تبدأ السلطات التركية، اليوم، إخلاء مخيم «أكجه قلعة» للاجئين السوريين في ولايات شانلي أورفا جنوب البلاد، وتوزيع نزلائه على ولايات أخرى بعد إغلاقه.
وأرسلت وزارة الداخلية التركية، أمس، تعميماً إلى السلطات المحلية في شانلي أورفا والولايات الأخرى، أشارت فيه إلى أنه سيتم إرسال 2122 لاجئاً إلى ولايات مختلفة، وستبدأ عمليات إخلاء المخيم ابتداءً من اليوم، وسيتاح للاجئين السوريين حرية اختيار وجهتهم داخل تركيا، باستثناء 7 ولايات هي: إسطنبول وغازي عنتاب وأنطاليا وكليس وهطاي وماردين وشيرناق.
وبحسب التعميم، ستقدم السلطات التركية إعانة مالية لكل عائلة تقرر الرحيل عن مخيم «أكجه قلعة»، قيمتها 1100 ليرة تركية للفرد، في حين لن تقدم أي مساعدة مادية لمن يقرر البقاء في محافظة شانلي أورفا.
وذكرت وسائل الإعلام التركية أنه تمت قراءة التعميم عبر مكبرات الصوت بالمسجد الموجود في المخيم، وأشير فيه إلى ضرورة توجه اللاجئين إلى الوحدة الاستشارية، ليقدموا طلباتهم للمحافظات التي يودّون الذهاب إليها، وتجمع اللاجئون حول المسجد محاولين فهم فحوى الإعلان.
وشهدت شانلي أورفا، اليوم الماضي، اشتباكات واسعة بين أتراك وسوريين استخدمت فيها أسلحة مختلفة، وأسفرت عن مقتل مواطن تركي وإصابة آخرين.
كان شجار نشب بين مجموعتين من الأطفال سوريين وأتراكاً أثناء اللعب، الأمر الذي وصل إلى أهالي الأطفال، لتكبر المشاجرة وتخرج عن السيطرة، وبحسب صحيفة «حرييت» التركية، نشبت المشاجرة بين عائلة سورية وعائلة «داغ» التركية، حيث كان كل من العائلتين يدافع عن موقف أطفاله، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، واندفعت أعداد من الجانبين إلى مكان المشاجرة في حي عثمانلي، بعد أن تلقوا اتصالات من أقاربهم المنخرطين فيها.
وقال شاهد عيان إن المعركة كانت كبيرة، واستخدمت فيها الأسلحة النارية، وأصيب عدة إخوة، وأصاب طلق ناري محمود داغ، ليلقى مصرعه على الفور، بينما أصيب أيضاً إخوته مراد ومحمد ومسعود ومسلم طاغ، إلا أن حالتهم مستقرة.
واستدعت الشرطة تعزيزات ضخمة وصلت إلى المكان، وقامت باعتقال العشرات، فيما نقلت الإسعاف الجرحى إلى المستشفيات. وتمكنت الشرطة من فرض الأمن في المنطقة بالقوة، إلا أن التوتر ظل سائداً، وأبقت وزارة الداخلية دوريات الشرطة في نطاق واسع بالحي والأحياء المجاورة، خوفاً من ردود الفعل الغاضبة بين الطرفين.
ويوجد أكثر من نصف مليون سوري في شانلي أورفا، الولاية التركية الحدودية مع سوريا.
في الوقت ذاته، أشاعت تقارير إعلامية عن ترحيل بعض السوريين والأجانب من تركيا حالة من القلق لدى الملايين ممن يتمتعون بوضع «الحماية المؤقتة» في تركيا، نتيجة الأوضاع غير المستقرة في بلادهم، لا سيما سوريا.
وتلجأ السلطات التركية إلى عمليات الترحيل عادة بسبب انخراط أفراد، بشكل متكرر، في تصرفات مخالفة للقوانين، على غرار تكرار افتعال المشاجرات الجماعية، أو التحريض بين السوريين والأتراك، ما يؤدي إلى صدور سجلات قضائية بحقهم، أو أن يكون البعض منتمياً إلى جماعات تصنفها تركيا منظمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وذراعه السورية «وحدات حماية الشعب الكردية»، أو امتهان التسول، لا سيما في المناطق السياحية في تركيا، أو ممارسة النصب والاحتيال، سواء بحق السوريين أو الأتراك.
ويجري في هذه الحالات ترحيل السوريين إلى مناطق لا تشكل خطراً على حياتهم، إذ لا يتم الترحيل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وإنما إلى شمال سوريا، إذ ينص قانون الحماية المؤقت على عدم جواز ترحيل المشمولين بها إلى منطقة قد يتعرضون فيها للتعذيب أو العقوبة المهينة، أو إلى أماكن تكون فيها حريتهم أو حياتهم مهددة بسبب العرق أو الدين أو الجنس.
وطبقاً لمصادر إعلامية تركية، تم ترحيل أكثر من 600 سوري لهم سجلات قضائية على خلفية المشاجرة الجماعية الأخيرة بين السوريين والأتراك في ولاية شانلي أورفا، كما قامت السلطات التركية باعتقال 30 تركياً، بعد تورطهم بالإضرار بممتلكات تعود للسوريين في الولاية التي تتكرر فيها حوادث الاشتباكات بين السوريين والأتراك.
مشاجرة بين أطفال سوريين وأتراك تتحول إلى معركة
تركيا تغلق مخيماً للاجئين في شانلي أورفا وتبدأ إجلاءهم اليوم
مشاجرة بين أطفال سوريين وأتراك تتحول إلى معركة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة