شاشة الناقد: The Angel

مروان كنزاري في ورطة في «الملاك»
مروان كنزاري في ورطة في «الملاك»
TT

شاشة الناقد: The Angel

مروان كنزاري في ورطة في «الملاك»
مروان كنزاري في ورطة في «الملاك»

The Angel
> إخراج: ‪أرييل فرومن‬
> تمثيل: مروان كنزاري ووليد زعيتر، وساسون غاباي، وتوبي كابل، وميساء عبد الهادي.
> تشويق / جاسوسية | الولايات المتحدة - 2018
> تقييم: (جيد)

«عبد الناصر عاوزك ضروري». يهمس أحدهم في أذن أحد رجال السلطة في مصر سنة 1970. يرد ذلك في المشهد المفترض به أن يكون مشهد عزاء الرئيس المصري الراحل.
ليس هذا هو الخطأ الوحيد في الفيلم، هناك أخطاء أخرى، لكن الفيلم ينجو منها بشبه أعجوبة بفضل معالجة تشويقية للسيناريو المقتبس عن رواية لأوري بار جوزيف وإخراج لأرييل فرومن الذي اختير مؤخراً لتحقيق فيلم سلفستر ستالون المقبل «رامبو 5».
يمكن بالطبع التوقف عند الكثير من الأحداث التاريخية والقضايا السياسية. هذا هو النقد السهل. لكن الفيلم غير سياسي (ولو كان يتعاطى أحداثاً تقع داخل الإطار السياسي) وبالتالي سيصبح الكلام في هذه الشؤون وما إذا كان أشرف مروان خدم الإسرائيليين أو خدم المصريين أو كان عميلاً مزدوجاً أو لم يكن ليس ذي بال. الفيلم يمكن له أن يكون عملاً خيالياً بالكامل بشخصيات تتعاطى أسماء الشخصيات التي ترد فيه: عبد الناصر، السادات، أشرف مروان، سامي شرف إلخ... حقيقة أنه يستند إلى أحداث وقعت لا يعني أن عليه أن يلتزم بالحقائق وحدها، خصوصاً أن الكثير منها ما زال مطوياً في ملفات لم يحصل عليها المؤلف ولا المخرج.
«ملاك» هو فيلم تشويق جاسوسي مثالي من حيث إنه يستفيد من جزء مهم في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي والمصري منه على وجه التحديد. عبد الناصر (قبل وفاته طبعاً) لا يثق بزوج ابنته وهذا متذمر. يترك مصر إلى لندن وأسرته للدراسة. يتصل بالسفارة الإسرائيلية عارضاً عليها تزويدها بالأسرار. تغلق السفارة الخط في وجهه ثم تعود (عبر الموساد) إليه بعد حين فيلتزم بما وعد. إنه «خائن» وليس «ملاكاً» لكن الأهم هو أن الدافع الشخصي لذلك بقي مطموراً حتى نهاية الفيلم. هل خان الرجل وطنه لأنه سمع في إحدى المحاضرات عن الجاسوس جوان بوجول غارسيا الذي عمل للمخابرات البريطانية والنازية معاً؟ هل أراد المال وحده؟ هل كان يريد ابتزاز المصريين في وقت لاحق؟ الفيلم لا يوفر الإجابة وبذلك لا يوفر إقناعاً ولا عمقاً.
على ذلك الشخصية، كما أداها الممثل التونسي مروان كنزاري تأسر كونها طبيعية (ليست جيمس بوندية). الضعف في كل المشاهد التي تجمعه مع زوجته وفي اللكنات المتباينة هنا أو الحوارات التي لا تفسر ما لا يمكن للصورة أن تفسره هناك. كذلك بعض المشاهد غير ضروري.
الموساد تنبري هنا كقوة طاغية وذات قرارات خاطئة. أما أشرف مروان فيبقى شخصية غامضة الدوافع. الأجدى كان منحه بطانة نفسية وسياسية عميقة لكي يُفهم أو يُقدر جيداً.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».