كارثة إندونيسيا: الغذاء والماء ينفدان... وارتفاع الضحايا إلى 1234 قتيلاً

ناجون محاصرون تحت الأنقاض... والشرطة تتصدى لنهب المتاجر

الجنود ينقلون جثث ضحايا الزلزال في إندونيسيا (رويترز)
الجنود ينقلون جثث ضحايا الزلزال في إندونيسيا (رويترز)
TT

كارثة إندونيسيا: الغذاء والماء ينفدان... وارتفاع الضحايا إلى 1234 قتيلاً

الجنود ينقلون جثث ضحايا الزلزال في إندونيسيا (رويترز)
الجنود ينقلون جثث ضحايا الزلزال في إندونيسيا (رويترز)

أعلنت السلطات الإندونيسية اليوم (الثلاثاء)، ارتفاع عدد ضحايا الزلزالين وموجات المد العاتية (تسونامي) في جزيرة سولاويسي إلى ما لا يقل عن 1234 قتيلاً.
وقال المتحدث باسم إدارة مكافحة الكوارث، سوتوبو نوجروهو، إن ما لا يقل عن 799 شخصاً أصيبوا، وما زال 99 آخرون في عداد المفقودين. وأضاف أن أكثر من 61 ألف مواطن نزحوا من منازلهم.
وقد وقع معظم الضحايا في مدينة بالون عاصمة إقليم سنترال سولاويسي.
ويتزايد الغضب واليأس بين الضحايا، في ظل أن الغذاء والماء ينفد، وتتزايد المخاوف وسط حصار ناجين تحت أنقاض المباني، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وكانت الجزيرة قد تعرضت لزلزالين الجمعة الماضي، حيث أدى الزلزال الثاني الذي بلغت قوته 4.‏7 درجة على مقياس ريختر لوقوع موجات مد عاتية (تسونامي).
وتراصت لافتات كُتب عليها «نحن نحتاج إلى الغذاء» و«نحن بحاجة إلى الدعم» حول الطرق في إقليم سولاويسي، وامتدت طوابير من أجل الحصول على الوقود، وتم نشر قوات الشرطة لحماية محطات الوقود ومتاجر المواد الغذائية، في حين يتوسل الأطفال للحصول على المال في الشوارع، بحسب صحيفة «الغارديان».
ونقلت الصحيفة عن إحدى السيدات صراخها: «لم نأكل منذ 3 أيام... نحن نريد فقط أن نكون آمنين».

* تضرر دارسي الكنيسة
وفي سياق متصل، أعلن الصليب الأحمر الإندونيسي اليوم (الثلاثاء)، العثور على جثث 34 من دارسي الكتاب المقدس (الإنجيل).
وكان الضحايا من بين 86 طالباً في معسكر لدراسة الكتاب المقدس بمركز تدريب كنيسة جونوج في مقاطعة سيجي، وفقاً لما ذكرته أوليا أرياني، المتحدثة باسم الصليب الأحمر الإندونيسي.
وقالت إن مصير بقية الطلاب لم يتضح بعد.
وأضافت: «تم العثور على 34 جثة من قبل فريقنا المكون من 16 متطوعاً أمس (الاثنين)».
وقالت أرياني إن فريق الصليب الأحمر قدر أن 50 في المائة من منازل سيجي تضررت من الزلزال.

* مقاومة نهب المتاجر
من جهة أخرى، أطلقت الشرطة عيارات تحذيرية والغاز المسيل للدموع للتصدي لمحاولات الأهالي نهب المتاجر في المدينة الساحلية بالو التي اجتاحتها أمواج تسونامي.
ويقود الجيش الإندونيسي جهود الإنقاذ، لكن بعد موافقة مترددة من الرئيس جوكو ويدودو نشرت منظمات غير حكومية فرقاً على الأرض في بالو.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص بحاجة لمساعدة عاجلة بينهم آلاف الأطفال.

* مساعدات أسترالية
ومن جهتها، قدمت أستراليا مساعدات بقيمة 500 ألف دولار أسترالي (360 ألف دولار أميركي) لمساعدة الضحايا، ولكن رئيس الوزراء سكوت موريسون تعهد بأنه سوف يتم تقديم مزيد من الدعم.
وقال موريسون إن الأموال سوف تذهب إلى الصليب الأحمر للمساعدة في الإيفاء بالاحتياجات العاجلة الطارئة مثل الأغطية، ولكنه أضاف أن أستراليا تجري مشاورات مع السلطات الإندونيسية بشأن توفير مساعدات طويلة المدى.
وأضاف موريسون للصحافيين في بيرث: «نحن نبحث أفضل وسيلة ملائمة للوفاء بالاحتياجات لضمان أننا نستطيع أن نفعل ما في وسعنا لدعم أصدقائنا وجيراننا الإندونيسيين في هذا الوقت الحرج».
وأوضح: «نوعية المساعدة التي سوف نقدمها لا تتعلق فقط بالاحتياجات الحالية، ولكن أيضاً على مدار فترة من الوقت».
وشهدت إندونيسيا سلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة، ففي 2004 أسفر تسونامي أعقب زلزالاً تحت البحر بقوة 9.3 درجة قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفاً في إندونيسيا. وفي 2010 قُتل نحو 430 شخصاً عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجة في مد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».