حادثة الصاروخ الروسي تهدد المحطة الفضائية الدولية

TT

حادثة الصاروخ الروسي تهدد المحطة الفضائية الدولية

لم يستبعد مسؤول في وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس» احتمال إغلاق المحطة الفضائية الدولية، نتيجة الحادثة التي تعرض لها صاروخ فضاء روسي من طراز «سويوز - ف.غ»، خلال رحلته نحو المحطة الفضائية الدولية يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حاملًا إليها المركبة الفضائية «سويوز إم إس - 10» تقل رائدي الفضاء الأميركي نك هيغ والروسي أليكسي أوفتشينين. إلا أن عطلاً طرأ على عمل الصاروخ الحامل بعد نحو دقيقتين من انطلاقه، جعله يغير مساره، مما أدى إلى تشغيل منظومة الطوارئ، حيث توقف المحرك عن العمل، ومن ثم تم فصل المركبة وقذف كبسولة الهبوط بعيداً عن الصاروخ، كي تتمكن من المناورة لتخفيف تسارعها وتنظيم دورانها، قبل فتح المظلات لضمان هبوط آمن.
وبينما ساعدت أنظمة الطوارئ في الصاروخ الحامل على تفادي الخسائر البشرية، فإن فشل الرحلة تحول إلى مصدر تهديد للمحطة الفضائية الدولية.
إذ قررت «روس كوسموس» توقيف جميع الرحلات المأهولة، التي يستخدم فيها الصاروخ الحامل «سويوز - ف.غ»، إلى أن يتم الكشف عن أسباب الحادثة. وسيكون لهذا القرار تداعياته على عمل المحطة الفضائية الدولية، التي تعتمد على رحلات المركبة «سويوز» للحصول على المؤن والوقود والمواد العلمية لمواصلة التجارب والاختبارات. والأهم أن تلك الرحلات تقوم بنقل رواد الفضاء الذين أمضوا أشهراً طويلة من العمل على متن المحطة إلى الأرض، بعد أن تحمل إليها فريقاً جديداً يواصل العمل هناك.
ويوم أمس نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن مصدر في لجنة التحقيق الحكومية بالحادثة تأكيده أن اللجنة ستقوم بتشكيل لجنة فرعية لدراسة احتمال إغلاق المحطة الفضائية الدولية، وقال إن الحديث يدور حول «دراسة السيناريو السلبي لعمل المحطة»، أي إغلاقها، وكذلك حول «العمل على صياغة جدول رحلات جديد إليها». وفي وقت سابق لم يستبعد سيرغي كريكاليوف، المدير التنفيذي لبرامج الرحلات المأهولة في وكالة «روس كوسموس»، احتمال إغلاق المحطة الفضائية الدولية، وقال إن هذا الأمر ممكن إذا لم يصل الطاقم الجديد إليها في الوقت المناسب، ، ولم يستبعد تأجيل موعد الرحلة القادمة، وربما «تسريعها»، لافتاً إلى تغيير كذلك في برنامج عمل رواد الفضاء على متن المحطة الدولية.
وعطل التغيير في برنامج العمل التحقيقات في حادثة «ثقب على متن المحطة الفضائية الدولية» اكتشفه رواد الفضاء نهاية أغسطس (آب) الماضي، على جدار مركبة الشحن الفضائية الروسية «سيوز إم سي - 09» التي التحمت مع المحطة الفضائية الدولية مطلع يونيو (حزيران).
وقام رواد الفضاء حينها بإغلاق الثقب بواسطة مادة عازلة، بينما بدأ التحقيق في أسباب ظهوره، بما في ذلك ما كان من المفترض أن يقوم رائد الفضاء أليكسي أوفتشينين بعد وصوله إلى المحطة، بخروجه إلى الفضاء المفتوح مع زميله سيرغي بروكوبييف، الموجود حالياً على متنها، للكشف عن طبيعة «الثقب» ومحاولة تحديد «كيف ظهر». إلا أن فشل رحلة المركبة «سويوز إم إس - 10»، وعدم وصول أوفتشينين إلى المحطة، دفعا المسؤولين في وكالة الفضاء الروسية إلى تأجيل العملية.
فضلاً عن تداعياتها السلبية على الرحلات الفضائية وعمل المحطة الدولية، خلَّفت الحادثة شعوراً بالإحباط لدى العاملين في مصنع «إنيرغيا» المُصنِّع للصاروخ، نظراً لأن الرحلة يومها تزامنت مع احتفالاتهم بمرور 100 عام على تأسيس المصنع. وزاد من شعورهم بالأسى أن فشل الصاروخ الحامل «سويوز» خلال الرحلة يوم 10 أكتوبر، هي الحادثة الأولى من نوعها على هذا النوع من الصواريخ منذ 35 عاماً، وتحديداً في 26 سبتمبر (أيلول) عام 1983، حينها كان الصاروخ يحمل المركبة «سويوز تي - 10». إلا أن نشوب حريق لحظة الإقلاع تسبب بفشل الرحلة، وتمكنت أنظمة الطوارئ من قذف كبسولة النجاة، وإنقاذ حياة رائدي فضاء على متنها، هما فلاديمير تيتوف وجينادي ستريلكوف.
وتعتمد وكالة الفضاء الروسية على الصاروخ الحامل من طراز «سويوز - ف.غ» في الرحلات المأهولة إلى الفضاء، ومنذ 20 مايو (أيار) 2001 وحتى 6 يونيو 2018 تم استخدام هذا النوع من الصواريخ في 64 رحلة فضائية، تمت كلها بنجاح. وللرحلات غير المأهولة يتم استخدام أنوع أخرى من صواريخ الفضاء الروسية، مثل «بروتون».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.