بإمكان الجالس في الجناح المصمم على شكل اسطوانة، والتي تشبه كعكة الدونت، أن يتابع المشهد من خلال الفتحات المحفورة في الجدران. وتحت الهيكل يوجد العشب مع صخور مسطحة، إضافة إلى صخور ضخمة أخرى وضعت بشكل رأسي لتستخدم كمنصات تحمل الأسطوانة. يبدو، من ناحية، وكأننا نجلس على بيضة قديمة متشققة، ومن ناحية أخرى، يبدو الجناح وكأنه سفينة فضائية مستديرة هبطت متحطمة على الأرض.
هذا هو معرض «السيربنتاين» الصيفي الرابع عشر، الذي يقام هذا العام احتفاء بالمعماري التشيلي سميلجان راديش الذي تراوحت أعماله ما بين الهياكل التقليدية إلى التجريبية.
تقول جوليا بيتون - جونس، المديرة المشرفة على غاليري السيربنتاين، «وصف الجناح بأنه بيضة أو دونت أو شيء سقط من السماء وهذا خلال الأيام الثلاثة الأولى التي افتتح فيها فقط»، مضيفة أن «الإنجليز يدخلون إلى قلبهم كل ما يستطيعون إدخاله بطريقتهم الخاصة، ولذلك فإن سميلجان دخل قلوبهم بالتأكيد».
كثيرا ما وصفت أعمال راديش بأنها «هياكل هشة» بسبب استخدامه بقايا المواد والأشجار والصخور. وتظهر الهشاشة في هذا الهيكل في المواد المستخدمة: البلاستيك والفايبر غلاس والورق المعجن والخشب المثبت بهيكل من الصلب. ويستخدم في الهياكل الهشة أشياء يمكن العثور عليها بالقرب من المكان: البلاستيك والحجر والصفيح وكل ما هو متاح غير ذلك. ويشرح راديش «هذه الطريقة مفيدة جدا لي».
وعند الليل يظهر أثر «عصر الفضاء» على «العصر الحجري» في الجناح. للجناح الأبيض شبه الشفاف ضوء متعرج بلون أصفر كهرماني في الداخل يجعله يتوهج كاليراعة في ظلام الحديقة. ويجذب الضوء المارة بالقرب منه كما تجذب المصابيح الفراشات. وتخيل راديش أثر عمله وهو يشع.
قال الناقد المعماري فابريزيو غالانت مرة «الطريقة التي ينفذ بها سميلجان أعماله المعمارية تذكر بالعملية الفنية للكتابة. إذ يكمن الأسلوب الأدبي في تصاميم راديش في المقدرة على دمج المعمار مع مجموعة من إشارات وعناصر الإلهام النابعة من مجالات في غاية الاختلاف».
وتبدو الجدران الداخلية في جناح راديش كالجلد. وتبدو قطع من النسيج المجعد وكأنها خيطت مع بعضها البعض على الرغم من أنها ملصقة على الجدار. كما تعطي الأرضية المصممة من الخشب الرمادي مسحة مستقبلية.
المقاعد والطاولات المنثورة هي من تصميم المعماري والمصمم الفنلندي الفو آلتو، في أواسط الثلاثينات من عمره. هناك شيء مهم جدا وهو العلاقة مع الطبيعة. وكنت أفكر في هذا المبنى من نوع «فولي» المصمم خصيصا للديكور والعلاقة مع ما حوله. إذا نظرت إلى مبنى من هذا النوع فهو يبدو دائما كحطام: أنت ترى الماضي والمستقبل والزمن الذي يذوب ثم تضفي الوقت عليه. أشار راديش إلى قصة أوسكار وايلد «المارد الأناني» كمصدر إلهام له.
ونجح راديش في دمج هذه العناصر المتنوعة من الإبداع بصورة رائعة في هذا العمل. وإضافة إلى العرض سيكون الموقع مكانا لمجموعة من النشاطات الحية، ويشمل ذلك على قراءات شعرية وحفلات موسيقية وعرض أفلام في الأمسيات، تستمر حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ويشمل برنامج هذا العام قطعة فنية صوتية «انس النسيان» «فورغيت أمنيسيا» لفنان التركيبات هارون ميرزا مع مارك فيل وأوكيونغ لي ونهاية عطلة أسبوع مع الفيلم التشيلي «بيعة لراوول رويز».
يعد راديش وهو في التاسعة والأربعين من عمره أصغر معماري تعهد له مثل هذه الأعمال. وتبلغ مساحة الأرض المقام عليها المعرض 541 مترا مربعا فهي ليست صغيرة. إنه حدث عام وينتظر بشوق بالفعل: خيار معماري للمعماري نفسه، وهذا يعني الكثير للحديقة أيضا. «هي ليست مجرد قطعة من العشب بل حديقة جميلة. أنجز العمل خلال ستة أشهر ولحسن الحظ لدينا فريق عمل جيد. أصبح كل شيء ممكنا في النهاية»، قالت جوليا بيتون - جونس.
يقام جناح «السيربنتاين 2014» في موقع الغاليري في حدائق كينغستون «كينغستون غاردنز» ويستمر حتى 19 أكتوبر 2014.
المعماري التشيلي سميلجان راديش يصمم المعرض الصيفي لغاليري السيربنتاين اللندني
وصفت أعماله بأنها «هياكل هشة» بسبب استخدامه لبقايا المواد والأشجار والصخور
المعماري التشيلي سميلجان راديش يصمم المعرض الصيفي لغاليري السيربنتاين اللندني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة