لبنان مهدّد بأزمة كهرباء جديدة ومضاعفة ساعات التقنين

TT

لبنان مهدّد بأزمة كهرباء جديدة ومضاعفة ساعات التقنين

تلوح في الأفق أزمة كهرباء جديدة، في غياب الآلية القانونية المعتمدة لصرف الأموال المخصصة لشراء مادة الفيول التي تغذّي معملي الإنتاج في منطقتي الزوق والجيّة (جبل لبنان)، وحذّرت شركة كهرباء لبنان من توقف الإنتاج في المعملين المذكورين بشكل مفاجئ، ما لم تسارع وزارة المال إلى صرف الاعتمادات المالية التي تمكّن الشركة من إفراغ باخرتين محملتين بالفيول، حيث ترسو الأولى مقابل معمل الزوق (في مدينة جونية)، والثانية مقابل معمل الجيّة (جنوب بيروت).
ويتقاذف المعنيون بهذه الأزمة كرة المسؤولية، إذ تعزو وزارة الطاقة المشكلة إلى امتناع وزير المال علي حسن خليل، عن تنفيذ المرسوم الذي وقعه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ووزيرا الطاقة والمال، إلا أن الأخير رفض صرف الأموال، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى قانون يقرّه مجلس النواب. وقد أيّده بذلك رئيس لجنة الأشغال والطاقة النيابية النائب نزيه نجم، الذي لفت إلى أن قرار وزير المال «ينسجم مع ما نصّ عليه قانون الموازنة، الذي يحظّر صرف أي مبالغ إلا بقانون يصدر عن مجلس النواب».
وتتعالى الأصوات المحذرة من مضاعفة ساعات تقنين التيّار في كلّ المناطق اللبنانية، التي تعاني أصلاً من انقطاع متكرر للكهرباء خصوصاً في الأطراف، مع توقعات بأن تفوق ساعات التقنين فيها 16 ساعة في اليوم، إلا أن رئيس لجنة الأشغال والطاقة، توقّع حلّاً قريباً للمسألة، عبر جلسة تشريعية يعقدها البرلمان في الأيام القليلة المقبلة. وأكد نجم لـ«الشرق الأوسط»، أن «قانون موازنة العام 2018 الذي أقره المجلس النيابي، يمنع صرف الأموال من خارج الموازنة إلا بقانون جديد، وهذا الأمر جيّد لأنه يضبط إلى حدّ كبير عمليات الإنفاق في إدارات الدولة»، موضحاً أن «هذا البند (صرف الاعتمادات للكهرباء) مدرج على جدول أول جلسة تشريعية سيدعو إليها الرئيس (مجلس النواب) نبيه برّي».
وأعاد وزير الطاقة الأسبق محمد عبد الحميد بيضون، أزمة الكهرباء المستعصية، إلى أن «الدولة لا تطبّق القانون الصادر في العام 2002، الذي يسمح للقطاع الخاص بإنشاء معامل لتوليد وتوزيع الكهرباء»، عازياً السبب إلى المزايدات والصفقات.
واستغرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، كيف أن «المسؤولين يرفضون تخصيص الكهرباء، في حين يسمحون للمولدات الخاصة بإنتاج طاقة تفوق ما تنتجه شركة كهرباء لبنان أضعافاً مضاعفة، رغم انبعاثات السموم من هذه المولدات». وسأل: «لماذا مسموح تخصيص قطاعات التعليم والاستشفاء والأدوية في لبنان، بينما يضعون خطوطاً حمراء أمام تخصيص الكهرباء التي استنزفت خزينة الدولة وبلغ عجز الكهرباء لوحده 34 مليار دولار؟».
ورغم العروض التي تقدّم لوزارة الطاقة، وآخرها شركة «سيمنز» الألمانية، لبناء معامل إنتاج حديثة ومتطورة، إلا أن الدولة اللبنانية، لا تزال تعتمد على ثلاثة مصادر لتوفير الكهرباء، وهي المعامل القديمة التي لا تؤمن أكثر من 30 في المائة من حاجة لبنان للاستهلاك، والبواخر المستأجرة من تركيا، والمولدات الخاصة التي يتحكّم أصحابها بالناس ويفرضون تعريفة مرتفعة على المشترك مقابل توفير الكهرباء له، خلال ساعات التقنين الطويلة.
وكشف الوزير السابق محمد بيضون أن «أحد النواب المتمولين عرض على الدولة بناء معامل قادرة على إنتاج 3500 كيلوواط من الكهرباء، تكفي لبنان كلّه، وبتكلفة أقلّ بكثير من التكلفة التي تدفعها الدولة على معاملها، لكن المسؤولين رفضوا عرضه، والسبب أن الطبقة السياسية غير مبالية بحياة الناس، وبعضها يتصرّف بعقلية ميليشياوية لتنفيع الأزلام والمحاسيب»، لافتاً إلى أنه «في العام 2002 كانت كهرباء لبنان تؤمن التمويل الذاتي وتدفع ثمن الفيول من إيرادات الجباية التي تجمعها من المكلّفين، فلماذا لا تدفعها الآن من هذه الجباية؟ وأين تذهب الأموال؟».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.