريعية، بمقدور غالبيتهم النيابية مضايقة الرئيس وتعطيل الكثير من سياساته.
وكان لافتا من النتائج، دخول مجلس النواب جيل جديد من الساسة نسبة عالية بينهم من النساء والأقليات العرقية والدينية، وكان بين الأسماء الأبرز أول نائبة مسلمة محجبة هي إيلهان عمر، المتحدرة من أصول صومالية، ولقد فازت بأحد مقاعد المجلس عن ولاية مينيسوتا، بأقصى شمال الولايات المتحدة.

توقع كثيرون من المتابعين والمحللين السياسيين أن تكون الانتخابات النصفية التي أجريت أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية استفتاء على سياسات الرئيس دونالد ترمب، وأسلوبه في العمل السياسي. والحقيقة، أن هذا الأمر ليس مفاجئاً في مسيرة أي رئيس لأن مثل هذه الانتخابات التي تأتي بعد سنتين من انتخابه لفترة أولى مدتها الدستورية 4 سنوات. غير أن الرئيس ترمب برز على المسرح السياسي في ظروف استثنائية، وشكّل فوزه في انتخابات الرئاسة قبل سنتين «هزة» بل انقلاباً في الفكر والممارسة على «المؤسستين» الحزبيتين الجمهورية والديمقراطية على حد سواء. والقصد هنا، أنه ليس سياسيا محترفاً، ولم يسبق له أن انتخاب قبل نجاحه ببلوغ البيت الأبيض لأي منصب سياسي.
كذلك، حقق ترمب مفاجأته على ظهر موجة شعبوية أثار فيها قضايا غير مألوفة، في مجالات منها الهجرة، وانتقال الوظائف إلى الخارج، والتعامل مع القطاعات الاقتصادية التقليدية كالمناجم والصناعات اليدوية، ناهيك من تبنيه مواقف متشددة إزاء قضايا اجتماعية كحقوق المثليين والأقليات ودور المرأة. ومن ثم، رصد قطاع لا بأس به من المحللين رد فعل الشارع إزاء هذه القضايا. ومما كان لافتا، قبل أيام، أنه في حين استطاع الرئيس الجمهوري أن يحتفظ لحزبه بالسيطرة على مجلس الشيوخ – بل ويعززها – فإن خصومه الديمقراطيين استعادوا السيطرة على مجلس النواب... وكانت النساء والأقليات في طليعة القوى التي قادت هذه السيطرة واستفادت منها. وكان بين ألمع «نجوم» هذه المحطة الاختبارية الناشطة الديمقراطية إيلهان عمر المتحدرة من عائلة صومالية مهاجرة إلى ولاية مينيسوتا، إذ باتت واحدة من نائبتين جديدتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الأميركي، مع الفلسطينية الأصل رشيدة طليب، التي فازت في ولاية ميتشغان القريبة.

- مفارقات طريفة
في مسيرة إيلهان عمر، الكثير من المفارقات اللافتة، ليس أقلها أن ولاية مينيسوتا، التي تعيش فيها وباتت تمثل إحدى دوائرها في الكونغرس، ولاية باردة مناخياً كانت تقليدياً من الولايات التي استقر فيها باكراً المهاجرون الاسكندينافيون، الذين جاءوا من السويد والنرويج والدنمارك. وللعلم، من أحفاد هؤلاء كان نائب الرئيس الأميركي السابق والتر مونديل، المتحدّر من أصول نرويجية. وفي المقابل، تعيش النسبة الأعلى من الأميركيين الأفارقة في ولايات الجنوب الدافئة، إلى جانب استقرارهم في الضواحي الشعبية الفقيرة بالمدن الكبرى، سعياً وراء العمل.
ثم هناك مفارقة ثانية، هي أن مينيسوتا ولاية ليبرالية اجتماعياً. ذلك أن حتى «جمهورييها» محافظون اقتصاديا لكنهم ليبراليون اجتماعياً، بينما إيلهان عمر ليست فقط مسلمة، بل ومحجبة أيضاً.
أما المفارقة الثالثة، فهي أنها ورثت مقعدها في الكونغرس عن نائب مسلم هو كيث إيليسون، الذي بات أول مسلم يدخل مجلس النواب، والذي عزف عن الترشح من أجل خوض الانتخابات لمنصب النائب العام لولاية مينيسوتا، ثاني أهم منصب على مستوى الولاية (بعد منصب حاكم الولاية)، ولقد فاز بالمنصب فعلاً.

- بطاقة هوية
ولدت إيلهان عمر يوم 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1981 في العاصمة الصومالية مقديشو، ونشأت في مدينة بيداوا (غرب الصومال). وهي الأصغر بين 7 أولاد لمعلم ومدرب اسمه نور عمر محمد الذي ينتمي لقبيلة الماجرتين، أما أمها فمن شعب الحَمَر (البناديريين) بوسط البلاد، ولقد توفيت عندما كانت إيلهان طفلة صغيرة. وبالتالي، تربت إيلهان في كنف أبيها وجدها - الذي كان مدير النقل البحري في الصومال - وأعمامها وعماتها، ومعظمهم كانوا يعملون في التدريس أو الإدارات الحكومية.
عام 1991، عندما اندلعت الحرب الأهلية في الصومال، اضطرت عائلة إيلهان إلى الفرار، ومن ثم العيش لمدة أربع سنوات في أحد معسكرات اللاجئين في جمهورية كينيا المجاورة. وفي العام 1995، هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة، وعاشت بداية في ولاية فيرجينيا، وتحديداً في أرلينغتون، إحدى ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن.
غير أن العائلة سرعان ما انتقلت، في العام نفسه، إلى مدينة مينابولس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا المتاخمة لكندا. وهناك انكبت على تعلم اللغة الإنجليزية التي أجادتها خلال ثلاثة أشهر. ومنذ نعومة أظفارها، أتيح لإيلهان بفضل تشجيع أبيها وجدها الاهتمام بالسياسة والمناقشات، وكانت تصحبها بغرض الترجمة خلال اللقاءات السياسية التي كانا يشاركان فيها منذ كانت في سن الرابعة عشرة.
أنهت إيلهان تعليمها الثانوي في مدرسة إيديسون هاي سكول المحلية في مينابولس، حيث نشطت في العمل التطوعي وصقلت مواهبها القيادية والاجتماعية. وبعد إنهائها المرحلة الثانوية التحقت بجامعة نورث داكوتا الحكومية، بولاية نورث داكوتا الصغيرة. ومن هذه الجامعة حازت عام 2011 درجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية.
أما بالنسبة للمحطة المهنية الأولى لإيلهان عمر فكان كمرشدة اجتماعية لشؤون التغذية في جامعة مينيسوتا، بين العامين 2006 و2009. ولكنها بعد التخرج من الجامعة، تفرغت أكثر للنشاط السياسي، وتولت عام 2012 إدارة الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب أحد الأعضاء الديمقراطيين في مجلس شيوخ الولاية، بجانب عملها بين 2012 و2013 منسقة لشؤون تغذية الأطفال في دائرة التربية والتعليم في مينيسوتا.
بعد ذلك، أدارت إيلهان الحملة الانتخابية لأحد المرشحين الديمقراطيين للمجلس البلدي لمينابولس عام 2013. وفي أعقاب فوز مرشحها، عملت كمساعدة استشارية له بين 2013 و2015. وخلال هذه الفترة ازدادت خبرة في العمل السياسي، وخبرت الجانب الآخر الأقل جاذبية والأكثر عنفاً، عندما هاجمها خمسة معتدين وألحقوا بها جروحاً في أحد الملتقيات السياسية الساخنة.
وبحلول سبتمبر (أيلول) 2015 صارت إيلهان مديرة شؤون السياسة والمبادرات في إحدى شبكات التنظيمات النسوية المهتمة بتشجيع النساء المهاجرات من شرق أفريقيا على الانخراط بالعملين السياسي والاجتماعي. وللعلم، فإن إيلهان أم لثلاثة أطفال من زواج سابق.

- البداية السياسية الحقيقية
غير أن البداية السياسية الحقيقية لإيلهان عمر جاءت عام 2016. عندما اختارها حزب العمال والمزارعين الديمقراطي – وهذا هو الاسم الرسمي لتنظيم الحزب الديمقراطي الأميركي في ولاية مينيسوتا – لتكون بين مرشحيه لانتخابات مجلس نواب الولاية. ويوم 9 أغسطس (آب) من ذلك العام تغلبت على منافسيها فيليز كان ومحمود نور. ومن ثم، واجهت في دائرتها المرشح الجمهوري عبد الملك عسكر، وهو مثلها متحدر من أصول صومالية، وكان أيضاً ناشطاً في أوساط الجالية الصومالية. غير أن عسكر انسحب من المعركة، وبالتالي، فازت إيلهان بالمقعد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، وعندما شغلته رسمياً يوم 3 يناير (كانون الثاني) 2017 باتت رسمياً أول صومالي ينتخب لعضو هيئة تشريعية في تاريخ الولايات المتحدة.

- ظاهرة الديمقراطيين الاشتراكيين
بروز السيناتور بيرني ساندرز، الذي هو السياسي الاشتراكي الوحيد في مجلس الشيوخ الأميركي، منافساً حقيقياً لوزيرة الخارجية السابقة على ترشيح الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حمل مؤشراً سياسيا مهماً.
هذا المؤشر هو أن اليسار الأميركي أخذ يجد له أرضية واعدة في صفوف الناخبين الديمقراطيين، مثلما أخذ اليمين الشعبوي المتشدد أو اليمين الإنجيلي يلقى ترحيباً متزايدا في أوساط الناخبين الحزبيين الجمهوريين. والحقيقة أن ساندرز لم يكن عضوا في الحزب الديمقراطي، لكنه مع ذلك، ترشح للرئاسة آملاً أن يكون مرشحه... وحقاً نجح في الحصول على نسبة تأييد زادت على 40 في المائة في عدد من الولايات.
وفعلا، ازدادت هذه الظاهرة عمقاً وانتشاراً بعد فوز الرئيس دونالد ترمب بترشيح الجمهوريين للرئاسة، ثم فوز بمعركة الرئاسة نفسها، وإطلاقه برنامجه الرئاسي الراديكالي المناقض تماماً لسياسات سلفه باراك أوباما.
لقد أقنع فوز ترمب قطاعاً واسعاً من الديمقراطيين، ولا سيما من جيل الشباب، بأن «المواقف الرمادية» المعتدلة أو الملتبسة ما عادت تقنع ناشطي الحزبين الكبيرين، وأن التحديات السياسية والاقتصادية تحتاج لسياسات راديكالية قاطعة. وهكذا، خرج من الظل جيل من الشباب الحركيين في الحزب الديمقراطيين رافعين شعارات جديدة على المشهد السياسي خلال العقود لا تتردد في استخدام مصطلح الديمقراطية الاشتراكية.
إيلهان عمر، في مينيسوتا، من هذا الجيل «الاشتراكي» وكذلك زميلتها ألكسندريا أوكاسيو - كورتيز (29 سنة) التي باتت أصغر نواب الكونغرس الأميركي بعد فوزها، بالأمس، بأحد مقاعد ولاية نيويورك.

- سياسات راديكالية
إيلهان عمر، تعتز صراحة بأنها «ديمقراطية اشتراكية». بينما يصفها متابعو المشهد السياسي الأميركي المتسارع الإيقاع بأنها «نجم تقدمي صاعد»، وهي تتبنى السواد الأعظم للقوى اليسارية في الديمقراطيات الغربية، من تأييد حد أدنى للأجور، إلى حقوق الأقليات المثليين.
وبما يخص السياسة الدولية، يعرف عن إيلهان انتقاداتها لسياسات إسرائيل واعتبارها الحكومة الإسرائيلية «حكومة فصل عنصري»، وهاجمت غير مرة الصمت العالمي على القصف الجوي الإسرائيلي للأهداف المدنية. ومع هذا، خاضت إيهان الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي لتمثيل الدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا.
ويوم الانتخابات، التي أجريت في 6 نوفمبر الجاري، تغلبت إيلهان عمر بفارق كبير على منافستها الناشطة الجمهورية اليمينية جنيفر زيلينسكي، وفتحت لنفسها وللنساء وللمسلمين وللجاليات المهاجرة صفحة جديدة في بلد يفاخر بأنه بلد الفرص والنجاح لكل من يعمل ويجد.

- نتائج لافتة في الانتخابات النصفية
من أبرز النتائج التي سجلت في الانتخابات النصفية الأميركية يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري:
- رشيدة طليب (ولاية ميشيغان)... أول مسلمة تدخل الكونغرس الأميركي (ضمنت فوزها عملياً في وقت سابق، من دون منافسة)
- إيلهان عمر (ولاية مينيسوتا)... أول مسلمة صومالية وأول مسلمة أفريقية تدخل الكونغرس
- جاريد بوليس (ولاية كولورادو)... أول مثلي ميوله الجنسية معروفة ينتخب حاكماً لولاية
- إلكسدريا أوكاسيو - كورتيز (ولاية نيويورك)... أصغر نائب في الكونغرس (29 سنة)
- آيانا بريسلي (ولاية ماساتشوستس)... أول نائبة أفرو - أميركية في تاريخ الولاية
- ديب هالاند (ولاية نيومكسيكو) وشاريس دايفيدز (ولاية كنزاس)... أول نائبتين من أصول أميركية أصلية (من الهنود الحمر) في الكونغرس... والثانية أول مثلية من أصول أميركية أصلية
- كريس باباس (ولاية نيو هامبشير)... أول نائب مثلي ميوله الجنسية معروفة في تاريخ الولاية


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
TT

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

على خلفية ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهندية بذلت جهداً استثنائياً للتواصل مع الدول الأفريقية عبر زيارات رفيعة المستوى من القيادة العليا، أي الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء، إلى ما مجموعه 40 بلداً في أفريقيا بين عامي 2014 و2019. ولا شك أن هذا هو أكبر عدد من الزيارات قبل تلك الفترة المحددة أو بعدها.

من ثم، فإن الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الوزراء الهندي مودي إلى نيجيريا قبل سفره إلى البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين، تدل على أن زيارة أبوجا (في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) ليست مجرد زيارة ودية، وإنما خطوة استراتيجية لتعزيز القوة. مما يؤكد على التزام الهند ببناء علاقات أعمق مع أفريقيا، والبناء على الروابط التاريخية، والخبرات المشتركة، والمنافع المتبادلة.

صرح إتش. إس. فيسواناثان، الزميل البارز في مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث وعضو السلك الدبلوماسي الهندي لمدة 34 عاماً، بأنه «من خلال تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التعاون الدفاعي، وتعزيز التبادل الثقافي، تُظهِر الهند نفسها بصفتها لاعباً رئيسياً في مستقبل أفريقيا، في الوقت الذي تقدم فيه بديلاً لنهج الصين الذي غالباً ما يتعرض للانتقاد. إن تواصل الهند في أفريقيا هو جزء من أهدافها الجيوسياسية الأوسع نطاقاً للحد من نفوذ الصين».

سافر مودي إلى 14 دولة أفريقية خلال السنوات العشر الماضية من حكمه بالمقارنة مع عشر زيارات لنظيره الصيني شي جينبينغ. بيد أن زيارته الجديدة إلى نيجيريا تعد أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لهذه الدولة منذ 17 عاماً. كانت الأهمية التي توليها نيجيريا للهند واضحة من حقيقة أن رئيس الوزراء الهندي مُنح أعلى وسام وطني في البلاد، وسام القائد الأكبر، وهو ثاني شخصية أجنبية فقط تحصل على هذا التميز منذ عام 1969، بعد الملكة إليزابيث الثانية؛ مما يؤكد على المكانة التي توليها نيجيريا للهند.

نجاح الهند في ضم الاتحاد الأفريقي إلى قمة مجموعة العشرين

كان الإنجاز الكبير الذي حققته الهند هو جهدها لضمان إدراج الاتحاد الأفريقي عضواً دائماً في مجموعة العشرين، وهي منصة عالمية للنخبة تؤثر قراراتها الاقتصادية على ملايين الأفارقة. وقد تم الإشادة برئيس الوزراء مودي لجهوده الشخصية في إدراج الاتحاد الأفريقي ضمن مجموعة العشرين من خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول مجموعة العشرين. وكانت جهود الهند تتماشى مع دعمها الثابت لدور أكبر لأفريقيا في المنصات العالمية، وهدفها المتمثل في استخدام رئاستها للمجموعة في منح الأولوية لشواغل الجنوب العالمي.

يُذكر أن الاتحاد الأفريقي هو هيئة قارية تتألف من 55 دولة.

دعا مودي، بصفته مضيف مجموعة العشرين، رئيس الاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، إلى شغل مقعده بصفته عضواً دائماً في عصبة الدول الأكثر ثراء في العالم، حيث صفق له القادة الآخرون وتطلعوا إليه.

وفقاً لراجيف باتيا، الذي شغل أيضاً منصب المدير العام للمجلس الهندي للشؤون العالمية في الفترة من 2012 - 2015، فإنه «لولا الهند لكانت مبادرة ضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين قد فشلت. بيد أن الفضل في ذلك يذهب إلى الهند لأنها بدأت العملية برمتها وواصلت تنفيذها حتى النهاية. وعليه، فإن الأفارقة يدركون تمام الإدراك أنه لولا الدعم الثابت من جانب الهند ورئيس الوزراء مودي، لكانت المبادرة قد انهارت كما حدث العام قبل الماضي أثناء رئاسة إندونيسيا. لقد تأثرت البلدان الأفريقية بأن الهند لم تعد تسمح للغرب بفرض أخلاقياته».

التوغلات الصينية في أفريقيا

تهيمن الصين في الواقع على أفريقيا، وقد حققت توغلات أعمق في القارة السمراء لأسباب استراتيجية واقتصادية على حد سواء. بدأت العلاقات السياسية والاقتصادية الحديثة بين البر الصيني الرئيسي والقارة الأفريقية في عهد ماو تسي تونغ، بعد انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية. زادت التجارة بين الصين وأفريقيا بنسبة 700 في المائة خلال التسعينات، والصين حالياً هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا. وقد أصبح منتدى التعاون الصيني - الافريقي منذ عام 2000 المنتدى الرسمي لدعم العلاقات. في الواقع، الأثر الصيني في الحياة اليومية الأفريقية عميق - الهواتف المحمولة المستخدمة، وأجهزة التلفزيون، والطرق التي تتم القيادة عليها مبنية من قِبل الصينيين.

كانت الصين متسقة مع سياستها الأفريقية. وقد عُقدت الدورة التاسعة من منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر (أيلول) 2024، في بكين.

كما زوّدت الصين البلدان الأفريقية بمليارات الدولارات في هيئة قروض ساعدت في بناء البنية التحتية المطلوبة بشدة. علاوة على ذلك، فإن تعزيز موطئ قدم لها في ثاني أكبر قارة من حيث عدد السكان في العالم يأتي مع ميزة مربحة تتمثل في إمكانية الوصول إلى السوق الضخمة، فضلاً عن الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة في القارة، بما في ذلك النحاس، والذهب، والليثيوم، والمعادن الأرضية النادرة. وفي الأثناء ذاتها، بالنسبة للكثير من الدول الأفريقية التي تعاني ضائقة مالية، فإن أفريقيا تشكل أيضاً جزءاً حيوياً من مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث وقَّعت 53 دولة على المسعى الذي تنظر إليه الهند بريبة عميقة.

كانت الصين متسقة بشكل ملحوظ مع قممها التي تُعقد كل ثلاث سنوات؛ وعُقدت الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر 2024. وفي الوقت نفسه، بلغ إجمالي تجارة الصين مع القارة ثلاثة أمثال هذا المبلغ تقريباً الذي بلغ 282 مليار دولار.

الهند والصين تناضلان من أجل فرض الهيمنة

تملك الهند والصين مصالح متنامية في أفريقيا وتتنافسان على نحو متزايد على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

في حين تحاول الصين والهند صياغة نهجهما الثنائي والإقليمي بشكل مستقل عن بعضهما بعضاً، فإن عنصر المنافسة واضح. وبينما ألقت بكين بثقلها الاقتصادي الهائل على تطوير القدرة التصنيعية واستخراج الموارد الطبيعية، ركزت نيودلهي على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والرعاية الصحية.

مع ذلك، قال براميت بول شاودهوري، المتابع للشؤون الهندية في مجموعة «أوراسيا» والزميل البارز في «مركز أنانتا أسبن - الهند»: «إن الاستثمارات الهندية في أفريقيا هي إلى حد كبير رأسمال خاص مقارنة بالصينيين. ولهذا السبب؛ فإن خطوط الائتمان التي ترعاها الحكومة ليست جزءاً رئيسياً من قصة الاستثمار الهندية في أفريقيا. الفرق الرئيسي بين الاستثمارات الهندية في أفريقيا مقابل الصين هو أن الأولى تأتي مع أقل المخاطر السياسية وأكثر انسجاماً مع الحساسيات الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بقضية الديون».

ناريندرا مودي وشي جينبينغ في اجتماع سابق (أ.ب)

على عكس الصين، التي ركزت على إقامة البنية التحتية واستخراج الموارد الطبيعية، فإن الهند من خلال استثماراتها ركزت على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والأمن البحري، والتعليم، والرعاية الصحية. والحقيقة أن الشركات الصينية كثيراً ما تُتهم بتوظيف أغلب العاملين الصينيين، والإقلال من جهودها الرامية إلى تنمية القدرات المحلية، وتقديم قدر ضئيل من التدريب وتنمية المهارات للموظفين الأفارقة. على النقيض من ذلك، يهدف بناء المشاريع الهندية وتمويلها في أفريقيا إلى تيسير المشاركة المحلية والتنمية، بحسب ما يقول الهنود. تعتمد الشركات الهندية أكثر على المواهب الأفريقية وتقوم ببناء قدرات السكان المحليين. علاوة على ذلك، وعلى عكس الإقراض من الصين، فإن المساعدة الإنمائية التي تقدمها الهند من خلال خطوط الائتمان الميسرة والمنح وبرامج بناء القدرات هي برامج مدفوعة بالطلب وغير مقيدة. ومن ثم، فإن دور الهند في أفريقيا يسير جنباً إلى جنب مع أجندة النمو الخاصة بأفريقيا التي حددتها أمانة الاتحاد الأفريقي، أو الهيئات الإقليمية، أو فرادى البلدان، بحسب ما يقول مدافعون عن السياسة الهندية.

ويقول هوما صديقي، الصحافي البارز الذي يكتب عن الشؤون الاستراتيجية، إن الهند قطعت في السنوات الأخيرة شوطاً كبيراً في توسيع نفوذها في أفريقيا، لكي تظهر بوصفها ثاني أكبر مزود للائتمان بالقارة. شركة الاتصالات الهندية العملاقة «إيرتل» - التي دخلت أفريقيا عام 1998، هي الآن أحد أكبر مزودي خدمات الهاتف المحمول في القارة، كما أنها طرحت خطاً خاصاً بها للهواتف الذكية من الجيل الرابع بأسعار زهيدة في رواندا. وكانت الهند رائدة في برامج التعليم عن بعد والطب عن بعد لربط المستشفيات والمؤسسات التعليمية في كل البلدان الأفريقية مع الهند من خلال شبكة الألياف البصرية. وقد ساعدت الهند أفريقيا في مكافحة جائحة «كوفيد – 19» بإمداد 42 بلداً باللقاحات والمعدات.

تعدّ الهند حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الطرفين نحو 100 مليار دولار. وتعدّ الهند عاشر أكبر مستثمر في أفريقيا من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما توسع التعاون الإنمائي الهندي بسرعة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت البلدان الأفريقية هي المستفيد الرئيسي من برنامج الخطوط الائتمانية الهندية.

قالت هارشا بانغاري، المديرة الإدارية لبنك الهند للاستيراد والتصدير: «على مدى العقد الماضي، قدمت الهند ما يقرب من 32 مليار دولار أميركي في صورة ائتمان إلى 42 دولة أفريقية، وهو ما يمثل 38 في المائة من إجمالي توزيع الائتمان. وهذه الأموال، التي تُوجه من خلال بنك الهند للاستيراد والتصدير، تدعم مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية والزراعة والري».

رغم أن الصين تتصدر الطريق في قطاع البنية التحتية، فإن التمويل الصيني للبنية التحتية في أفريقيا قد تباطأ بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. برزت عملية تطوير البنية التحتية سمةً مهمة من سمات الشراكة التنموية الهندية مع أفريقيا. وقد أنجزت الهند حتى الآن 206 مشاريع في 43 بلداً أفريقياً، ويجري حالياً تنفيذ 65 مشروعاً، يبلغ مجموع الإنفاق عليها نحو 12.4 مليار دولار. وتقدم الهند أيضاً إسهامات كبيرة لبناء القدرات الأفريقية من خلال برنامجها للتعاون التقني والتكنولوجي، والمنح الدراسية، وبناء المؤسسات في القارة.

وتجدر الإشارة إلى أن الهند أكثر ارتباطاً جغرافياً من الصين بالقارة الأفريقية، وهي بالتالي تتشاطر مخاوفها الأمنية أيضاً. وتعتبر الهند الدول المطلة على المحيط الهندي في افريقيا مهمة لاستراتيجيتها الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ووقّعت الهند مع الكثير منها اتفاقيات للدفاع والشحن تشمل التدريبات المشتركة. كما أن دور قوات حفظ السلام الهندية موضع تقدير كبير.

يقول السفير الهندي السابق والأمين المشترك السابق لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية، السفير ناريندر تشوهان: «إن الانتقادات الموجهة إلى المشاركة الاقتصادية للصين مع أفريقيا قد تتزايد من النقابات العمالية والمجتمع المدني بشأن ظروف العمل السيئة والممارسات البيئية غير المستدامة والتشرد الوظيفي الذي تسببه الشركات الصينية. ويعتقد أيضاً أن الصين تستغل نقاط ضعف الحكومات الأفريقية، وبالتالي تشجع الفساد واتخاذ القرارات المتهورة. فقد شهدت أنغولا، وغانا، وغامبيا، وكينيا مظاهرات مناهضة للمشاريع التي تمولها الصين. وهناك مخاوف دولية متزايدة بشأن الدور الذي تلعبه الصين في القارة الأفريقية».

القواعد العسكرية الصينية والهندية في أفريقيا

قد يكون تحقيق التوازن بين البصمة المتزايدة للصين في أفريقيا عاملاً آخر يدفع نيودلهي إلى تعزيز العلاقات الدفاعية مع الدول الافريقية.

أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج في جيبوتي، في القرن الأفريقي، عام 2017؛ مما أثار قلق الولايات المتحدة؛ إذ تقع القاعدة الصينية على بعد ستة أميال فقط من قاعدة عسكرية أميركية في البلد نفسه.

تقول تقارير إعلامية إن الصين تتطلع إلى وجود عسكري آخر في دولة الغابون الواقعة في وسط أفريقيا. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن مصادر قولها إن الصين تعمل حالياً على دخول المواني العسكرية في تنزانيا وموزمبيق الواقعتين على الساحل الشرقي لأفريقيا. وذكرت المصادر أنها عملت أيضاً على التوصل إلى اتفاقيات حول وضع القوات مع كلا البلدين؛ الأمر الذي سيقدم للصين مبرراً قانونياً لنشر جنودها هناك.

تقليدياً، كان انخراط الهند الدفاعي مع الدول الأفريقية يتركز على التدريب وتنمية الموارد البشرية.

في السنوات الأخيرة، زادت البحرية الهندية من زياراتها للمواني في الدول الأفريقية، ونفذت التدريبات البحرية الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الأفريقية. من التطورات المهمة إطلاق أول مناورة ثلاثية بين الهند وموزمبيق وتنزانيا في دار السلام في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022.

هناك مجال آخر مهم للمشاركة الدفاعية الهندية، وهو الدفع نحو تصدير معدات الدفاع الهندية إلى القارة.

ألقى التركيز الدولي على توسع الوجود الصيني في أفريقيا بظلاله على تطور مهم آخر - وهو الاستثمار الاستراتيجي الهندي في المنطقة. فقد شرعت الهند بهدوء، لكن بحزم، في بناء قاعدة بحرية على جزر أغاليغا النائية في موريشيوس.

تخدم قاعدة أغاليغا المنشأة حديثاً الكثير من الأغراض الحيوية للهند. وسوف تدعم طائرات الاستطلاع والحرب المضادة للغواصات، وتدعم الدوريات البحرية فوق قناة موزمبيق، وتوفر نقطة مراقبة استراتيجية لمراقبة طرق الشحن حول الجنوب الأفريقي.

وفي سابقة من نوعها، عيَّنت الهند ملحقين عسكريين عدة في بعثاتها الدبلوماسية في أفريقيا.

وفقاً لغورجيت سينغ، السفير السابق لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ومؤلف كتاب «عامل هارامبي: الشراكة الاقتصادية والتنموية بين الهند وأفريقيا»: «في حين حققت الهند تقدماً كبيراً في أفريقيا، فإنها لا تزال متخلفة عن الصين من حيث النفوذ الإجمالي. لقد بذلت الهند الكثير من الجهد لجعل أفريقيا في بؤرة الاهتمام، هل الهند هي الشريك المفضل لأفريقيا؟ صحيح أن الهند تتمتع بقدر هائل من النوايا الحسنة في القارة الأفريقية بفضل تضامنها القديم، لكن هل تتمتع بالقدر الكافي من النفوذ؟ من الصعب الإجابة عن هذه التساؤلات، سيما في سياق القوى العالمية الكبرى كافة المتنافسة على فرض نفوذها في المنطقة. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على عقد القمة الرابعة بين الهند وأفريقيا حتى بعد 9 سنوات من استضافة القمة الثالثة لمنتدى الهند وأفريقيا بنجاح في نيودلهي، هو انعكاس لافتقار الهند إلى النفوذ في أفريقيا. غالباً ما تم الاستشهاد بجائحة «كوفيد - 19» والجداول الزمنية للانتخابات بصفتها أسباباً رئيسية وراء التأخير المفرط في عقد قمة المنتدى الهندي الأفريقي».