استبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط

TT

استبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط

تجددت المساجلات بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط و«الحزب الديمقراطي» الذي يترأسه الوزير طلال أرسلان، وتصاعدت الحملات السياسية المتبادلة بين الطرفين على خلفية رفض جنبلاط توزير أرسلان وأن يكون الدرزي الثالث في الحكومة المرتقبة وسطياً لا يتبع أرسلان وليس مقرباً منه.
وقالت مصادر سياسية متابعة لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب الأساسي لعودة التصعيد السياسي بين جنبلاط وأرسلان يتمثل باستبعاد أرسلان من الحكومة المقبلة، وربما تخلي حلفائه عن توزيره إن كان من قبل «التيار الوطني الحر» أو «حزب الله»، إضافة إلى ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري خلال حواره المتلفز الأخير بما معناه، أنه من يقوم بالاتصالات وحلحلة العقدة الدرزية إضافة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتة إلى أن الاتصالات تجري مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. وقالت المصادر: «هذه العبارة تركت غضباً في صفوف البيت الأرسلاني ومحازبيه»، مشيرة إلى أنه بموازاة وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة المرتقبة وما آل إليه المخرج الذي سيعتمد على الخط الدرزي، «يظهر جلياً أن أرسلان خارج الحكومة والوزير الدرزي الثالث عدا عن الوزيرين المنتميين إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، سيكون مقرباً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيسين بري والحريري وجنبلاط، أي وسطياً»، مؤكدة أن استبعاد أرسلان وكما كان متوقعاً سيؤدي إلى حملات إعلامية وسياسية.
وفي هذا السياق، يتساءل مصدر وزاري في اللقاء الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: لماذا على أرسلان أن يغضب ويطلق عبارات خارجة عن المألوف ويهدد ويتوعد، هل لأنه ترك له مقعداً نيابياً شاغرا في عاليه؟ في إشارة إلى المقعد الشاغر الذي تركه جنبلاط في عاليه من غير أن يرشح عليه أي مرشح. وقال المصدر: «احتراماً للناخبين من الطبيعي أن يتمثل الحزب الاشتراكي بثلاثة وزراء دروز، وهذا أضعف الإيمان لا سيما أن الناس قالت كلمتها في هذه الانتخابات والمسألة ميثاقية يقر بها الجميع، ولكن رئيس الحزب وليد جنبلاط وحفاظاً منه على وحدة الصف الدرزي والوطني والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية في لبنان، ومعاناة الناس في هذا الإطار قام بشجاعة وكعادته بتسوية لتسهيل التأليف للخروج من هذا النفق المظلم وتسهيل أمور الناس وعلى هذا الأساس جاء المخرج حول الدرزي الثالث». وقال المصدر: «نحن تركنا المسألة في عهدة الرئيسين بري والحريري»، لافتاً إلى أن «اللقاءات مستمرة ومفتوحة معهما»، مشددا على أن «رئيس المجلس النيابي رجل حكيم ونستمع إليه دوماً ونأخذ برأيه، وهذا ما يحصل في كل المحطات، من هذا المنطلق على أرسلان أن يهدأ ويخفف غضبه لأن المطلوب فتنة على الساحة الدرزية بطلب من بشار وماهر الأسد ونحن ندرك ما يخطط وما يعد منذ فترة طويلة من محاولات بائسة ويائسة لتحجيم وليد جنبلاط من خلال القانون الانتخابي وأثناء الانتخابات وصولاً إلى تشكيل الحكومة».
وأكد المصدر الوزاري «أننا فوتنا الفرصة على هؤلاء، ولهذه الغاية تحدث جنبلاط عن التسوية بشجاعة ولن نقبل أو نسمح بأي إشكالات أو خلل أمني في الجبل أو على المستوى الوطني لأن كل أبناء الجبل أهلنا ولأي جهة سياسية انتموا».
وكشف المصدر المذكور، عن اتصالات بالغة الأهمية ستجرى خلال اليومين المقبلين «لأن المتابعة من قبل موفدي رئيس الحزب التقدمي ورئيس اللقاء الديمقراطي باتجاه الرئيس بري والرئيس المكلف سعد الحريري هي شبه يومية، ولكن لا يمكننا حسم الأمور حيث ما زالت المشاورات جارية وقطعت شوطاً متقدماً».
وتتحدث المعلومات المتوفرة من قبل المولجين بالاتصالات على خط التأليف حول نوعية الحقائب، عن أن المحسوم حتى الآن أن يتمثل الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي بوزيرين هما النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور أما نوعية الحقائب فحقيبة الزراعة هي شبه محسومة أما الثانية فالاتصالات جارية حولها، وهناك ميل جنبلاطي لإسناد حقيبة التربية للحزب واللقاء الديمقراطي على اعتبار أن تجربة الوزير الحالي مروان حمادة كانت ناجحة وممتازة وهذا ما يردده الحزب واللقاء على اعتبار أن حمادة استطاع أن يؤمن للقطاع التعليمي سلسلة الرتب والرواتب وكذلك إدراج مشروع تبناه اللقاء الديمقراطي وهو «التعليم المجاني في الثانويات وفي المدارس المهنية والمعاهد الفنية الرسمية»، فضلاً عن إنجازات أخرى سبق وتحققت.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.