«العلا» السعودية تستعد للتحول إلى وجهة عالمية في رياضة تسلق الجبال

تضم جبالاً شاهقة وواديًا من الواحات الخضراء ومواقع تاريخية

بدأت مجموعة من المتسلقين السعوديين في تحديد مسارات في جبال «العلا»
بدأت مجموعة من المتسلقين السعوديين في تحديد مسارات في جبال «العلا»
TT

«العلا» السعودية تستعد للتحول إلى وجهة عالمية في رياضة تسلق الجبال

بدأت مجموعة من المتسلقين السعوديين في تحديد مسارات في جبال «العلا»
بدأت مجموعة من المتسلقين السعوديين في تحديد مسارات في جبال «العلا»

تسعى محافظة العلا السعودية للتحول إلى وجهة عالمية لممارسي رياضة تسلق الجبال، مستفيدة من مقومات جذب متنوعة تتمتع بها مثل آثار مدائن صالح.
وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن بدء دعم وتطوير رياضة تسلق الصخور من خلال تحديد وتطوير مجموعة من مسارات التسلق المختارة في أنحاء متفرقة من محافظة العلا، مع توفير جميع التسهيلات للمغامرين والهواة من مختلف الفئات العمرية لمساعدتهم على استكشاف المحافظة.
وأشارت إلى أن رياضة تسلق الصخور ستفتح الباب للمتسلقين والمغامرين من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع برياضتهم المفضلة في العلا واستكشاف مناظرها الطبيعية اللافتة وخوض تجارب استثنائية في موقع تاريخي وتراثي فريد ومناظر طبيعية خلابة حيث الجبال والصخور والتضاريس التي تؤهلها لأن تكون واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، ليس للسياحة الثقافية فحسب، وإنما أيضًا للسياحة الرياضية والترفيهية وسياحة المغامرات.
وأكدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا أنها ستعمل على تطوير مسارات التسلق من خلال شراكتها مع الاتحاد السعودي للتسلق بهدف تحويل العلا إلى وجهة سياحية عالمية بمقومات جذب متنوعة تتراوح ما بين المغامرات والطبيعة الساحرة والمواقع التراثية والتاريخية، التي تناسب مختلف المتطلبات السياحية للزوار من جميع أنحاء العالم.
وانطلقت مجموعة من المتسلقين السعوديين مؤخرًا في رحلات استكشافية لمواقع العلا لتحديد بعض مسارات التسلق. وتعد هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من متسلقي الصخور من الاتحاد السعودي لتسلق الصخور والجبال في العلا خلال رحلة استكشاف المسارات. وترأس المجموعة الأمير بندر بن خالد بن فهد بن فرحان آل سعود رئيس الاتحاد السعودي للتسلق، وياسمين القحطاني أول مدربة تسلق سعودية حاصلة على شهادة تدريب معتمدة من الولايات المتحدة الأميركية والمدير العام للاتحاد السعودي للتسلق.
ولفتت الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى أن فرقها وفرق الاتحاد السعودي للتسلق ستواصل عمليات تحديد أفضل مسارات التسلق وتطوير البنية التحتية اللازمة، مع قيام مجموعة من المتخصصين من الاتحاد بتحديد مسارات التسلق وتصنيفها ووضع العلامات ورسم الخرائط لها، إلى جانب البدء في الإنشاءات اللازمة لضمان سلامة المتسلقين والمغامرين. كما ستعمل الهيئة بالتعاون مع الاتحاد لتوفير التدريب لأهالي العلا ليكونوا مرشدي التسلق ومسؤولي السلامة في العلا ضمن جهود تعزيز المشاركة المجتمعية في العلا، الأمر الذي سيعزز فرص العمل لأهالي العلا ودعم الاقتصاد المحلي للمحافظة.
وتعليقًا على هذه المبادرة، قالت ياسمين القحطاني: «يمكن للجميع تسلق الصخور دون تقيد بسن أو مستوى خبرة، والمسارات التي سيطورها الاتحاد تتيح الفرصة للمغامرين من جميع الفئات العمرية، فعند ممارسة هذه الرياضة تجد أجمل شعور يمكن وصفه، هو الشعور بالإنجاز الذي يغمرك عند وصولك إلى القمة، وهو شعور لا مثيل له؛ كما أن المنظر الذي ستراه من أعلى القمة سيلهمك إلى أبعد درجة».
والعلا مدينة تاريخية تقع على بعد 1100 كيلومتر من الرياض، في الشمال الغربي للسعودية، وتعتبر من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني، وتتضمن مساحتها التي تغطي 22.561 كيلومترًا مربعًا، واديًا من الواحات الخضراء، وجبالاً شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين منذ عهد حكم مملكة لحيان والنبطية.
وتعتبر مدائن صالح الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وهي أولى المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو. وتمتد مدائن صالح على مساحة 52 هكتارًا، وكانت بمثابة المدينة الجنوبية الرئيسة لمملكة الأنباط، وتتكون من أكثر من 100 مدفنٍ محفوظة بشكل جيد، مع واجهات متقنة تم اقتطاعها من نتوءات الحجر الرملي المحيطة بالمستوطنة الحضرية المسوّرة. وترجح الدراسات الحديثة أن مدائن صالح كانت أقصى المواقع الجنوبية في الإمبراطورية الرومانية.
وإضافة إلى مدائن صالح، تعتبر العُلا موطنًا لسلسلة من المواقع التاريخية والأثرية مثل الخُريّبة (دادان قديمًا)، عاصمة المملكتين الدّيدانيّة واللّحيانيّة، التي تعتبر واحدة من أكثر المدن تطورًا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد في شبه الجزيرة العربية، وكذلك آلاف الأمثلة على الفنون الصخرية والنقوش القديمة، علاوة على محطات سكة حديد الحجاز.
وتحتوي العلا على مئات النقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحضارات الصفوية والآرامية والثمودية والمعينية والإغريقية واللاتينية.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.